تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[معنى شريف ... في حديث شريف ...]

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[15 - 09 - 05, 03:07 ص]ـ

قال فاضل كريم: (قاعدة: وجوب تفسير ما يروى عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – والفقهاء بالذي هو أهدى.

وفي سياق منهجية التعامل مع النص: استنبطت قاعدة بحمد الله أوجزها: بوجوب حسن الظن بالنبي – صلى الله عليه وسلم - وبنبلاء المسلمين، وأن نحمل كلامه وكلامهم على أحسن محامله، وأجمل وجوهه، والتأول لهم، وتنزيلهم منازل الاحترام والهيبة، وصون أعراضهم من كل ظن سيئ إذا ألقيت الشبهات، واختلفت الروايات، أو حاكت في النفوس المعاني الدون.

وأصل هذا الميزان المهم: ما في مسند أحمد بأسانيد صحيحة عن علي – رضي الله عنه – أنه قال:

< إذا حدثتم عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حديثا فظنوا به الذي هو أهيا، والذي هو أهدى، والذي هو أتقى >.

أي الذي هو أوفق به من غيره، وأهدى وأليق بكمال هداه، وأنسب بكمال تقواه، كما قال الشراح.

وعندي أن هذا الأدب العلوي الراشد الذي عبر عنه بهذه العبارة الموجزة هو أصل في تقرير وجوب إحدى الطبائع المهمة للاجتهاد الدعوي، طبيعة تفسير كلام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالحسنى، وعلى ظاهره دون تكلف، وظن المعنى السوي فيه، المتبادر إلى الذهن المنقدح في الفؤاد، الموافق لسمت الاعتدال، والذي يسبق إلى روع المسلم على البديهة، وجعل هذا المعنى المحسوس في القلب لاطراح أي تفسير شاذ، واتخاذه إرشادا يقود فراسة المتفقه المجتهد إلى اختيار وترجيح قول من الأقوال المختلفة يفتي به نفسه وإخوانه الدعاة حتى ولو امتنع عليه إيراد تعليل ظاهر أو ذكر سبب جاهر.

ويطرد هذا الأسلوب ليكون أيضا قاعدة في التعامل مع كلام الفقهاء وسادات المسلمين، فإن صفات الإيمان وخصال الخير متوارثة، ثم هم ورثة الأنبياء، وبقَدَر من الله صاروا في المكان الذي هم فيه من الانتساب إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – والترويج لعلومه، وعلامة التمييز والفرقان في ذلك = محبة المسلمين لهم، فإنها من المحبة التي أمر الله ملائكته أن ينادوا بها في الناس، وبها صاروا من آل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – مجازا، وانبغى لهم الشرف، فوجبت لهم المودة، ولزم تفسير ما ينسب إليهم من قول أو عمل بالذي هو أهدى وأتقى، وقادة الدعوة يحتلون نفس هذه المنزلة، وفي التأول لهم مندوحة، وحسن الظن بهم أليق وأجدر أن يسبق الشك و التخطئة، وبخاصة أنهم قد خرجوا إلى ساحة التعامل مع جميع طبقات الناس، ومعاناة إصلاحهم، من الحاكم إلى الملأ الذين من حوله إلى عامة المحكومين، ويقابلون ملكا ورئيسا ووزيرا وعسكريا و سفيرا وصحفيا، والتعامل مع هذه العناصر المتنوعة في الأرض الملغومة يحتاج تورية ومداراة وإيجازا ودفاعا وسرعة جواب، وليس متاحا في كل وقت ومقام القول الصريح المشروح المعلل، ولا الهجوم والمجابهة، وقد يؤخذ بالرفق ما لا يؤخذ بالعنف، فيجتهد الداعية آنيا أن يقول ويفعل ما يظن أنه الأقرب إلى تحقيق المصلحة، فيصيب ويخطئ، و يظن الغائب الذي لم يشهد الظرف أنه أخطأ، فهنا تنفع هذه القاعدة، وأن نظن الذي هو أهدى، فإنه داعية مصلح يأمر بالمعروف، وليس هو بفرد سائب منتفع وصولي، والذي نريد منه أن يبرأ من الغلط تماما علينا أن نحبسه بين جدران أربعة لا يرى ولا يُرى، وأما الذي يقارع ويأمر وينهى فإنه يَرمي ويُرمى، ويتقدم وينسحب، وينطق بعدة لهجات ولغات ونبرات، بحسب فصاحة السامع وأعجميته، فقد تفهمه لأول وهلة، وقد تحتاج قاموس أصول الاجتهاد لتدرك مغزاه، وبين لغة طئ وبجيلة تباين وفروق، واللغة العلوية القرشية هي القاضي الحكم، فاربأ بنفسك أن تلغو مع متكئ على أريكة يلقي القول على عواهنه، ويبخس الناس أشياءهم).

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[02 - 10 - 05, 11:11 ص]ـ

وقال فاضل: ( ... وعلى النازل إلى عرصات العلم أن يحترم الذخيرة العلمية الواسعة التي حازتها الأمة، وأن يبجل أهلها في جميع طبقاتهم، وأن يسعى إلى حفظها ونشرها.

وكل ذلك داخل في قوله – صلى الله عليه وسلم: " الدين النصيحة، لله ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم.

قال ابن حجر: " ومن جملة أئمة المسلمين: أئمة الاجتهاد، وتقع النصيحة لهم ببث علومهم، ونشر مناقبهم، وتحسين الظن بهم").

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير