أخي أبو صفوت وفقك الله هناك رسالة للشيخ العلامة بكر ابو زيد حفظه الله تتحدث عن هذا الموضوع وهي (دعاء القنوت) تكلم فيها عن الدعاء المشروع وبعض الظوابط في الدعاء
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[17 - 09 - 05, 03:47 ص]ـ
بورك فيك لكن سؤالي عن نقطة معينة وهي
هل مثل هذا الكلام المذكور داخل في الثناء أم لا وهل إذا لم يكن داخلا في الثناء فهل يقال ببطلان الصلاة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 09 - 05, 05:21 ص]ـ
الثناء على الله تعالى في دعاء القنوت بمثل هذا لم يرد عن السلف، وفيه خطاب للآدميين، وخطاب الادميين في الصلاة يبطلها
ومما جاء في النقل السابق (سَلَّ العُدولَ وسَلّ .. هل عابهُ في الحق عائب ..
سَلَّ الشُهداء عن .. هل كانت له في الدنيا مئارب ..
سَلَّ صناديد قريش في طريق بدرِ عن الصادق ومن الكاذب ..
سَلَّ السيوف .. سَلَّ الرماح .. هل حملها مثلهُ مُحارِب.
سَلَّ الغار عن الحمامة حيث باضت .. فأغشت أعيُنًا كانت تُراقب ..
سَلَّ سُراقة عن قوائم حِصانهِ كيف ساغت في الصخر حتى المناكب ..
سَلَّ أُم مِعبدَ .. كيف سقاها اللبن والشاةً مُجهدة و عازب .. )
فهذا خطاب من الإمام للمأمومين وهو مبطل للصلاة
قال النووي في شرح مسلم ج5/ص30 في شرح حديث الشيطان الذي اراد قطع صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
((وقال القاضي وقوله صلى الله عليه وسلم (ألعنك بلعنة الله وأعوذ بالله منك) دليل جواز الدعاء لغيره وعلى غيره بصيغة المخاطبة خلافا لابن شعبان من أصحاب مالك في قوله ان الصلاة تبطل بذاك
قلت وكذا قال أصحابنا تبطل الصلاة بالدعاء لغيره بصيغة المخاطبة كقوله للعاطس رحمك الله أو يرحمك ولمن سلم عليه وعليك السلام وأشباهه
والاحاديث السابقة في الباب الذي قبله في السلام على المصلى تؤيد ما قاله أصحابنا فيتأول هذا الحديث أو يحمل على أنه كان قبل تحريم الكلام في الصلاة أو غير ذلك)).
وقال الشربيني في الإقناع ج1/ص149
وتبطل بمنسوخ التلاوة وإن لم ينسخ حكمه لا بمنسوخ الحكم دون التلاوة ولا تبطل بالذكر والدعاء وإن لم يندبا إلا أن يخاطب به كقوله لعاطس رحمك الله وكذا تبطل بخطاب ما لا يعقل كقوله يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك ومن شر ما فيك
أما خطاب الخالق كإياك نعبد وخطاب النبي صلى الله عليه وسلم كالسلام عليك في التشهد فلا يضر
ومقتضى كلام الرافعي أن خطاب الملائكة وباقي الأنبياء تبطل به الصلاة وهو المعتمد والمتجه) انتهى.
وقال ابن قدامة في المغني ج1/ص256
فصل وإذا سمع الأذان وهو في قراءة قطعها ليقول مثل ما يقول لأنه يفوت والقراءة لا تفوت وإن سمعه في الصلاة لم يقل مثل قوله لئلا يشتغل عن الصلاة بما ليس منها وقد روي أن في الصلاة لشغلا وإن قاله ما عدا الحيعلة لم تبطل الصلاة لأنه ذكر وإن قال الدعاء إلى الصلاة فيها بطلت لأنه خطاب آدمي).
ويمكن مراجعة كتب الفقهاء فيمن يخاطب الآدمي في صلاته وأنها تبطل بذلك، وهذا الذي يقنت بمثل هذه الألفاظ تجد أن بعض الناس يقول خلفه (الله) إجابة لسؤال الإمام في قوله كما في النقل السابق (السماء بغير عمد ترونها، من رفعها؟
الجبال من نصبها؟
الأرض من سطحها؟
الطبيب من أرداهُ وهو يعالج مرضاه؟
المريض قد يُئس منه من عافاه؟
الصحيحُ من بالمنايا دهاه؟
والبصير في الحفرة من أهواه؟
والأعمى في الزحام من يقود خُطاه؟
الجنينُ في ظلمات ثلاث من يرعاه؟
الوليد من أبكاه؟
الثعبان من أحياه والسُم يملأ فاه؟
الشهد من حلاه؟
اللبن من بين فرْث ودمٍ من صفََّاه؟
الهواءُ تحسه الأيدي ولا تراه من أخفاه؟
النَّبْتُ في الصحراء من أرباه؟
والبدرُ من أتمه وأسراه؟
النخلُ من شَق نواه؟
الجبل من أرساه؟
الصخرُ من فَجَّر منه المياه؟
النهر من أجراه؟
البحر من أطغاه؟
الليل من حاكَ دُجاه؟
النهار من جلاه؟
والصبح من أسفره وصاغ ضُحاه؟
النوم من جعلهُ وفاةً واليقظة منه بعثًا وحياة؟
العقلُ من منحه وأعطاه؟
النحل من هداه؟
الطير في جو السماء من أمسكه ورعاه؟
وفى أوكاره من غَذََّاهُ ونمَّاه؟
الظالمُ من يُمْهِلُهُ؟
الظالم من يمهله؟
والمظلوم من ينصره؟
والجبارُ من يقصمه؟
والمضطرُّ من يُجيبهُ؟
والملهوف من يُغيثه؟
والضالُّ من يَهْدِيه؟
والمسافرُ من يَصحبُهُ؟
والحيران من يُرْشِدُهُ؟
والعاري من يكسوه؟
والفقير من يُغنيه؟
والغَنى من يُفْقِرُه؟
أإلهُ مع الله؟)).
قال النووي في المجموع ج4/ص94
قال أصحابنا وإنما يباح من الدعاء ما ليس خطابا لمخلوق فأما ما هو خطاب مخلوق غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجب اجتنابه فلو قال لإنسان غفر الله لك أو رضي الله عنك أو عافاك الله ونحو هذا بطلت صلاته لحديث معاوية ولو سلم على إنسان أو سلم عليه إنسان فرد عليه السلام بلفظ الخطاب فقال وعليك السلام أو قال لعاطس رحمك الله أو يرحمك الله بطلت صلاته.
¥