و للأشاعرة و المتصوفة قول ينص على جواز وقوع الكرامة بدون حد فما جاز وقوعه لنبي جاز وقوعه لولي بل الخارق يقع من النبي و الولي و الساحر و لا فرق إلا دعوى النبوة من النبي و الصلاح من الولي أما القول الثالث الذي ينص على منع وقوع الخوارق على غير يد الأنبياء فهو قول المعتزلة و ابن حزم و الإسفراييني من الأشاعرة.
و القول الراجح هو ما يشهد له الدليل من الكتاب و السنة و يؤكده الواقع و الحوادث التي ينقلها الثقات وهو ما ذهب إليه سلف الأمة من جواز وقوعها بما دون خوارق الأنبياء.
و ما الضّابط في تصديق أو تكذيب مدّعي الكرامة .... ؟
- أن يكون الذي تقع على يده الكرامة ملتزم بالشريعة ظاهراً و باطناً:
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: غاية الكرامة لزوم الإستقامة. ا. هـ[مجموعة التوحيد: 666]
وقال أيضا رحمه الله: كرامات الأولياء لا بد أن يكون سببها الإيمان والتقوى فما كان سببه الكفر والفسوق والعصيان فهو من خوارق أعداء الله لا من كرامات أولياء الله. ا. هـ[المصدر السابق: 668]
وقال أيضا: ومما ينبغي أن يُعرف أن الكرامات قد تكون بحسب حاجة الرجل، فإذا احتاج إليها الضعيف الإيمان أو المحتاج أتاه منها ما يقوي إيمانه ويسد حاجته، ويكون من هو اكمل ولاية لله منه مستعينا على ذلك، فلا يأتيه مثل ذلك، لعلو درجته وغناه عنها، لا لنقص ولايته، ولهذا كانت هذه الأمور في التابعين أكثر منها في الصحابة، بخلاف من يجري على يديه الخوارق لهدي الخلق ولحاجتهم، فهؤلاء أعظم درجة.ا. هـ[المصدر السابق: 651]
قال الحافظ بن حجر (خرق العادة قد يقع للزنديق بطريق الإملاء و الإغواء كما يقع للصديق بطريق الكرامة و الاكرام و إنما تحصل التفرقة بينهما بإتباع الكتاب و السنة). فتح البارئ 12/ 385.
- أن لا يدّعي هذا الشخص الولاية لأن هذا أمر غيبي لا يعلمه إلا الله.
- أن لا تكون الكرامة إلا بمقتضى الكتاب و السنة و لا تكون في تأييد بدعة ولا تأييد ظلم ولا تأييد عدوان ولا تكون أيضا من الأمور التي تؤدي بالإنسان إلى الوقوع في معصية أو بدعة، فإذا كانت كذلك فليست كرامة، فهي من خوارق ومن عبث الشيطان بالإنسان.
- أن تؤدي الكرامة بصاحبها إلى قوة الإيمان و التواضع و أن يكره نشرها خوفاً من الرياء
- أن لا تكون تلك الكرامة صفة ملازمة لصاحبها ... كما يزعم المتصوفة مثلاً أن أولياءهم يحيون الموتى ... فقد تقع تلك الكرامة لأولياء الله الصالحين و لكن لا تُجعل صفحة إحياء الموتى صفة ملازمة لا تنفك عنه.
وصلى الله على محمد و آله و صحبه و سلم