تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَلِأَنَّ الْقُرْبَةَ تَقَعُ لِلْعَامِلِ فَلَا يَجُوزُ أَخْذُ الْأَجْرِ على عَمَلٍ وَقَعَ له كما في الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ وَلِأَنَّ التَّعْلِيمَ مِمَّا لَا يَقْدِرُ عليه الْمُعَلِّمُ إلَّا بِمَعْنًى من جِهَةِ الْمُتَعَلِّمِ فَيَكُونُ مُلْتَزِمًا ما لَا يَقْدِرُ على تَسْلِيمِهِ فَلَا يَجُوزُ بِخِلَافِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ وَكِتَابَةِ الْمُصْحَفِ وَالْفِقْهِ فإنه يَقْدِرُ عليها الْأَجِيرُ وَكَذَا الْأَجِيرُ يَكُونُ لِلْآمِرِ لِوُقُوعِ الْفِعْلِ عنه نِيَابَةً وَلِهَذَا لَا تُشْتَرَطُ أَهْلِيَّةُ الْمَأْمُورِ فِيهِمَا بَلْ أَهْلِيَّةُ الْآمِرِ حتى جَازَ أَنْ يَسْتَأْجِرَ الْكَافِرَ فِيهِمَا وَلَا يَجُوزُ فِيمَا نَحْنُ فيه كَذَا قالوا

وَيُنْتَقَضُ هذا بِمَا ذَكَرُوا في بَابِ الْحَجِّ عن الْغَيْرِ أَنَّ الْحَجَّ يَقَعُ عن الْآمِرِ وَأَنَّ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَجْعَلَ ثَوَابَ عَمَلِهِ لِغَيْرِهِ

قُيِّدَ بِأَفْعَالِ الطَّاعَةِ لِأَنَّهُ لو اسْتَأْجَرَهُ لِيُعَلِّمَ وَلَدَهُ الْكِتَابَةَ أو النَّحْوَ أو الطِّبَّ أو التَّعْبِيرَ يَجُوزُ بالإتفاق كَذَا في التَّتَارْخَانِيَّة اهـ.

ربما يقول قائل هذا الكلام على تعليم علم التعبير نفسه لا على التعبير ولكن الكلام هنا كما ترى – لو أردت أن ترى – في مسألة (الاسْتِئْجَارٌ على عَمَلٍ غَيْرِ مُتَعَيَّنٍ) والتعبير غير متعين والأجرة على القرب قيها كلام كثير.

فإن قيل ((تعبير الرؤى منفعة غير معلومة ولا منضبطة، والأجرة لا تكون إلا في مقابل عمل له منفعة مقصودة معلومة)).

نقول هذه جعالة وكما قال ابن قدامة في المغني" (6/ 143)

الجعالة أوسع من الإجارة ولهذا تجوز مع جهالة العمل والمدة. اهـ

ثم هذه مسأله توقف فيها السيوطي بل مال إلى جواز أخذ الجعالةوقدمه على التوقف: ففي كتاب الحاوي للفتاوي له (1/ 247 و248)

مسألة: في رجل اشتهر بوقتنا هذا بعلم التعبير وفتح عليه فيه ونور الله بصيرته بمعرفة تفسير الرؤيا وإن كان في غيرها مزجي البضاعة فإذا قص عليه أحد رؤيا بادر إلى تفسيرها فيحمد الله تعالى ويصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلّم ثم يفسرها بكلام أهل الصناعة ويستشهد عليه بأدلة من الكتاب والسنة وما وافق القواعد والمنقول في هذا الفن متبعاً شروطه وآدابه في الأغلب ...

إلى آخر ما ذكر من السؤال والجواب وكان في جوابه:

[قال السيوطي:] وفي جواز أخذ الجعالة على تأويل الرؤيا وقفة، ويقرب الجواز لأنه ليس من الفروض والعبادات التي يمتنع أخذ الأجرة عليها، ووجه التوقف كونه كلاماً يقال فيشبه الاستئجار على كلمة لا تتعب ولكن الفرق أوضح، وفي الثواب عليه إذا لم يأخذ أجرة وقفة أيضاً والأقرب أنه لا ثواب لأنه ليس من العلوم المفروضة ولا المندوبة بل من المباحات والله أعلم.

علما بأني أميل إلى العمل بقول من منع من زمن مديد وقد كان لي في ذلك الشأن حوالي سنة مع قناة الخليجية ولله الحمد لم أتقاضى على هذا العمل درهما فلله المنة بل أنفقت على إنتقالي إلى موطن القناة ما الله به عليم وتركت الكلام والتعبير لأن الأمر وصل إلى مالم أكن أريد فقد كنت عازما على تعليم الناس قواعد يرجعون إليها عند مناماتهم ولكن غلبني الناس على التعبير ولم أرى عند كثير ممن يسمع الإهتمام بتلك القواعد فتركت البرنامج وتعللت بدخول رمضان الماضي ولم أعد إليه عازما على كتابة قواعد في هذا العلم نافعة للمعبر والقاص والرؤيا وأنا عازم علي الشروع في ذلك خاصة بعد تركي لمصر وقد كنت كتبت مذكرة شرحت فيها غرضي وطريقة البرنامج كان فيها:

بعد مقدمة: من أجل ذلك وغيره أردت أن يكون لنا برنامج تحت مسمى

«كيف تكون معبر» أو «عبررؤيتك بنفسك» أو «الرؤى والمنامات ضوابط وأحكام»

وهذا الأخير أولاها عندي

فكرة هذا البرنامج: في الأصل محاولة لجمع قواعد التعبير حتى تصير عندنا مضبطة لقواعد ذلك العلم وهي في النهاية مجموعة رسائل تطبع بإذن الله.

وطريقة جمع هذه القواعد تقوم على تتبع جميع كتب تفسيرالرؤي وكتب الشريعة - حسب الطاقة – واستخراج ما فيها من قواعد بطريقة السبر والتتبع والاستقراء وهذه القواعد على ثلاث تقسيمات، التعبير، والمعبر، والقاص.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير