[إشكال في أن معنى (وأما المرتاب فيقول: هاه هاه) أي: آه، آه؟]
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 09 - 05, 11:59 ص]ـ
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:" خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا زاد في حديث جرير هاهنا وقال وإنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له يا هذا من ربك وما دينك ومن نبيك قال هناد قال ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم قال فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان وما يدريك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت زاد في حديث جرير فذلك قول الله عز وجل: (يثبت الله الذين آمنوا) الآية ثم اتفقا قال فينادي مناد من السماء أن قد صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة وألبسوه من الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها قال ويفتح له فيها مد بصره قال وإن الكافر فذكر موته قال وتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه هاه لا أدري فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب فأفرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار قال فيأتيه من حرها وسمومها قال ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ..... ) الحديث رواه أبودود.
----
قال صاحب عون المعبود شرح سنن أبي داود:
(هاه هاه): بسكون الهاء فيهما بعد الألف كلمة يقولها المتحير الذي لا يقدر من حيرته للخوف أو لعدم الفصاحة أن يستعمل لسانه في فيه.
(لا أدري): أي شيئا ما أو ما أجيب به وهذا كأنه بيان لقوله هاه هاه.
----
الإشكال:
ذكر الشيخ عبدالعزيز بن ناصر الرشيد رحمه الله تعالى في كتابه:" التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية " في بيان معنى (هاه هاه) معنى عجيبا بحثت عن من سبق الشبخَ به بحثا قصيرا وقاصرا فلم أجد، حيث قال الشيخ رحمه الله في ص224:
قوله: (وأما المرتاب) أي الشاك (فيقول: هاه هاه): هي كلمة توجع، والهاء الأولى مبدلة من همزة (آه) وهو الأليق بمعنى الحديث أ. هـ) أ. هـ.
وذكر الشيخ بعد ختمه لكلامه: (أ. هـ): ولم أعثر على كلام مَن الذي نقل منه الشيخ رحمه الله تعالى.
فما رأي الفضلاء، فلعلي فهمتُ غير المقصود؟.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[20 - 09 - 05, 07:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الألافظ الواردة في الروايات جاءت ب (هاه .. ) وحملها على آه بدون مرجح ليس بصواب كما أن لفظة (آه) على التوجع لها معنى بعيد وآخر قريب أما البعيد أن يقولها توجعا نفسيا على ما فاته.
والقريب حصول التوجع بعد ألم وهذا لايستقيم هنا وسبب ذلك أن قوله في الأولى كقوله في الآخرة.
فيبقى ما جاء بلفظ الحديث دون أن يكون فيها إبدال فيكون المعنى المتحير المتفجع على مافاته الحائر في جوابة الذاهل عن كل فكرة أو ما يسعفه وينجيه في لحظته فحير بالجواب لإمساكه عن العمل وقت الابتلاء في ديناه.
وبؤيد هذا رواية الصحيح (لا أدري .. فيقال لا دريت ... ) وبالله التوفيق.
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 09 - 05, 02:27 ص]ـ
الأخ الفاضل / شاكر العاروري
جزاك الله خير الجزاء.
----
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى في شرحه للعقيدة الواسطية ج2/ 117 مانصه:
(وتأمل قوله:" هاه! هاه! " كأن شيئا غاب عنه؛ يريد أن يتذكره، وهذا أشد في التحسر؛ أن يتخيل أنه يعرف هذا الجواب، ولكن يحال بينه وبينه، ويقول: هاه! هاه!، ثم يقول: سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. ولا يقول: ربي الله! ولا ديني الإسلام! ولا نبيي محمد! لإنه في الدنيا مرتاب شاك!) أ. هـ
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[24 - 09 - 05, 06:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب أجزل الله لك المثوبة فما نقلته عن شيخنا رحمه الله وافقته فيما نقلت أنت عنه فتدبر حفظت من كل سوء
والغرض إبعاد الإبدال عن لفظ دلالته ظاهرة على المقصود.