تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أعظم مما كان وأشد. فمن رام أن يؤذي بعض الأصحاب أو الإخوان لما قد يظنه من نوع تخشين - عومل به بدمشق أو بمصر الساعة أو غير ذلك - فهو الغالط. وكذلك من ظن أن المؤمنين يبخلون عما أمروا به من التعاون والتناصر فقد ظن ظن سوء وإن الظن لا يغني من الحق شيئا وما غاب عنا أحد من الجماعة أو قدم إلينا الساعة أو قبل الساعة إلا ومنزلته عندنا اليوم أعظم مما كانت وأجل وأرفع. وتعلمون - رضي الله عنكم -: أن ما دون هذه القصية من الحوادث يقع فيها من اجتهاد الآراء واختلاف الأهواء وتنوع أحوال أهل الإيمان وما لا بد منه - من نزغات الشيطان - ما لا يتصور أن يعرى عنه نوع الإنسان. وقد قال تعالى: {وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} {ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما} بل أنا أقول ما هو أبلغ من ذلك - تنبيها بالأدنى على الأعلى وبالأقصى على الأدنى - فأقول: تعلمون كثرة ما وقع في هذه القضية من الأكاذيب المفتراة والأغاليط المظنونة والأهواء الفاسدة وأن ذلك أمر يجل عن الوصف. وكل ما قيل: من كذب وزور فهو في حقنا خير ونعمة. قال تعالى: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم}. وقد أظهر الله من نور الحق وبرهانه ما رد به إفك الكاذب وبهتانه. فلا أحب أن ينتصر من أحد بسبب كذبه علي أو ظلمه وعدوانه فإني قد أحللت كل مسلم. وأنا أحب الخير لكل المسلمين وأريد لكل مؤمن من الخير ما أحبه لنفسي. والذين كذبوا وظلموا فهم في حل من جهتي. وأما ما يتعلق بحقوق الله فإن تابوا تاب الله عليهم وإلا فحكم الله نافذ فيهم فلو كان الرجل مشكورا على سوء عمله لكنت أشكر كل من كان سببا في هذه القضية لما يترتب عليه من خير الدنيا والآخرة ; لكن الله هو المشكور على حسن نعمه وآلائه وأياديه التي لا يقضى للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له. وأهل القصد الصالح يشكرون على قصدهم وأهل العمل الصالح يشكرون على عملهم وأهل السيئات نسأل الله أن يتوب عليهم. وأنتم تعلمون هذا من خلقي. والأمر أزيد مما كان وأوكد لكن حقوق الناس بعضهم مع بعض وحقوق الله عليهم هم فيها تحت حكم الله. وأنتم تعلمون أن الصديق الأكبر في قضية الإفك التي أنزل الله فيها القرآن حلف لا يصل مسطح بن أثاثة لأنه كان من الخائضين في الإفك. فأنزل الله تعالى: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} فلما نزلت قال أبو بكر: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي. فأعاد إلى مسطح النفقة التي كان ينفق. ومع ما ذكر من العفو والإحسان وأمثاله وأضعافه والجهاد على ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة أمر لا بد منه {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما).

==========================

وبعد أخي الفاضل أحمد عبد الرؤوف - أحبك الله، و وفقك الله لكل خير، وجعل جميع عملك محمودا، وملأ قلبك رأفة ورحمة لعباده -.

قلت: إياك أن تأسى على الغماري وحزبه فان الشيء من معدنه لا يستغرب ..

و هذا أسلوب تحذير، و التحذير كما فهمتُه مِمَّن أجاورهم .. وأتعلم من خلقهم وأدبهم: تنبيه المخَاطَب على فعل مذموم ليجتنبه.

فهلا أريتني - متفضلا متكرما - موضع الذم في كلامي حتى أجتنبه.

ودمت بخير وسلام.

===========================

أيها الفاضل الكريم صلاح الدين الشامي - نفع الله بك، و جعلك منَجَّرا، وسلّمك أن تكون مُلَهْوجا -:

قلتَ: الغريب أنك تدعو من يلفق ويفتري ويكذب ويدلس كهذا الغماري, تدعوه شيخا .. !.

فبماذا تريدني أن أدعوه - رعاك الله -؟ وقد وجدت من تعلمتُ منه شيئا من ديني يدعوه بذلك، وهو أقوى مني غيرة على دينه .. وأكثر إتباعا ... وأشد منافرة لأهل البدعة والضلالة .. و .. و ... وربما تأذى من هذا الشيخ بشئ مّا.

لعلكما تردان في رسالة خاصة – إن أحببتما – فالموضوع هنا لا يحتمل أكثر من هذا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير