[جواب للسائل عن احتجاج الرافضية بذود فئام عن الحوض ...]
ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 09 - 05, 09:19 م]ـ
"كنت شاركت مشاركة, عن حديث في صحيح البخاري .. استدل به رجل كان يتحدث عن عدلية الصحابة, وطرحته ليقول أهل العلم قولتهم .... ((((((((فحذف))))))!!
ولا أرى وجها علميا لهذا التصرف, فهو حديث صحيح, وأنتم -حفظكم الله- أهل هذا العلم, فأنت أولى وأعلم للقول فيه, دون تركه للعامة والمتنطعة ....
وفي هذا الحديث مرتع خصب للرافضة لعنهم الله .. فأن نسمع الرد الحجة منكم, خير من أن نبهت فلا نحير جوابا!! ..
هذا هو الحديث, فبينوه لنا فتح الله عليكم وهداكم!.
6242 حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، أنه كان يحدث، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يرد على الحوض رجال من أصحابي، فيحلئون عنه، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى " وقال شعيب عن الزهري، كان أبو هريرة، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم: " فيجلون " وقال عقيل: " فيحلئون "، وقال الزبيدي عن الزهري، عن محمد بن علي، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
كان هذا هو نص السؤال ونص الجواب الذي علق:
الأخ الكريم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فإني أعذركم في طرحكم السؤال وأتفهم وجهة نظركم، كما أعذر المشرف الذي حذفه وربما كان لوجهة نظره وجه وجيه، ولاسيما أن المنتدى لم يكن كسابق عهده، بل كثر فيه المشاركين من طلاب العلم وأدعيائه المبتدئين الكبار في أعين أنفسهم، والشبه قد تخطف القلوب أسأل الله أن يعصمنا منها برحمته وفضله، وأن يعرف بعيوب أنفسنا وقصورها.
أما هذا الحديث وأمثاله فمن أحسن ما أجاب به أهل العلم -في ما رأيت- ما حاصله أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ارتد أكثر العرب والأعراب، وبعضهم كانت لهم صحبة وهذا معروف مشهور.
فلما كانت حروب الردة هلك منهم جم على غير الإسلام.
فأمثال هؤلاء هم الذين عناهم صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث: رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك.
فقد مات صلى الله عليه وسلم وهم على الإسلام فما لبثوا أن تحولوا أوجحدوا وارتدوا.
أما من ثبت له اسم الصحبة، ولم يثبت عليه ما ينقله عنه بكفر أو ارتداد فقد قال الله تعالى فيهم: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)،
وأول من يدخل في الذين اتبعوهم بإحسان عامة الصحابة، الذين لم تعرف في عصرهم البدع. وقال سبحانه: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)
روي عن غير واحد من سلف أنه جاءه أحدهم فقال إني أجد في نفسي شيئاً على فلان وفلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فتلى عليه الإمام الآية الأولى: للفقراء الماهجرين ... وهي في المهاجرين.
وقال له: أأنت من هؤلاء؟
قال الرجل: لا!
فتلى عليه الإمام الآية الثانية: والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ... وهي في الأنصار.
ثم قال له: أأنت من هؤلاء؟
قال الرجل: لا!
فتلى عليه الإمام الآية الثالثة السالفة: والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ...
ثم قال له: أأنت من هؤلاء؟
فقال له الرجل: أرجو أن أكون منهم.
فقال له الإمام: ليس من هؤلاء من سب هؤلاء!
والآيات والأحاديث في فضل الصحابة عموماً وخصوصاً كثيرة متواترة معروفة، ولكن الشأن في من انقطع عنه اسم الصحبة، وهذا ما لاتقبل فيه الدعاوى الرافضية الحمقاء الخرقاء التي لادليل عليها ولابرهان لها.
وإلا لصح لكل جاهل وناصبي بغيض بليد أن يستدل بنفس الحديث الذي استدلوا به على كفر أئمة أهل البيت من بعده صلى الله عليه وسلم!! وتلك دعوى تقشعر منها الجلود المؤمنة.
غير أن الذي يستدل على تبديل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأضرابهما بعده صلى الله عليه وسلم بهذا الأثر ونحوه فقد جاء أمراً إداً أكثر نكارة وأشنع عقلاً وشرعاً.
كما أنه لادليل فيه ولكن الرافضة لايعقلون!
¥