تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أو صح إجماع الأمة كلها عليه

وما عدا هذا فضلال ..

ففي هذا الموطن يتحدث الإمام عن إطلاق لفظ معين على الله تعالى ..

فلا تطلق عليه لفظ جسم ولا تطلق عليه لفظ عرض وصفات ..

والرب عند الإمام ابن حزم وغيره ممن خالفه هو الله تعالى وكل اسم سمى به نفسه في كتابه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم

فهل يستطيع أحد أن يقول عن اسم السميع أنها صفة أو جسم .. ؟!

وهذا محل اتفاق بين الإمام ابن حزم وبين من خالفه ..

وإنما هي أسماء لله تعالى لا يجوز ومحال أن نطلق عليها أنها أجسام أو أعراض ..

ويبيّن الإمام هذا وكأنه يعلم أن هناك من سيتأول كلامه على غير محمله عندما ردّ على خصومه فقال ..

إنما أنكرنا قول من قال إن أسماء الله تعالى مشتقة من صفات ذاتية فأطلق ذلك على العلم والقدرة والقوة والكلام أنها صفات ..

أي أن أسماء الله تعالى هي أسماؤه كاسم (الله) وليست هذه الأسماء مشتقة مما يوصف به ..

فإن قلت الرحيم فهو اسم الله تعالى وكذلك الخبير والعليم ..

وليس اسم الرحيم والرحمن والغفور والخبير صفة أو عرض ..

فكل حديث الإمام ابن حزم في هذا الموضع هو في إطلاق لفظ الجسم أو الصفة على الله تعالى ..

فلا فرق بين الله تعالى واسم الرحيم والرحمن وبقية أسمائه الحسنى كلها مما نعلم ومما لا نعلم ..

فكلها أسماء له تعالى ..

فإن أطلقنا على الرحيم أو الله لفظ الجسم ..

فينتج أنه مخلوق ..

وإن أطلقنا على الله تعالى أو الرحيم أنها صفة ..

فينتج كذلك أنها مخلوقة ..

فيكون الله تعالى مخلوق من خالق غيره ..

لأننا نصف اسماً من أسمائه أنه صفة ..

والصفة كما قدمت مخلوقة ..

فيكون الرب مخلوق بهذا النظر ..

والإمام هنا لا يتكلم عن ما يفعله الله تعالى أو ما يتصف به من صفات الربوبية ..

فهذه القاعدة متفق عليها بينه وبين من يخالفه ..

ومن أنكر أن لله تعالى صفات الربوبية فقد ناقض نفسه ..

والإمام لا ينكر ذلك بل يقرره في مواطن عدة نأتي عليها قريباً ..

لأن بدهية العقل توجب وجود الرب عند الإمام وإلا كان كافراً بهذا التعطيل ..

وقد استشهد بعض من يخالفه بما قاله الإمام رحمه الله في موطن إذ قال ..

إننا لا نفهم من قولنا: قدير وعالم إذا أردنا بذلك الله عز وجل إلا ما نفهم من قولنا الله فقط ..

لأن كل ذلك أسماء أعلام لا مشتقة من صفة أصلاً ..

وكذلك يقول في أسماء كالسميع والبصير وغيرها فيقول ..

المعنى في سميع وبصير عن الله تعالى هو المعنى في عليم ولا فرق ..

أي أنها كلها أسماء لله تعالى وتدل عليه ..

لأنه يثبت أنه سميع لا كسمع المخلوقين ..

ويبصر لا كبصر المخلوقين ..

لأنه ليس كمثله شيء ..

فالعفو والغفور والرحيم والحليم والملك فلا يقتضي وجود شيء من هذا وجود مرحوم معه ولا معفوّ عنه مغفور له معه ..

ولا مملوك مرحوم عنه معه ..

بل هو تعالى رحيم بذاته عفو بذاته غفور بذاته ملك بذاته.

وهي أسماء أعلام له عز وجل.

لكن إذا قلنا هو الله تعالى بكل شيء عليم ويعلم الغيب ..

فإنما يفهم من كل ذلك أن ههنا له تعالى معلومات وأنه لا يخفى عليه شيء ..

ولا يفهم منه ألبتة أن له علما هو غيره ..

أي إذا أطلق قول عالم وأردنا به الله تعالى أي اسمه فلا فرق بين هذا الاسم وبين بقية أسمائه ..

لأن هذه الأسماء أسماء أعلام وليست صفات أو مشتقة من صفات ..

ويوضح الإمام أن لله تعالى صفات الكمال حين ناظر من يقول بحدوث علم الله تعالى فيقول ..

من قال بحدوث العلم فإنه قول عظيم جداً؛ لأنه نص بأن الله تعالى لم يعلم شيئاً حتى أحدث لنفسه علماً ..

وإذا ثبت أن الله تعالى يعلم الآن الأشياء فقد انتفى عنه الجهل يقيناً ..

فلو كان يوماً من الدهر لا يعلم شيئاً مما يكون فقد ثبت له الجهل به ولا بد من هذا ضرورة ..

وإثبات الجهل لله تعالى كفر بلا خلاف ..

لأنه وصفه تعالى بالنقص ووصفه يقتضي له الحدوث ولا بد ..

وهذا باطل مما قدمنا من انتفاء جميع صفات الحدوث عن الفاعل تعالى ..

هذا نص كلامه رحمه الله تعالى))

والحق أني ما وجدت خلطا كهذا وسأرد عليه غدا لتأخر الوقت ولكني أحب أن أهدم بحثه من الأساس بهذا النقل:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير