تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذكر أستاذنا الألباني في رسالة "قيام رمضان ص31" أنه لا بأس من جعل القنوت بعد الركوع ومن الزيادة عليه بلعن الكفرة والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - والدعاء للمسلمين في النصف الثاني من رمضان لثبوت ذلك عن الأئمة في عهد عمر رضي الله عنه") فأين هذا من دعاء الأئمة في هذا الزمان، فقد غيروا وبدلوا، وزادوا وأضافوا، وأطالوا وأطنبوا من غير إذن من الله ولا سلطان من الشرع، فكيف سوغوا لأنفسهم ذلك؟ مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكر على البراء بن عازب (رضي الله عنه) حينما استبدل كلمة (رسولك) بـ (نبيك) في دعاء النوم مع أن كلمة الرسول أوسع وأشمل. من أوجه المخالفة التغني به كالقرآن

التغني بالدعاء كالقرآن:

3 - إن دعاء القنوت الحالي وخاصة دعاء ختم القرآن يتغنى فيه كالقرآن، ولم ينقل مثل هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو عن أحد من سلف الأمة فيما بلغنا، فالتلاوة والتغني المعهود هو من خصائص القرآن الكريم، وأما الدعاء فالمشروع فيه والمنقول أن يكون على السجية والبساطة وليس فيها ذلك. ضعف دليل الدعاء عند ختم القرآن

4 - إن المستند الوحيد لهم على الدعاء عند ختم القرآن، هو ما نقل عن بعض السلف كأنس بن مالك (رضي الله عنه) أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا لهم.) رواه الدارمي "ص 734" وسنده ضعيف فيه صالح بن بشر المري وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات) ولم يرد أنه كان يفعل ذلك في الصلاة بل الظاهر من هذا الأثر أنه كان يفعل ذلك خارج الصلاة، فنقل هذا إلى الصلاة مخالفة أخرى وليس لها مستند البتة.

هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتقصد ختم القرآن؟

5 - هذا بالإضافة إلى أنه لم ينقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن الصحابة أنهم كانوا يتقصدون ختم القرآن كله في صلاة قيام رمضان، ويجزئون القراءة بحيث يكملون الختمة في آخر الصلاة، بل كانوا على سجيتهم يقرؤون ما تيسر من القرآن. من المخالفة جعل الدعاء في الشفع 6 - المشروع في دعاء القنوت في رمضان أن يكون الوتر من صلاة الليل- أي من الركعة الأخيرة- بينما أصحاب دعاء ختم القرآن قد جعلوه أيضاً في الشفع من هذه الصلاة، وليس لها أصل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحد من السلف.

الختم في ليلة السابع والعشرين مما أحدثه المعاصرون

7 - ومما أحدثه المعاصرون أنهم لم يجعلوا الدعاء في صلاة آخر ليلة من رمضان، بل في ليلة السابع والعشرين منه، وهذا من بنات أفكارهم، وليس له مستند إطلاقاً فإن قيل: لأن هذه الليلة ليلة القدر. نقول لهم: إن كون ليلة القدر في هذه الليلة أمر فيه خلاف بين الصحابة أنفسهم، وبين من بعدهم من العلماء كذلك، وليس هذا محل بسطه، وعلى فرض ترجيح ذلك فإنه لا يسوغ جعل دعاء ختم القرآن في هذه الليلة لعدم وجود ما يخصصه بذلك أو يرجحه على الليالي الأخرى. من أوجه المخالفة الإطالة الزائدة في الدعاء

التطويل في الدعاء من الاعتداء:

8 - إن الدعاء الحالي يطيلون فيه إطالة تتعب المصلين وتجهدهم وتدخل الملل إلى نفوسهم، وإنني أجزم بأنه من الاعتداء في الدعاء المنهي عنه والذي هو من الأمور المنكرة التي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بأنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء" إسناده صحيح ومن ناحية أخرى فإطالة دعاء القنوت مما يشق على الناس ويوقعهم في الحرج، ولذلك نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أشد النهي عن إطالة الصلاة فقد روى البخاري (1/ 172 - 173) عن أبي مسعود رضي الله عنه أن رجلاً قال: والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا. قال: فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في موعظة أشد غضباً منه يومئذ، ثم قال: " يا أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم صلى بالناس فليتجوز فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة".

ولو نظرت إلى ما ورد من خطبه - صلى الله عليه وسلم - في الجمعة والعيدين ونحوهما لوجدتها قصيرة لا تكاد تزيد على عشر دقائق أو خمس عشرة دقيقة، وكذلك في دعائه - صلى الله عليه وسلم - في الاستسقاء وغيره. فإنك لن تجد أطول دعاء له يبلغ خمس دقائق على أبعد تقدير، ومن شاء فليرجع إلى كتب السنة ليطالع صيغ أدعيته - عليه الصلاة والسلام -.

هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - تقصير الدعاء:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير