[عالم من أهل الحديث كان يجمع تبرعات للملك عبدالعزيز في الهند]
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[27 - 09 - 05, 05:00 م]ـ
من أعلام أهل الحديث في الهند: الشيخ عبدالله روبري، رحمه الله
هو الشيخ المحدث العلامة الحافظ عبدالله بن روشن دين الآمرستري الروبري، أحد أعلام عصره وفضلاء دهره، ولد سنة ثلاث وثلاثمائة وألف بقرية كميرنور في آمرستر في الهند. تربى في كنف أبيه وكان رجلا صالحا، وحفظ القرآن الكريم في صباه، وقرأ مبادئ العلوم بالأوردية والفارسية في قريته من صرف ونحو وأدب ومنطق وغيرها على العلامة الشيخ عبدالقادر ابن أخي الشيخ العلامة محمد اللكوي الفيروزفوري.
وقرأ كتب الحديث على الشيخ عبد الأول الغزنوي، والشيخ الإمام عبدالجبار بن عبدالله الغزنوي، وعليه تخرج في الحديث.
ثم قرأ على الشيخ الصالح المحدث عبدالله الرامفوري وعلى المولوي محمد إسحق الشهير بالمنطقي.
ثم سافر إلى رامفور ودرس في المدرسة العالية وتتلمذ على الشيخ فضل حق الرامفوري ونال بها شهادتين أحدهما شهادة التعليم النظامي وثانيها شهادة الفاضلية (مولوي فاضل).
ثم استوطن بلدة روبر التابعة لمنطقة انباله في الهند ودرّس بها سنين عديدة حتى اشتهر بالنسبة إليها. وفي هذه المدة تخرج عليه عدد من العلماء وأصدر منها جريدة أسبوعية بالأوردية باسم (تنظيم أهل الحديث) والتي بقيت تصدر تحت إشراف ابن أخيه الحافظ عبدالقادر روبري.
ولما رأى الشيخ أن شجرة تبليغ السنة التي غرسها في تلك الناحية قد استغلظت واستوت على سوقها وكل أمرها إلى ابن أخيه المذكور ورجع إلى مسقط رأسه آمرستر وأسس بها مدرسة دار الحديث وأفاد بتدريس العلوم والإفتاء والخطابة حتى انقسمت الهند فغادر آمرستر وهاجر إلى لاهور في باكستان وأسس بها مسجدا عظيما ومدرسة للقرآن الكريم والحديث وانشغل بالتدريس والإفادة والذكر والعبادة إلى أن وافاه الأجل سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وألف.
وقد كان، رحمه الله، بارعا في علوم القرآن والحديث متضلعا بالفقه والأصول راسخا في علوم اللغة مجتهدا في الإفتاء أوتي ملكة عجيبة على الاستنباط تشهد بذلك فتاواه التي بلغت مجلدات.
وقد كان من أهل الحديث يعمل بظواهر نصوص الكتاب والسنة متصلبا في العقائد السلفية لا يخاف في الله لومة لائم كائنا من كان.
وكان له حظ وافر من العبادة والإنابة والابتهال إلى الله تعالى، يقوم الليل ويصوم النهار تلاء للقرآن باكيا من خشية الرحمن مسبحا بحمد ربه شاكرا لأنعمه.
وكان مربوع القامة أسمر اللون كث اللحية تغشى وجنتيه ولم يكن يأخذ من طولها وعرضها.
وأما مصنفاته فكثيرة ممتعة بلغت زهاء خمسين بين مطبوع ومخطوط صغير وكبير كما ذكر تلميذه الشيخ محمد صديق.
وفتاواه كثيره مبثوثة في الصحف والمجلات وقد قام بجمعها وتهذيبها تلميذه المذكور وصدر منها مجلدان ولعلها تبلغ عند التمام مجلدات.
من مصنفاته:
1 - الكتاب المستطاب في جواب فصل الخطاب (باللغة العربية)
2 - در آيت تفسيري (أردو)
3 - أهل الحديث كي تعريف
4 - أهل السنة كي تعريف
5 - إطفاء الشمعة في ظهر الجمعة
6 - تحقيق التراويح
7 - نكاح شغار
8 - تقليد علمائي ديوبند
9 - رد بدعات
10 - أهل الحديث كي امتيازي كي مسائل
11 - بكراديوى
12 - شركيه دم جهارا هين فيصلهكن بحث
13 - نبي معصوم
14 - وسيلة بزركان
15 - زيارة قبر نبوي
16 - المرشد والإمام
17 - تعليم الصلاة
18 - حج مسنون
19 - آمين ورفع اليدين
20 - تكبيرات عيدين
21 - رسالة نية نماز أور وتر
22 - مرزائيت أور إسلام
23 - مودوديت أور أحاديث نبوية
24 - إسلامي دارهي
25 - وراثة إسلامي
26 - إنساني زندكي كي مقصد
27 - بميئه زندكي
28 - رؤيت هلال
29 - امامت مشرك
30 - لاود سبيكر اور نماز
31 - حكومة اور علمائي ربانب
32 - سماع موتى
33 - رسالة إمارت
34 - نور محمدي كي بدائيش
35 - طيور ابراهيمي
36 - نكاح ونسوانيت
37 - شرعي نظام
38 - طلاق ثلاثه
39 - عرس اوركار هوين
40 - كلمة توحيد
41 - إرشاد الورى في التجميع في القرى (عربي)
42 - طهيطة إسلام
43 - ارسال اليدين بعد الركوع
44 - رفع الإبهام في رد الدليل التام
هذه الكتب المطبوعة، وأسماؤها بالأردية وربما حصل تصحيف في نقلها.
وأما المخطوطة فمنها:
1 - توحيد الرحمن بجواب استمداد عباد الرحمن
2 - تفسير القرآن إلى آخر سورة البقرة باللغة الأوردية وقد توفي قبل إتمامه.
أخذت هذه الترجمة بتصرف يسير من ترجمة الشيخ في بداية كتابه العربي الكتاب المستطاب، وهو كتاب باللغة العربية تزيد عدد صفحاته على الثلاثمائة أهدانيه ابن أخيه الشيخ عبدالرحمن مدني، مدير الجامعة الإسلامية بلاهور، قبل عدة سنوات.
والكتاب صنفه الشيخ ردا على الشيخ أنور شاه أحد علماء الأحناف في قراءة الفاتحة في الصلاة.
ثم إنني وجدت في بعض أوراقي القديمة مقتطفات من مقابلتي مع الشيخ عبدالقادر روبري، رحمه الله، وجدت فيها عن الشيخ عبدالله روبري مايلي:
وقع قتال عنيف بين المسلمين والسيخ في عيد الأضحى عام 1928 م بسبب ذبح بقرة وكان زعيم المسلمين في هذه المعركة هو الشيخ عبدالله روبري واسم هذه المعركة (ملك بور).
والذي ذبح البقرة رجل اسمه قادر بخش.
استشهد اثنان فقط من المسلمين وقتل من السيخ المئات وقال السيخ وقتها أن جندا جاؤوا من الجبال لنصرة المسلمين.
وحكم على الشيخ بالسجن لسبع سنوات بقي في السجن شهر ونصف ثم هاجر إلى باكستان متخفيا بثوب امرأة.
قتل خمسة من أبناء الشيخ، رحمه الله، في المعارك التي سبقت استقلال باكستان، ومجموع من قتل من عائلته أحد عشر رجلا.
كان الشيخ من العلماء الذين يقومون باختبار الطلاب الاختبار السنوي في المدرسة الرحمانية، وهي أشهر مدرسة للحديث في الهند.
حصل خلاف بين أهل الحديث حول شكل تنظيمهم بين من يقول يكون التنظيم على الطريقة الإسلامية ومن يريد أن يجعله على الطريقة الديمقراطية وكان الشيخ من أنصار الطريق الأولى وكتب بعض المؤلفات في ذلك.
كان الشيخ عبدالله روبري يجمع التبرعات من الهند للملك عبد العزير آل سعود، رحمه الله، وكانت هناك استشارات بين الملك والشيخ.
والله أعلم