تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

استدلال د. القرضاوي بحديث: " ... أنا شهيد أنّ العباد كلّهم إخوة"

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[28 - 03 - 02, 07:14 ص]ـ

يستدلّ د. يوسف القرضاوي على جواز اعتبار اليهود والنّصارى إخوة للمسلمين، وعلى جواز استعمال عبارة "إخواننا النصارى" وما شابهها بما رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والنّسائي (الكبرى)، وأبو يعلى، والطبراني (الكبير)، والبيهقي (شعب الإيمان)، والديلمي (الفردوس) بأسانيد إلى:

المعتمر بن سليمان قال سمعت داود الطفاوي قال حدثني أبو مسلم البجلي عن زيد بن أرقم قال سمعت نبي الله (صلى اللهم عليه وسلم) يقول في دبر صلاته: "اللهم ربّنا وربّ كل شيء، أنا شهيد أنك أنت الربّ وحدك لا شريك لك ... أنا شهيد أنّ العباد كلهم إخوة".

قلت: الحديث ضعيف لآفتين:

1) داود الطفاوي: قال عنه ابن معين: "ليس بشيء" (ضعفاء العقيلي)، والعقيلي: "حديثه باطل" (ضعفاء العقيلي)، والدارقطني: "يُترك" (سؤالات البرقاني)، وابن حجر: "ليّن الحديث" (التقريب).

2) أبو مسلم البجلي: تفرّد بتوثيقه ابن حبّان، وقال عنه الذهبي: "لا يُعرف" (ميزان الاعتدال)، وابن حجر: "مقبول" (التقريب)، وقد أورده البخاري (التاريخ الكبير) وابن أبي حاتم (الجرح والتعديل) دونما جرح أو تعديل.

وبه يظهر ضعف الحديث وبطلان الاستدلال به على المطلوب. وقد ضعفه العلامة الألباني (رحمه الله) في (ضعيف سنن أبي داود).

وعلى فرض صحّة الحديث فإنّه يحمل على أنّ المقصود بـ "العباد" هم "المسلمون" لا كلّ البشر، مماثلاً لقوله (صلى الله عليه وسلّم): "وكونوا عباد الله إخواناً"، وهو خطابٌ للمسلمين.

والله أعلم.

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[28 - 03 - 02, 08:31 ص]ـ

جزيت خيراً أبا عبد الحميد

فتوة الشيخ الإمام عبد العزيز ابن باز

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد: فقد نشرت صحيفة عكاظ في عددها 3031 الصادر بتاريخ 27/ 8 / 1394هـ خبرا يتعلق بإقامة صلاة الجمعة في مسجد قرطبة وذكرت فيه أن الاحتفال بذلك يعد تأكيدا لعلاقات الأخوة والمحبة بين أبناء الديانتين الإسلام والمسيحية. انتهى المقصود.

كما نشرت صحيفة أخبار العالم الإسلامي في عددها 395 الصادر بتاريخ 29/ 8 / 1394هـ الخبر المذكور وذكرت ما نصه: (ولا شك أن هذا العمل يعتبر تأكيدا لسماحة الإسلام وأن الدين واحد) إلى آخره.

ونظرا إلى ما في هذا الكلام من مصادمة الأدلة الشرعية الدالة على أنه لا أخوة ولا محبة بين المسلمين والكافرين، وإنما ذلك بين المسلمين أنفسهم، وأنه لا اتحاد بين الدينين الإسلامي والنصراني، لأن الدين الإسلامي هو الحق الذي يجب على جميع أهل الأرض المكلفين اتباعه, أما النصرانية فكفر وضلال بنص القرآن الكريم؛ ومن الأدلة على ما ذكرنا قول الله سبحانه في سورة الحجرات: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [سورة الحجرات، الآية: 10] وقول الله عز وجل في سورة الممتحنة: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ الآية. [سورة الممتحنة. الآية:4]

وقوله سبحانه في سورة المجادلة: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [سورة المجادلة، الآية: 22]، وقوله تعالى في سورة التوبة: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [سورة التوبة، الآية: 71]، وقوله سبحانه في سورة المائدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير