قال النووي رحمه الله ــ في آداب طلب العلم ــ:
(وينبغي أن يقطع العلائق الشاغلة عن كمال الاجتهاد في التحصيل ويرضى باليسير من القوت ويصبر على ضيق العيش:
قال الشافعي رحمه الله تعالى: لايطلب أحدٌُ هذا العلم بالملك وعز النفس فيُفلح ولكن من طلبه بِذُل النفس وضيق العيش وخِدْمة العلماء أفلح، وقال أيضا: لايدرك العلم إلا بالصبر على الذّل، وقال أيضا: لايصلح طلب العلم إلا لمفلس فقيل ولا الغني المكفي فقال ولا الغني المكفي،
وقال مالك بن أنس رحمه الله: لايبلغ أحد من هذا العلم مايريد حتى يضر به الفقر ويؤثره على كل شئ، وقال أبو حنيفة رحمه الله: يُستعان على الفقه بجمع الهم ّ ويُستعان على حذف العلائق بأخذ اليسير عند الحاجة ولايزد،
وقال إبراهيم الآجري: مَن طلب العلم بالفاقة ورث الفهم، وقال الخطيب البغدادي في كتابه الجامع لآداب الراوي والسامع: يستحب للطالب أن يكون عزبا ما أمكنه لئلا يقطعه الاشتغال بحقوق الزوجة والاهتمام بالمعيشة عن إكمال طلب العلم
واحتج بحديث «خيركم بعد المائتين خفيف الحاذ وهو الذي لا أهل له ولا ولد» ــ إلى أن قال النووي ــ: هذا كله موافق لمذهبنا، فإن مذهبنا أن من لم يحتج إلى النكاح استحب له تركه، وكذا إن احتاج وعجز عن مؤنته).
(المجموع) جـ 1 صـ 35. وقد أخذ النووي رحمه الله بهذا فلم يتزوج، وكذلك ابن تيمية رحمه الله، إلا أن الحديث المذكور ضعيف، وقد قال ابن القيم إن أحاديث مدح العزوبة كلها باطلة،
وكذلك قال: إن أحاديث ذم الأولاد كلها كَذِب من أولها إلى آخرها، انظر (المنار المنُيف في الصحيح والضعيف) لابن القيم، ط مكتب المطبوعات الإسلامية 1390 هـ، صـ 127 و 109.
وجعل كثير من الفقهاء للزواج الأحكام الخمسة (الوجوب والندب والإباحة والكراهة والتحريم) كما في كتاب (المغني) لابن قدامة رحمه الله (المغني والشرح الكبير) جـ 7 صـ 334 ــ 337، وفي كتاب (منار السبيل) لابن ضويان جـ 2 صـ 134. وفصَّل أبو حامد الغزالي ــ في أول كتاب النكاح بالإحياء ــ متى تختار العزوبة على الزواج؟ فتكلم عن فوائد النكاح وآفاته وأن الترجيح يختلف حسب حال الشخص (إحياء علوم الدين) جـ 2 صـ 27 ــ 40.
ومع هذا فقد ورد التحذير من الاشتغال بالأهل والولد عن طاعة الله كما في قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا لاتُلْهِكُم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله، ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) المنافقون 9، وقال تعالى (ياأيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم، وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم، إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم) التغابن 14 ــ 15.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الولد مَبْخَلة مَجْهلة مَجْبنة) قال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات (مجمع الزوائد) جـ 8 صـ 158. ومعناه أن الولد يجعل الوالد يبخل ليدخر لولده، ويوقعه في الجهل لشَغْلِه عن طلب العلم، ويجعله يجبن لإحجامه عن الجهاد خشية القتل وضياع الولد من بعده. وهذا كله للتحذير (ومن يتق الله يجعل له مخرجا).
هذا والله اعلم.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 10 - 05, 08:14 م]ـ
وللفائدة ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=124778#post124778
ـ[ابو بكر جميل بن صبيح]ــــــــ[01 - 10 - 05, 09:56 م]ـ
هناد الحافظ الكوفي
هَناد بن السَّري أبو السري التميمي الكوفي الدارمي الحافظ أحد العُبّاد روى عنه مسلم والأربعة وروى البخاري عنه في غير الصحيح وتوفي في حدود الخمسين والمائتين لم يتزوّج ولم يتسَرَّ كان إذا صلّى الفجر جلس حتى تطلع الشمس يقرأ القرآن فإذا ارتفعت الشمس صلّى الضُحى ثم خرج إلى منزله فيتوضّاُ ويرجع إلى المسجد فيصلي إلى الزوال وإذا صلّى الظهر صلّى إلى العصر وإذا صلّى العصر قرأ القرآن وبكى إلى المغرب ثم يصلي المغرب وعشاء الآخرة ويقوم الليل أقام على ذلك سبعين سنة
ـ[ابو بكر جميل بن صبيح]ــــــــ[01 - 10 - 05, 09:59 م]ـ
الشيخ الأمام العلامة حجة العرب بهاء الدين أبو عبد الله ابن النحاس النحوي شيخ العربية بالديار المصرية
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[02 - 10 - 05, 02:05 ص]ـ
أظن أن الشيخ بكر أبوزيد كتب في هدا الموضوع أيضا
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[02 - 10 - 05, 02:21 ص]ـ
و منهم: يحى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام.
و قد كان (حصوراً) أي تاركاً للتزوُّج بسبب الانقطاع للعبادة.
و ذا ممّا كان في شرعهم.
ـ[ابو بكر جميل بن صبيح]ــــــــ[02 - 10 - 05, 06:44 ص]ـ
من ينقل لنا الاسماء التي استوعبها الشيخ ابو زيد في رسالته؟
ـ[ابو بكر جميل بن صبيح]ــــــــ[10 - 10 - 05, 08:05 ص]ـ
المعمر رتن بن ميدن بن مندي الصراف السندي الهندي , وقد عمر 700 عاما وذكر الحافظ في الاصابه قصة صحبة له لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثم ذكر أنه لم يتزوج قط ولا احتلم إلا مرة في الجاهلية. (الاصابة 2\ 356)
كذا الرجال والا بلاش!
700 عام لم يحتلم الا مرة واحده و في الجاهليه.
¥