ثم غدا على رسول الله ? فأخبره، فقال رسول الله ? بارك الله لكما في غابر ليلتكما.
فثقلت من ذلك الحمل، وكانت أم سليم تسافر مع النبي ? تخرج معه إذا خرج وتدخل معه إذا دخل، فقال رسول الله ? إذا ولدت فأتوني بالصبي.
فأخذها الطلق ليلة قربهم من المدينة، فقالت: اللهم إني كنت أدخل إذا دخل نبيك، وأخرج إذا خرج نبيك، وقد حضر هذا الأمر.
فولدت غلاما، وقالت لابنها أنس: انطلق بالصبي الى رسول الله ?، فأخذ أنس الصبي وانطلق به الى النبي ? وهو يسم إبلا أو غنما، فلما نظر إليه، قال لأنس: أولدت بنت ملحان؟ قال: نعم.
فألقى ما في يده، فتناول الصبي، وقال: ائتوني بتمرات عجوة، فأخذ النبي ? التمر، فجعل يحنك الصبي، وجعل الصبي يتلمظ، فقال: انظروا الى حب الأنصار التمر.
فحنكه رسول الله ?، وسماه: عبد الله.
قال: ثابت وكان يعد من خيار المسلمين.
وروى الحميدي () عن زر بن حبيش قال: سألت عائشة ? عن ميراث رسول الله ? فقالت: أعن ميراث رسول الله ? تسأل؟! ما ترك رسول الله ? صفراء ولا بيضاء، ولا شاة ولا بعيرا، ولا عبدا ولا أمة، ولا ذهبا ولا فضة ().
وروى الدارقطني () من طريق إسحاق الأزرق عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن الحارث بن المصطلق قال: لم يترك رسول الله ? صفراء ولا بيضاء؛ إلا أرضا جعلها صدقة وبغلته البيضاء.
روى الإمام أحمد في فضائل الصحابة (): عن علي بن ربيعة الوالبي عن علي بن أبي طالب ? قال: جاءه ابن التياح () فقال: يا أمير المؤمنين، امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء.
قال: الله أكبر، قال: فقام متوكيا على بن التياح حتى قام على بيت مال المسلمين، فقال:
هذا جناي وخياره فيه وكل جان يده الى فيه ()
يا ابن التياح، علي بأشياخ الكوفة.
قال: فنودي في الناس، فأعطى جميع ما في بيت المسلمين، وهو يقول: يا صفراء يا بيضاء غري غيري، ها وها، وهو يقول: يا صفراء يا بيضاء غري غيري، ها وها، حتى ما بقي فيه دينار ولا درهم، ثم أمر بنضحه، وصلى فيه ركعتين.
قال ابن الأثير (): يريد الذهب والفضة.
وروى الإمام أحمد () من طريق ثابت عن أنس بن مالك، أنه ذكر دعاء النبي B له، ثم قال: يا ثابت، ما أملك صفراء ولا بيضاء إلا خاتمي.
وروى الإمام أحمد () من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أمية، أنها سألت عائشة عن هذه الآية: (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) ()،وعن هذه الآية: (من يعمل سوءا يجز به) ()؟
فقالت: ما سألني عنهما أحد منذ سألت رسول الله ? عنهما، فقال: يا عائشة هذه متابعة الله عز وجل العبد بما يصيبه من الحمة والنكبة والشوكة، حتى البضاعة يضعها في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في ضِبْنِه، حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير.
وعن عامر الشعبي عن بن عباس ? قال (): دخلت على عمر حين طعن فقلت: أبشر بالجنة يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس وجاهدت مع رسول الله ? حين خذله الناس، وقبض رسول الله ? وهو عنك راض، ولم يختلف في خلافتك اثنان، وقتلت شهيدا.
فقال: أعد علي. فأعدت عليه. فقال: والذي لا إله غيره، لو أن لي ما على الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع.
وفي لفظ ابن حبان وغيره، فقال: المغرور من غررتموه، لو أن ما على ظهرها من بيضاء وصفراء لافتديت به من هول المطلع.
وروى ابن سعد () عن عمرو بن أبي عمرو قال: سمعت القاسم بن محمد يحدث أن عائشة كانت تلبس الأحمرين المذهب والمعصفر وهي محرمة.
وفي رواية له قال: سألت القاسم بن محمد، قلت: إن ناسا يزعمون أن رسول الله ? نهى عن الأحمرين العصفر والذهب.
فقال: كذبوا والله، لقد رأيت عائشة تلبس المعصفرات، وتلبس خواتم الذهب.
وروى ابن أبي شيبة وغيره () عن الحسن قال: كتب زياد إلى الحكم بن عمرو الغفاري وهو على خراسان: أن أمير المؤمنين كتب أن يصطفي له البيضاء والصفراء، فلا تقسم بين الناس ذهبا ولا فضة.
فكتب إليه: بلغني كتابك تذكر أن أمير المؤمنين كتب أن يصطفي له البيضاء والصفراء، وأني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين، وأنه والله لو أن السماوات والأرض كانتا رتقا على عبد ثم اتقى الله جعل الله له مخرجا، والسلام عليكم.
ثم قال للناس: اغدوا على مالكم، فغدوا، فقسمه بينهم.
رابعا: ما جاء في ذلك عن بعض الأئمة والفقهاء
¥