وأضاف عودة يقول: "بشكل عام فإن هذا الكسوف سيشاهد من جميع قارة أوروبا ومعظم قارة آسيا وجميع القارة الأفريقية تقريبا، في حين أنه لن يشاهد من قارة أمريكا وأستراليا وشمال وغرب قارة آسيا". موضحا أن موعد بداية و نهاية الكسوف تختلف من منطقة لأخرى، فالكسوف دائما يبدأ من المناطق الغربية، وفي هذا الكسوف ستكون أول منطقة في العالم يبدأ فيها الكسوف هي المحيط الأطلسي وسيبدأ فيها الكسوف في الساعة السابعة صباحا و35 دقيقة و35 ثانية بالتوقيت العالمي، وتبدأ بعد ذلك المناطق الشرقية بمشاهدة كسوف الشمس، إلى أن ينتهي الكسوف في جنوب المحيط الهندي في الساعة 13 و27 دقيقة و53 ثانية.
أما بالنسبة للكسوف الحلقي، فسيبدأ أولا في المحيط الأطلسي في الساعة الثامنة صباحا و40 دقيقة و59 ثانية بالتوقيت العالمي متحركا بعد ذلك مرورا بإسبانيا ثم البرتغال ثم الجزائر ثم تونس ثم ليبيا ثم السودان ثم الصومال ومن ثم يعبر المحيط الهندي، إلى أن ينتهي هنالك في الساعة 12 ظهرا و22 دقيقة و35 ثانية بالتوقيت العالمي.
وسبب الكسوف هو مرور القمر بين الأرض و الشمس، فعندها يحجب القمر قرص الشمس فنرى شيئا أسودا أمام قرص الشمس، ألا وهو القمر، وإذا كان حجم القمر الظاهري أقل من حجم الشمس الظاهري كما نراهما من الأرض، فعندئذ لن يستطيع القمر إخفاء جميع قرص الشمس، بل سيظهر القمر بأكمله كقرص أسود محاطا بما تبقى من قرص الشمس على شكل حلقة.
ويبدأ الكسوف الحلقي من لحظة اكتمال دخول القمر داخل قرص الشمس وينتهي فور بداية مغادرة قرص القمر لقرص الشمس، وهذا ما يسمى بمدة الكسوف الحلقي، وهي تختلف من منطقة لأخرى، وستكون أطول مدة للكسوف الحلقي هذا 4 دقائق و31 ثانية وذلك من السودان كما تمت الإشارة سابقا، في حين أن مدة الكسوف الحلقي في العاصمة الجزائرية هي 3 دقائق و51 ثانية.
ويرى القمر بحجم الشمس على الرغم من أنه أصغر منها بـ 400 مرة لأنه أقرب من الشمس بـ 400 مرة، ولو كان قطره أقل بـ 225 كم لما أمكننا رؤية أي كسوف كلي، ولو كان بعده نصف المسافة الحالية لأصبح الكسوف شهريا، ويقدر بأن شخصا من كل 25 ألف شخص تسنح له الفرصة لرؤية كسوف كلي، ويبلغ معدل تكرار الكسوف الكلي فوق نفس المنطقة كل 360 - 400 سنة.
ولرؤية الكسوف لا بد من توفر شرطين، أولهما هو وجود الشمس فوق الأفق وقت الكسوف، وثانيهما هو أن يكون موقعنا على الأرض مناسبا لرؤية الكسوف، فقد تكون الشمس مشرقة على منطقة وهي مكسوفة وتكون في نفس اللحظة مشرقة فوق منطقة أخرى إلا أنها غير مكسوفة على الإطلاق، وهذا يتضمن أن مواعيد بداية ونهاية الكسوف ونسبة ما يكسف من الشمس لنفس الكسوف تختلف من منطقة لأخرى.
وبحسب البيان التوضيحي، فإن الكسوف يقسم إلى أربع أنواع، أولها، الكسوف الكلي: وعندها يحجب القمر جميع قرص الشمس وهو يمثل 28 في المائة من الكسوفات، وفي هذه الحالة تشهد بعض المناطق كسوفا كليا وأخرى جزئيا، ومناطق أخرى لن تشهد الكسوف.
وثانيها، الكسوف الجزئي: وعندها يحجب القمر جزءاً من قرص الشمس وهو يمثل ما نسبته 35 في المائة، من الكسوفات، وفي هذه الحالة تشهد جميع المناطق - التي ستشهد الكسوف - كسوفا جزئيا، والمناطق أخرى لن تشهد الكسوف.
وثالثها، الكسوف الحلقي: حيث أن بعد القمر عن الأرض غير ثابت وبعد الأرض عن الشمس غير ثابت فإذا ما وقع القمر في الأوج وقت الكسوف فسيكون قطره أصغر من أن يغطي جميع قرص الشمس خاصة إذا حدث ذلك وقت حضيض الأرض، حيث يكون قرص الشمس أكبر ما يمكن، وعندما يكون القمر في الأوج فإن قرصه يكون أصغر من قرص الشمس بـ 10 في المائة، وتمثل الكسوفات الحلقية ما نسبته 32 في المائة من الكسوفات، وفي هذه الحالة تشهد بعض المناطق كسوفا حلقيا وأخرى جزئيا، ومناطق أخرى لن تشهد الكسوف.
ورابعا، الكسوف الكلي- الحلقي: ويمثل ما نسبته 5 في المائة من الكسوفات، وفي هذه الحالة تشهد بعض المناطق كسوفا كليا و أخرى حلقيا و أخرى جزئيا، ومناطق أخرى لن تشهد الكسوف.
وحذر عودة من النظر المباشر إلى الشمس في محاولة لرصد الكسوف، مشددا على أن ذلك قد يسبب العمى المؤقت أو الدائم، مشيرا إلى أن الراصد لا يشعر بالخلل الذي أصاب عينه إلا بعد ساعات من تحليقه بها، حيث يحدث التلف في الشبكية بعد النظر إلى الشمس بفترة.
وحدد البيان، الطرق الآمنة لرصد الكسوف بالعين المجردة، وهي استخدام النظارات الشمسية الخاصة لرصد الكسوف، أو استخدام زجاج اللحامين المستخدم في أعمال تلحيم الحديد ذي الرقم 12 أو 14 فقط، أو استخدام طريقة التعريض، وذلك بإحضار أنبوب طويل (قطره 8 سم و طوله 1.5 م على سبيل المثال، وكلما كان أطول كانت صورة الشمس أكبر) مفتوح الجهتين، وتغلق إحدى جهاته بورق القصدير (الورق الفضي المستخدم للطعام) ويثقب ثقبا صغيرا، وتوجه هذه الجهة نحو الشمس، أما الجهة الأخرى فتبقى مفتوحة وتوجه على ورقة أو لوحة بيضاء، فعندها ستسقط صورة الشمس على اللوحة البيضاء، ولكن لا تنظر نحو الشمس مباشرة، بل انظر نحو اللوحة البيضاء.
أما الطرق الآمنة لرصد الكسوف عن طريق المنظار أو المرقب فهي استخدام المرشحات الخاصة التي توضع على العدسة الشيئية وليس العينية أو استخدام طريقة التعريض وذلك بتوجيه المرقب نحو الشمس وإسقاط أشعتها على ورقة أو لوحة بيضاء، إلا أن تعريض المرقب لمدة طويلة لأشعة الشمس قد يتلف بعض أجزائه.
وتحدث عودة عن أهمية الكسوف المقبل، معتبرا أنه دليلا قطعيا على أن يوم الأربعاء 5 تشرين أول (أكتوبر) سيكون أول أيام شهر رمضان المبارك "إذ أن الكسوف سيحدث قبيل سويعات من غروب شمس يوم الاثنين 29 شعبان 1426 للهجرة، مما يؤكد أن القمر ما زال في طور المحاق يوم الاثنين، وأنه تستحيل رؤية الهلال في ذلك اليوم، وها هي مواعيد الكسوف والمعطاة لأقرب ثانية شاهد على دقة الحسابات الفلكية المتناهية".
وانظر هنا - رعاك الله -:
http://www.siriusalgeria.org/eclipse2005/eclipsemim2.htm
¥