تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

د. صلاح: كليات الشريعة وبرامجها وأنظمتها وخططها لها أثر مباشر من زاويتين: زاوية المنهاج نفسه (المادة ووحداتها الدراسية)، وزاوية المدرس نفسه. فالخطط الدراسية في كليات الشريعة بعد سلسلة التقليص والاختصار التي تقوم بها الجامعات أصبحت عبارة عن قشور بدون لباب، وخاصة الآن مع الضغوط الأمريكية لمراجعة المناهج وتنظيفها من (التطرف) و (الإرهاب) والجهاد وغيره، فالآن هذه الخطط الدراسية أصبحت ممسوخة! والله المستعان، وأصبح طالب العلم لا يستفيد منها شيئاً.

الأمر الثاني الأساتذة في الجامعات -إلا من رحم الله- أصبحوا عبيداً لما يسمى وحدات المادة، المدرس حريص على أن لا يخرج من المنهاج بكلمة واحدة في القاعة، أما أن ينصح الطلاب والطالبات ويرشدهم ويتكلم معهم عن أحداث الساعة فنراه يخشى رهباً ورغباً أن يتكلم في هذه الموضوعات، وأن يوسع آفاق الطلاب؛ فيخرج الطالب ليس عنده شيء.

الفرقان: ما هي كتب التفسير التي تنصح بقراءتها؟

د. صلاح التفاسير كثيرة ولكن هناك شيء اسمه أمهات كتب التفسير، أن أنصح بالبدء بقراءة الأمهات. وأول هذه التفاسير تفسير (في ظلال القرآن) لسيد قطب، هذا الكتاب لا أعتقد أن مسلماً معاصراً يستغني عنه .. سيد رحمه الله ربط الناس بالقرآن، وقدم للناس روح القرآن، فلن تفهم طبيعة القرآن حتى تقرأ الظلال.

الفرقان: ما الميزة التي يتميز بها الظلال عن باقي كتب التفسير؟

د. صلاح: سيد قطب كان عنده مبدأ: ما قاله الناس لا يعيد قوله، إنما كان يضيف إلى ما قاله الناس. فسيد في (تفسيره) لم يقف أمام تحليلات القرآن البيانية واللغوية وغيرها فهذا موجود في التفاسير السابقة، إنما أضاف معاني جديدة غير موجودة في التفاسير السابقة، فلهذا (الظلال) لا يغني عن غيره ولا يغني عنه غيره، (الظلال) هدفه بيان روح القرآن، كيفية الحياة مع القرآن، كيف يدخل المؤمن عالم القرآن، ويخرج منه صاحب رسالة، يحمل رسالة القرآن ويواجه أعداء الله، هذه المعاني ركز سيد عليها، سيد علمنا كيف نواجه الحرب التي شنها الأعداء على القرآن. السابقون لم يتكلموا فيها لأنهم كانوا يكتبون لأناس كانوا يعيشون مع القرآن، فكانوا يقدمون للناس ثقافة تفسيرية. سيد لم يقدم ثقافة تفسيرية، سيد قدم للناس منهجاً تربويّاً حركيّاً مع القرآن، سيد أراد تخريج الشخصية الإسلامية القرآنية، عندما تقرأ (الظلال) تصاغ صياغة قرآنية من جديد؛ فتخرج من الظلال وأنت جاهز لكي تستوعب العلم القرآني بشكل دقيق. بعدها اذهب إلى باقي كتب التفسير، وابدأ من جديد ادرس دراسة ثقافية تفسيرية؛ فعندها تجمع ما بين التربية والحركة في (الظلال)، والعلم التفسيري في التفاسير الأخرى.

ويعجبني كلام الدكتور أحمد حسن فرحات عندما كان يقول: (الظلال) كتب الله له القبول لأنه كتب مرتين: مرة بمداد العالم، ومرة بدم الشهيد. فكان العلم نوراً، والشهادة نوراً، و (الظلال) نور على نور.

نقول بعد (الظلال) لابد من قراءة تفسير ابن كثير؛ فتفسيره كان مرجعاً أساسيّاً لسيد وهو يكتب (الظلال)، كان معه في الزنزانة أثناء كتابته له، فالنقص المأثوري في (الظلال) يستدرك من تفسير ابن كثير، فهما مكملان لبعضهما. وأنصح غير المتخصصين بقراءة أحد مختصرات ابن كثير حتى لا يضيع نفسه مع الروايات المتعدد والأسانيد المختلفة الموجودة في (ابن كثير). بعد ابن كثير هناك من الأمهات تفسير الطبري، وهو مؤسس علم التفسير، وبعده أنصح بقراءة تفسير بياني وليكن الكشاف للزمخشري على صعوبته. أما التفسير الكلامي العقلي (أو ما يسمى بالتفسير بالرأي المحمود) فلا أجد خيراً من تفسير الرازي (مفاتيح الغيب). وأيضاً أنصح بتفسير الإمام القرطبي (الجامع لأحكام القرآن). ولابد أن يدرك القارئ إعراب القرآن؛ فننصحه بقراءة كتاب (الجدول في إعراب القرآن) لمحمود صافي رحمه الله. فمن قرأ هذه الكتب يصبح عنده ملكة تفسيرية، ثم فيما بعد يزود مكتبته بالتفاسير الأخرى.

الفرقان: هل تنوون إكمال مشروعكم المبارك الذي يهدف إلى تهذيب كتب التفسير وتنقيحها وترتيبها؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير