تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعندما يستند هذا الغرض إلى أمور تخالف الواقع يتجلى حجم الخطأ، فَهُم بكلامهم السابق يحاولون زعزعة اتصال ابن شقيق بالصحابة، وذلك عن طريق التشكيك في أوسع دائرة من دوائر الرواية ألا وهي الإدراك، ليدخل السماع في ذلك من باب أولى.

لأن الإدراك معناه المعاصرة مع إمكان اللقي، بخلاف السماع وهو معروف , فكل من سمع أدرك ولا عكس (17)

=

فإذا كان عبد الله بن شقيق أدرك أقل من عشرة من الصحابة , فسماعه بلا شك عن أقل منهم،

هذا الذي يعنيه المشايخ في ضوء كلامهم السابق، وما أدري من أين نقلوه.

فليذكر لنا المشايخ من أي مصدر نقلوا هذا؟

لأن كتب الرجال قد ذكرت لنا عكس ما نقله المشايخ تماما , بل أشهر كتب الرجال وأكثرها تداولا , وأهمها منزلة , وأخصها بما يتعلق بشيوخ الراوي وتلاميذه , وهو (تهذيب الكمال) قد ذكر لنا أن عبد الله بن شقيق قد روى سماعا عن أكثر من عشرة من الصحابة , منهم كبار الصحابة عمر وعثمان وعلي وأبو ذر وأبو هريرة (سماعا لا إدراكا)

فانظر حفظك الله إلى الفرق بين ما نقله المشايخ، وبين ما هو موجود في أشهر كتب الرجال،

وإذا كان قد سمع من أكثر من عشرة منهم فهذا يعني أن عبد الله بن شقيق قد أدرك العشرات من الصحابة، فكيف يقول المشايخ إنه أدرك أقل من عشرة. .

فلو قالوا إنه سمع من أقل من عشرة لكانوا مع هذا مخطئين خطأ بينا، لأن الواقع أنه سمع من أكثر من عشرة فكيف يصير الأكثر أقل؟

فما بالك وهم قد قالوا أدرك أقل من عشرة!!

وكأن محاولة الإجهاز على قيمة الأثر العلمية حجبت عنهم روايات ابن شقيق عن الصحابة وسماعاته منهم.

فقد ذكر الإمام المزي في تهذيب الكمال (15/ 90) عددا من الصحابة روى عنهم ابن شقيق وهم:

1 - عمر بن الخطاب.

2 - عثمان بن عفان.

3 - علي بن أبي طالب.

4 - أبو ذر الغفاري.

5 - أبو هريرة.

6 - عبد الله بن عباس.

7 - عائشة أم المؤمنين.

8 - كعب بن مرة.

9 - عبد الله بن أبى الجدعاء.

10 - عبد الله بن أبي الحمساء.

11 - عبد الله بن عمر بن الخطاب.

12 - محجن بن الأدرع.

13 - عبد الله بن سراقة.

هؤلاء كلهم رضي الله عنهم وأرضاهم ذكرهم الإمام المزي في تهذيبه , ويضاف إليهم:

14 - عمرو بن العاص

15 - أبو الدرداء

16 - عبد الله بن حوالة

17 - ميسرة الفجر

أما ابن أبي الحمساء فقد ذكر الحافظان المحققان المزي وابن حجر أنه صحابي آخر غير ابن أبي الجدعاء، كما في تهذيب الكمال (14/ 433) والإصابة (4/ 63)، وذكرا لابن أبي الحمساء حديثا واحدا، رواه بديل بن ميسرة عن عبد الكريم بن عبد الله بن شقيق عن أبيه عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن أبى الحمساء.

ونصا على أن هذه الرواية هي الصواب خلافا للرواية الأخرى التي جعلت واسطة بين ابن شقيق وابن أبي الحمساء.

وقد صوب رواية ابن شقيق عن ابن أبى الحمساء دون واسطة الإمام محمد بن يحيى الذهلي كما في الترغيب (4/ 5)، والإمام أبو بكر البزار , وقد نقل تصويبه هذا المزي في تهذيبه (14/ 434) وابن حجر في الإصابة (5/ 168)

وأما رواية ابن شقيق عن ابن عمر فقد اتفق الحافظان المزي وابن حجر على اعتمادها، فقد ذكرا روايته عنه دون تعقيب بشيء.

وذكر روايته عنه الإمام نوح بن أبي حبيب القومسي المتوفى سنة (242هـ) كما ذكر هذا ابن عساكر في تاريخه (29/ 159).

وقد نقل الحافظ ابن عساكرعن ابن المديني نفيَه رؤية ابن شقيق لابن عمر، ثم تعقب الإمام

ابن عساكر هذا بقوله (29/ 159):

" ومن يدرك أبا هريرة وأبا ذر لا يمتنع أن يلقى ابن عمر، لأنه عاش بعدها برهة، وقد روى ابن شقيق عن ابن عمر حديثا أخرج في الصحيح، أخبرناه أبو الحسن على بن الحسن ...

[فساق إسناده إلى] عاصم الأحول عن عبد الله بن شقيق عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" بادروا الصبح بالوتر " رواه مسلم في صحيحة عن سريج " ا. هـ

وهو في الصحيح برقم: (750) من طريق ابن أبي زائدة عن عاصم به.

وصححه ابن خزيمة (1088) (2/ 147) بإخراجه في صحيحه، وأبو نعيم كما في مستخرجه (1703) (2/ 246).

وفي المراسيل لابن أبي حاتم (153) أنه سئل أبو حاتم عن إسناد عاصم هذا فقال:

" عاصم لم يرو عن عبد الله بن شقيق شيئا، ولم يرو هذا إلا ابن أبى زائدة ولا أدري " ا. هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير