ولو كان أبو حاتم يرى أن عبد الله ابن شقيق لم يسمع من ابن عمر لذكر هذا، ولكنه شك في رواية عاصم عن ابن شقيق فقط.
وقد جاءت رواية ابن شقيق عن ابن عمر من غير طريق عاصم في الصحيح أيضا، ومن طريق أربعة جبال:
أيوب السختياني، وبديل بن ميسرة، وعمران بن حدير، والزبير بن الخرّيت، أخرجها مسلم في صحيحه (1/ 517)
كلهم عن عبد الله بن شقيق عن ابن عمر مرفوعا:
" يا رسول الله كيف صلاة الليل؟ " قال: مثنى مثنى، فإن خشيت الصبح فصل ركعة واجعل آخر صلاتك وترا "
ولهم متابع خامس وهو خالد الحذاء عند ابن أبى شيبة (2/ 74/88) (6626) (6805) والترمذي (2/ 332)، فرواه عن ابن شقيق عن ابن عمر به.
وتابعهم أيضا أبو بشر عند الطحاوي في شرح المعاني (1/ 278).
أما رواية ابن شقيق عن عمرو بن العاص فهي في صحيح ابن حبان (15/ 6998) ومسند أبي يعلى (13/ 329) (7345) والمعجم الكبير للطبراني (23/ 43) والسنة لابن أبي عاصم (1233).
من طريقين عن حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عمرو به.
وهذا إسناد غاية في الصحة، فحماد قد روى عن الجريري قبل الاختلاط.
وحديث عمرو بن العاص جاء في الصحيح عند البخاري (3462 - 4100) و مسلم (3284) وأخرجه الترمذي (5/ 706) (3885) والنسائي في الكبرى (5/ 37) (8117) وأحمد (4/ 403) والبيهقي (6/ 370) (7/ 299) (15/ 233) وابن أبى عاصم في السنة (1235) وعبد بن حميد (295) والطبراني في الكبير (23/ 43) كلهم من طريق خالد الحذاء عن أبى عثمان النهدي عن عمرو بن العاص به.
وجاء أيضا من طريق قيس بن أبى حازم عن عمرو به، عند الطبراني (23/ 43) وابن أبى عاصم في السنة (1236).
ولم تشترك هذه الطرق مع طريق ابن شقيق ولو في بعض السند، فسلمت طريق ابن شقيق من احتمال شذوذ الإسناد، وبالتالي ثبتت روايته عن عمرو بن العاص.
وأما روايته عن أبي الدرداء فقد أخرجها ابن أبي شيبة) 6/ 57) (7/ 173) قال:
حدثنا أبو أسامة عن كهمس عن عبد الله بن شقيق قال: " كان أبو الدرداء يقول: " طوبى لمن وجد في صحيفته نبذة من الاستغفار "
وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وحماد بن أسامة أبو أسامة وإن كان عنده تدليس إلا أنه كان ممن يبين تدليسه , ولذلك ذكره الحافظ في الطبقة الثانية من طبقات المدلسين , وهم:
" مَن احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح" كما ذكر الحافظ.
أما روايته عن عبد الله بن حوالة وهو من الصحابة فقد ذكرها الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 590)
وحديثه عنه أخرجه ابن أبى عاصم في السنة (1292 - 1294) بإسناد صحيح.
وأما ميسرة الفجر فرواية ابن شقيق عنه عند ابن أبى عاصم (410 - 411) وقد صحح الإمام الألباني إسنادها.
وقوى الإسنادَ الحافظُ في الإصابة (6/ 239)، ثم أشار إلى طرق أخرى تدل على أن ذكر ميسرة في الإسناد وهْم من بعض الرواة، ثم ختم ترجمته بقوله:
" وقد قيل إنه عبد الله بن أبي الجدعاء الماضي في العبادلة وميسرة لقب " ا. هـ
وأما رواية ابن شقيق عن محجن بن الأدرع فقد قال المزي: " وقيل بينهما رجاء بن أبي رجاء" بينما سكت الحافظ عن هذا في تهذيب التهذيب، ونقل رحمه الله في الإصابة في ترجمة (سكبة بن الحارث الأسلمي) (3/ 133) هذا الاختلاف الذي أشار إليه المزي ولكنه لم يرجح.
وأما روايته عن عبد الله بن سراقه فقد رجح المزي في تهذيبه أنه الأزدي وأن له صحبه وكذا
ذكر المفضل بن غسان الغلابي بأن له رواية تصحح أي عن النبي , بينما رجح نوح القومسي أنه العدوي الصحابي وكذا يعقوب بن شيبة كما في تهذيب الكمال (15/ 11).
أما العجلي وابن حبان فقد رجحا أنه من التابعين، واكتفى الحافظ في التهذيب بنقل الخلاف ورجح أنهما اثنان فقط.
والخلاصة أننا لو سلمنا بأن ميسرة هو نفسه ابن أبي الجدعاء، وأن ابن شقيق لم يسمع من محجن، وأن ابن سراقة ليس بصحابي، فلا يزال عدد الصحابة الذين روى عنهم عبد الله بن شقيق أكثر من عشرة , وهذا بالنسبة لما جاء في تهذيب الكمال فقط.
فإذا أضفنا إليهم ما ذكره الحافظ في الإصابة من روايته عن عبد الله بن حوالة، وما صح عن عمرو بن العاص وأبي الدرداء تأكد ذلك لكل ناظر.
¥