تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهنا كل الروايات التي جاءت عن المسعودي من طريق من روى عنه قبل الاختلاط وبعده من روايته عن الحسن بن سعد جاءت موصولة، إلا رواية وكيع التي قرن فيها الحسن بالقاسم، وبما أن رواية القاسم منقطعة ساق وكيع الرواية منقطعة دون أن يُفصِّل والله أعلم

فالصواب أن المسعودي قد رواه بالوجهين عن ابن مسعود من طريق تلاميذه الذين رووا عنه قبل الاختلاط.

ومما يطمئن لصحة روايته وصحة الأثر إن شاء الله أن المحدثين الحفاظ من الأئمة كانوا يعترفون بأن الإمام المسعودي إضافة إلى أنه من آل بيت ابن مسعود وأنه يروى هذا الأثر في أحد وجهيه عن القاسم حفيد ابن مسعود وحديثه عنه من أصح رواياته، هو من أعلم الناس بروايات ابن مسعود بل أعلم أهل زمانه.

روى الإمام ابن عيينة عن مسعر بن كدام أنه قال:

" ما أعلمُ أحدا أعلمَ بعلم ابن مسعود من المسعودي " الجرح والتعديل (5/ 250)

وقال الإمام أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل (5/ 251):

" وكان أعلم بحديث ابن مسعود من أهل زمانه "

وقد جاء معنى ما رواه المسعودي عن ابن مسعود، من طريق أحد تلاميذ ابن مسعود وهو مسروق، فقد صح عنه كما روى ابن عبد البر في التمهيد (23/ 294) بإسناد صحيح أنه قال:

" كل شيء في القران ساهون ودائمون وحافظون فعلى مواقيتها "

وكل من يعلم شيئا عن ابن مسعود وتلاميذه، يعلم أن أثرا كهذا عن مسروق لابد وأنه قد تلقاه عن شيخه ابن مسعود، وإذا صح هذا فإنه يشهد لأن رواية المسعودي السابقة قد اتصل الأخذ فيها عن ابن مسعود بإذن الله.

فإذا أضفت إلى كل ما تقدم اعتماد جماعة من أهل العلم نقله ممن رووا الأثر في كتبهم بأسانيدهم وغيرهم من أهل العلم، وتتابعهم في النقل عن ابن مسعود، قوي الظن بصحة الأثر، وإني لأجد نفسي مطمئنة جدا لهذا والله أعلم

وقد جاء له شاهدان مما يقطع معهما الناظر بصحة النقل عن ابن مسعود لتكفير تارك الصلاة

الأول ساقه ابن عبد البر دون أن يسنده، فقال في الاستذكار (1/ 235)

" وثبت عن ابن مسعود أنه قال: ما تارك الصلاة بمسلم "

والثاني ما أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (48) ومن طريقه البيهقي في الشعب والطبراني في الكبير (9/ 215) وابن نصر المروزي في الصلاة (930ـ936ـ937) من طرق عن عاصم بن بهدلة عن زر عن ابن مسعود أنه قال:

" من لم يصل فلا دين له "

وإسناده فيه بعض الضعف لكلام في رواية عاصم عن زر مع خفة ضبط عاصم، إلا أنه شاهد قوي لما تقدم والله أعلم

فتارك الصلاة عند ابن مسعود كافر بنص الأثر، وابن مسعود رضي الله عنه من أعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالكتاب والسنة.

6ـ عبد الله بن عباس رضي الله عنه.

قال رضي الله عنه:

" من ترك الصلاة فقد كفر "

الأثر أخرجه ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (939) عن الحسين بن عيسى البسطامي قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس.

وهذا إسناد ضعيف فيه علتان:

الأولى: الحماني يحيى بن عبد الحميد " حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث "

الثانية: شريك القاضي " صدوق يخطئ كثيرا "

وأما الحسين بن عيسى البسطامي فهو ثقة كما قال الإمام أحمد، انظر (تاريخ بغداد) (6/ 351) وتاريخ دمشق (8/ 131)

وأما عن سماك بن حرب فهو قد وثقه بعض الأئمة كأبي حاتم وابن معين، وتكلم فيه بعضهم من

جهة اضطرابه في الأسانيد.

سئل ابن معين: ما الذي عابه؟ قال: " أسند أحاديث لم يسندها غيره " ا. هـ

أي رفعها فجعلها مسندة عن النبي صلى الله عليه وسلم

وقال العجلي:

" سماك بن حرب بكري جائر الحديث، إلا أنه كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء عن ابن عباس وربما قال: قال رسول الله، وإنما كان عكرمة يحدث عن ابن عباس " ا. هـ

وعليه فما كان من روايات مرفوعة يرويها عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيتوقف في قبولها إلا ما كان من رواية شعبة والثوري عنه كما نص على هذا الحفاظ.

وأما رواياته عن عكرمة عن ابن عباس موقوفة فهي مقبولة، إلا ما كان في باب التفسير فإن اضطرابه كان في جعل ما سمع من عكرمة في التفسير من روايات ابن عباس، فيروي تفسير عكرمة على أنه تفسير ابن عباس.

أما روايتنا هذه فليست من باب التفسير، وبالتالي فهي مقبولة مادام أن عكرمة لم يرفعها، إلا أن إسناد الرواية ضعيف لعلتيه السابقتين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير