و قد أجبتك يا أخي عنه فيما سبق .. ، و هذه الشبهة إنما نتجت بسبب النظر المجرد للواقع .. و الجواب: نعم يمكن أن يوجد من يحاول التغني بالقرآن من غير موافقة للقانون الإيقاعي للمقامات!!! لكننا لا نقول إن هذه هي السنة ..... و لكن التأصيل الشرعي ينبغي أن يكون بالتالي:
جاء في الشرع الحث على التغني بالقرآن ..... و دل الدليل الشرعي على أن المراد ب (التغني) هو تحسين القراءة ...... و الامتثال لهذا الحث الذي ورد مطلقاً إنما يكون بالعمل به على وفقه ووجهه المطلق من غير تقييده بوصف و لا عدد و لا زمان و لامكان ... لم يدل الشرع على تقييده به.
طيّب .... إذن فتعلم علم المقامات من أجل أن يتغنى به القارئ .. أصبح من قبيل تقييد المطلق الشرعي بوصف لم لم يدل عليه الشرع ..... و هذا ما يسميه العلماء بالبدعة ..
و قد صرَّح الكثير من العلماء المتقدمين ببدعية القراءة بالألحان (و المراد بها التي يعرفها و يتعلمها الناس من أجل القراءة و يقصدون إليها، كما قمت أنت بشرح أنواع المقامات مرة في أحد مشاركاتك!!).
لذا يا أخي عندما أقول لك (القصد إليها) أعني:من لوزام القصد المعرفة و الدراسة السابقة لهذه الألحان!! وهنا وجه الإشكال.
سؤال: و نأتي الآن لقضية الاتفاق (غير المقصود) الذي يحصل للقارئ مع اللحن المقامي _ الذي أثرته سابقا_ فهل هو جائزٌ؟ الجواب: بكل تأكيد. ....
سؤال: ما هو الفرق بينه و بين القراءة البدعية السابقة؟؟!!!
الجواب: من حيث الحس و الواقع .. فليس بينهما فرقٌ كبير، و التشابه بينهما إلى حد التطابق .. !!
و من حيث الشرع و الدين فالفرق بينهما واسع شاسع ... فالأول بدعة محرمة .. و الثاني قربة محترمة!!
سؤال: ما هو الدليل الشرعي على الجواز في الحالة الثانية؟؟
الجواب:أنه من العمل بالنص .. و النص اعتبر مطلق التحسين و التغني و ندب إليه .... فمن وافق صفة من صفات تحسين القراءة و لم يقصد إليها بعينها و لم يلتزمها و يصيِّرها سنة و تشريعاً من عند نفسه ... و اضطره الحال من رقةٍ في قلبه أو سرورٍ في نفسه إلى أن يحزّن في قراءته أو يطرّب فيها .. جاز له ذلك.
عملاً بمطلق النص بخلاف من قيَّده بلحون معينة والتزم القراءة عليها فهذه بدعة .... و كما ترى هذه المسألة من دقائق العلوم.
3 - نسأل أهل المقامات سؤالاً: ما هو المقام الذي كان يقرأ عليه النبي صلى الله عليه و سلم؟؟؟
فهل كان يقرأ بغير مقام؟ سيقولون: لا لأنه محال ... ، و السؤال: إذن ما هو مقامه؟؟
الجواب: أن نقلة السنة لم يتركوا لنا شيئا من شؤونه صلى الله عيه و سلم إلا و نقلوها، و قد نقلو النا صفة قراءته و ليس فيها التزام ٌ منه لمقام ما؛ مما يدل على أن الأمر في الشرع مطلق، يحسِّنُ الناسُ قراءتهم بالقرآن و كفى.
و لو زعم زاعمٌ بأن لديه إسناداً بالمقامات إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - _ و قد وُجد بعض هؤلاء اليوم _ لحكمنا عليه بأنه دجالٌ من الدجاجلة و كذابٌ من الكذابين ...
فهل أنتم أيها الناس الدارسون المدرسون لعلم المقامات أفضل من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و أصحابه ... ؟
ما عسى أن يكون جوابهم.!
و للمقامات محاذير شرعية أخرى يكفيك منها أخي المحترم صنهاجي الآن أن القول بجواز القراءة بها مخالفٌ للإجماع .. و قد نقله الإمام العلامة أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله المتوفى سنة 224 للهجرة، و هو من صدر هذه الأمة الأوائل مما يُظهر لك أن إنكار التزام القراءة بالألحان قديمٌ جدا ..
و الله تعالى أعلم.ِ
ـ[أبو يوسف صنهاجي]ــــــــ[16 - 10 - 05, 10:37 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أخي الكريم و أخيرا فهمت اصرارك
أنت عرفت المقام كما يلي
-- ما هي المقامات؟
هي الألحان الموسيقية (الإيقاعات) وهذه قضية مسلمة بين الموسيقيين،فإن كان في قلبك ريبٌ من ذلك فتأكد يا أخي من طرقك الخاصة و ستعرف أن المسألة مشهورة.-
يا ريت تعلم ان هذا جزء من علم المقامات عند الموسيقيين و هذه مصيبة لو يتعلمها الناس و يخشى عليهم.
لكن معنى المقامات شامل و لو شئت سميها باسم اخر , و هل تتخيل ان ياتي القارئ و يتلو كتاب الله بالايقاعات و العزف؟
لذلك طلبت من الاخ ان يعدل سؤاله و يحدد الاشكال.
رحم الله الشيخ الالباني الذي كان يصحح السؤال قبل الجواب.
اذا كان هذا هو التعريف للمقام عندك فأنا معك 100% و كل ما كتبته أنت في هذا الصدد لا غبار عليه و هو بديهي و من يجادلك في ذلك انما هو مكابر.
أنا ظننت أنك فهمت معنى المقام كالتالي
-المقام هو الحالة المزاجية للجملة اللحنية (فرح، حزن، شجن، عاطفة ... ألخ) .. ولكل مقام شخصيته المستقله التى تميزه بين المقامات الأخرى ...
هذا تعريف شامل و لا نربطه مع الموسيقى لان التغني بالقران يحدث نغم صوتي , و الموسيقى حرام.
لما تأتي لتقول - هل يجوز القراءة بالمقامات؟ - كأنك قلت - هل يجوز التغني بالقران؟ -
أما المقام الذي قرأ عليه الرسول صلى الله عليه و سلم فهو مقام.
لان الشرقيون قسموا المقامات عدة اعوام بعد موت الرسول عليه الصلاة و السلام.
الان فهمتك اخي و لا تاخذني , انت ربطت المقام بالموسيقى و هذا يفسر طريقة كلامك و مزاجك و حزنك من كلامي.
أنا معك 100 % لو افترضنا ان تعريف المقام كما ذكرت أنت , و يا حبذا لو تبحث اخي عن تعريف المقام.
الحمد لله اتضح الامر اخي
و اطلب من الاخ ابو يوسف صاحب الموصوع ان يسأل به خبيرا.
بارك الله فيك اخي عدنان على حرصك
ملاحظة: لا تظن أخي اني مهتم بعلم المقامات , الاولى تعلم شرع ربنا الذي يقربنا منه و يكتب لنا السعادة في الدارين.
جعلني الله و اياكم منهم
¥