تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حكم قول " رمضان كريم "]

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 10 - 05, 12:16 م]ـ

سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ:

حينما يقع الصائم في معصية من المعاصي وينهى عنها يقول: " رمضان كريم " فما حكم هذه الكلمة؟ وما حكم هذا التصرف؟

فأجاب فضيلته بقوله:

حكم ذلك أن هذه الكلمة " رمضان كريم " غير صحيحة، وإنما يقال: " رمضان مبارك " وما أشبه ذلك، لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريماً، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل، وجعله شهراً فاضلاً، ووقتاً لأداء ركن من أركان الإسلام، وكأن هذا القائل يظن أنه لشرف الزمان يجوز فيه فعل المعاصي، وهذا خلاف ما قاله أهل العلم بأن السيئات تعظم في الزمان والمكان الفاضل، عكس ما يتصوره هذا القائل، وقالوا: يجب على الإنسان أن يتقي الله عز وجل في كل وقت وفي كل مكان، لاسيما في الأوقات الفاضلة والأماكن الفاضلة، وقد قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} فالحكمة من فرض الصوم تقوى الله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " فالصيام عبادة لله، وتربية للنفس وصيانة لها عن محارم الله، وليس كما قال هذا الجاهل: إن هذا الشهر لشرفه وبركته يسوغ فيه فعل المعاصي.

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " (20 / السؤال رقم 254).

ـ[أبو هاني الأحمد]ــــــــ[08 - 10 - 05, 06:08 م]ـ

أولا: جزاك الله خيرا أخ إحسان العتيبي وبارك فيي علمك وعملك ونفعنا بكل مشاركاتك

ثانيا: إن المعصية لن تحلها كلمة "رمضان كريم" ولا كلمة ولا حتى كلمة "رمضان مبارك" ولا غيرها ..

فالمعصية معصية ...

ثالثا: من ناحية قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ورفع درجته ونور قبره:

( .. حكم ذلك أن هذه الكلمة " رمضان كريم " غير صحيحة ... لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريماً .. )

فلعله اجتهد فأخطأ

فالكثير يعلم جواز نسبة الشيء إلى سببه

سواء كان جمادا أو حيوانا أو إنسانا

والله سبحانه من وراء الأسباب كلها فهو مسببها

وهذه أمثلة مما تيسر من آيات قرآنية تدل على جواز تلك الكلمة:

قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (النمل:29)

وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (الشعراء:58)

أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (الشعراء:7)

وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (الواقعة:44)

فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (الحج:50)

إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (يّس:11)

مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (يوسف:31)

وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (الدخان:17)

.. الخ

كل تلك الأمثلة شيء يسير وعن كلمة واحدة فقط هي كلمة "كريم" فكيف بغيرها من بقية الصفات؟!

عسى الله أن يرحمنا ويغفر لنا ويسترنا ويعفو عنا ويرزقنا ويجبرنا

ـ[حارث همام]ــــــــ[09 - 10 - 05, 12:17 ص]ـ

شكر الله لكم شيخنا إحسان، ولعل قول القائل رمضان كريم فيه إجمال ولا يخلو من معنى صحيح ولعل بعض الأمثلة التي ذكرها الشيخ أبوهاني صحيحة تبين شيئاً من هذا.

وبالجملة إذا عنى بفعيل مفعل وهو سائغ فلا إشكال البتة. وأنتم تعلمون -أحسن الله إليكم- أن حكيم تجيء بمعنى محكم، وأجير بمعنى مؤجر، وأليم بمعنى مؤلم ...

غير أن التقيد بالألفاظ الواردة يضفى على الكلمات حلاوة ومعاني جزلة لامزيد عليها وقد قال صلى الله عليه وسلم أتاكم رمضان شهر مبارك. وبالمقابل استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير قد يوقع في الإجمال، وقد عرف من مدارك الشرع ترك العبارات المجملة والألفاظ المحتملة والله أعلم.

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 10 - 05, 01:05 ص]ـ

شكر الله لكما ونفع بكما

لا أخفيكم أنني لم أطمئن لما قاله الإمام الشيخ ابن عثيمين

ولم أر لغيره كلاما في المسألة

ونقلت كلامه راجيا نقده علميا أو توكيده

وفي ذهني {إنه لقرآن كريم} وما جاء الأخ الفاضل من أمثلة يزيد الأمر وضوحا

والأمر - كما ترى - قابل للأخذ والرد

وفقكما الله وزادكما من فضله

ـ[محمد البحار]ــــــــ[09 - 10 - 05, 01:32 ص]ـ

الشيخ رحمه الله يقصد أن رمضان مجرد وقت .. لا يعطي ولا يأخذ ..

ولو قلت عنه كريم لما كان لكلامك صحة .. فالزمن لا يعطي ولا يأخذ .. الله يبارك في هذا الزمن ..

فلا كرم لرمضان .. ولا لشعبان ..

والشيخ رحمه الله لم يمنع استخدام " كريم " كصفة لأي شخص .. أو لأي شيء .. فإن قال شخص بأنه كريم من الجود فقد أخطأ .. وإن قال كريم من المنزلة فربما أصاب ..

ومعلوم أن الشيخ لم يفتي بعدم جواز وصف أي شخص بانه عزيز أو قوي أو غير ذلك ..

فلا شيء في هذه الفتوى خاصة وأن السائل يبين أن الحالة حالة شخص يقول: كريم .. بمعنى يجود فتغفر الذنوب به ..

وعندنا في الكويت من يشعر بسوء الوضع أو الحال أو المعصية أو غيره يقول: الله كريم .. أي كأنه يقول: عسى الله أن يجود علينا ..

فهذا كان المفهوم من السؤال للشيخ رحمه الله .. بالنسبة لرمضان .. والدليل إجابته ..

وعذرا على التطفل ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير