[مباحثة في العمل بالضعيف في فضائل الأعمال (فهل انتهينا من العمل بالصحيح؟!)]
ـ[أبو ضياء الدين]ــــــــ[09 - 10 - 05, 10:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا بحث قديم كنت قد قمت به منذ زمن وقدر الله أن
يسألني بعض الأحباب عنه فأحببت طرحه ها هنا لعله يجد قبولا
أو يوافق تسديدا وتصويبا
إنها مسألة مهمة للغاية
وهي حكم العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال
هذه المسألة في نظري الشخصي من المسائل المهمة
والتي توقفنا على عدة فوائد مهمة جدا منها:
أولا: معرفة فضل الله على هذه الأمة بكونها أمة التثبت في الأخبار
ثانيا: فضل الكتب المصنفة في تدوين الأحاديث بأسانيدها سواء
منها ما اشترط الصحة ومن لم يشترط
ثالثا: فهم ماهية العلاقة من البدعة وبين مسألة فضائل الأعمال
رابعا: عدم وجود حد متفق عليه بين مجيزي هذا الأمر
خامسا: عدم استنادهم على أي دليل شرعي من كتاب أو سنة يبيح ذلك
سادسا: نقد نصوصهم المنقولة عن الأئمة وبيان أنها لا تفيد فيما ذهبوا إليه
وفوائد أخرى إن شاء الله تتجلى في أثناء مطالعة البحث
وأسال الله تعالى أن يسدد القول والعمل
ويصلح ببعض بعضا ويغفر بجد هزلا
راجي عفو المنان
أبو ضياء الدين المصري
فائدة عامة وطريفة ومفيدة
تفسير القرطبي
باب التنبيه على أحاديث وضعت في فضل سور القرآن وغيره
لا التفات لما وضعه الواضعون واختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة والأخبار
الباطلة في فضل سور القرآن وغير ذلك من فضائل الأعمال قد ارتكبها جماعة
كثيرة اختلفت أغراضهم ومقاصدهم في ارتكابها فمن قوم من الزنادقة مثل:
المغيرة بن سعد الكوفي ومحمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة وغيرهما
وضعوا أحاديث وحدثوا بها ليوقعوا بذلك الشك في قلوب الناس فما رواه محمد
بن سعيد عن انس بن مالك في قوله صلى الله عليه وسلم:
[أنا خاتم الأنبياء لا نبي بعدي إلا ما شاء الله] فزاد هذا الاستثناء لما كان
يدعو اليه من الإلحاد والزندقة
قلت: وقد ذكره ابن عبد البر في كتاب التمهيد ولم يتكلم عليه بل تأول الاستثناء
على الرؤيا فالله أعلم
ومنهم قوم وضعوا الحديث لهوى يدعون الناس اليه قال شيخ من شيوخ الخوارج
بعد ان تاب: ان هذه الأحاديث دين فانظروا ممن تأخذون دينكم فإنا كنا إذا هوينا
امرا صيرناه حديثا
ومنهم جماعة وضعوا الحديث حسبة كما زعموا يدعون الناس الى فضائل الأعمال
كما روي عن ابي عصمة نوح بن ابي مريم المروزي ومحمد بن عكاشة الكرماني
وأحمد بن عبد الله الجويباري وغيرهم قيل لأبي عصمة: من أين لك عن عكرمة
عن ابن عباس في فضل سور القرآن سورة سورة؟ فقال: اني رأيت الناس قد
أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه ابي حنيفة و مغازي محمد بن إسحاق فوضعت
هذا الحديث حسبة قال ابو عمرو عثمان بن الصلاح في كتاب علوم الحديث له:
وهكذا الحديث الطويل الذي يروى عن ابي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم
في فضل القرآن سورة سورة وقد بحث باحث عن مخرجه حتى انتهى الى من
اعترف بأنه وجماعة وضعوه وإن أثر الوضع عليه لبين وقد أخطأ الواحدي المفسر
ومن ذكره من المفسرين في إيداعه تفاسيرهم
ومنهم قوم من السؤال والمكدين يقفون في الأسواق والمساجد فيضعون على رسول
الله صلى الله عليه وسلم أحاديث بأسانيد صحاح قد حفظوها فيذكرون الموضوعات
بتلك الأسانيد قال جعفر بن محمد الطيالسي: صلى أحمد بن حنبل ويحيى بن
معين في مسجد الرصافة فقام بين أيديهما قاص فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى
بن معين فالا أنبأنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن قتادة عن انس قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلا الله يخلق من كل كلمة منها طائر منقاره
من ذهب وريشه مرجان وأخذ في قصة نحو من عشرين ورقة فجعل أحمد ينظر
الى يحيى ويحيى ينظر الى أحمد فقال: أنت حدثته بهذا؟ فقال: والله ما سمعت
به إلا هذه الساعة قال: فسكتا جميعا حتى فرغ من قصصه فقال له يحيى:
من حدثك بهذا الحديث؟ فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فقال أنا ابن معين
وهذا أحمد بن حنبل ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن كان ولا بد من الكذب فعلى غيرنا فقال له: أنت يحيى بن معين؟ قال:
¥