نعم قال: لم أزل أسمع ان يحيى بن ميعن أحمق وما علمته إلا هذه الساعة فقال له
يحيى:: وكيف علمت أني أحمق؟ قال: كأنه ليس في الدنيا يحيى بن معين
و أحمد بن حبنل غيركما كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل غير هذا قال:
فوضع أحمد كمه على وجهه وقال: دعه يقوم فقام كالمستهزىء بهما فهؤلاء الطوائف
كذبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يجري مجراهم يذكر ان الرشيد كان
يعجبه الحمام واللهو له فأهدي اليه حمام وعنده ابو البختري القاصي فقال: روى
ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا سبق إلا في خف أو حافر
أو جناح فزاد: او جناح وهي لفظة وضعها للرشيد فأعطاه جائزة سنية فلما
خرج قال الرشيد والله لقد علمت أنه كذاب وأمر بالحمام أن يذبح فقيل له: وما ذنب
الحمام؟ قال: من أحله كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فترك
العلماء حديثه لذلك ولغيره من موضوعاته فلا يكتب العلماء حديثه بحال
قلت: لو اقتصر الناس على ما ثبت في الصحاح والمسانيد وغيرهما من المصنفات
التي تداولها العلماء ورواها الأئمة الفقهاء لكان لهم في ذلك غنية وخرجوا عن
تحذيره حيث قال:
[اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار]
الحديث فتخويفه صلى الله عليه وسلم أمته بالنار على الكذب دليل على أنه كان
يعلم انه سيكذب عليه فحذار مما وضعه أعداء الدين وزنادقة المسلمين في باب
الترغيب والترهيب وغير ذلك وأعظمهم ضررا أقوام من المنسوبين الى الزهد
وضعوا الحديث حسبة فيما زعموا فتقبل الناس موضوعاتهم ثقة منهم بهم وركونا
إليهم فضلوا وأضلوا
انتهى
ذكر من جوز التساهل في أحاديث فضائل الأعمال
وعند الحاكم في المستدرك
سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت أبا الحسن محمد بن إسحاق
بن إبراهيم الحنظلي يقول: كان أبي يحكي عن عبد الرحمن بن مهدي يقول:
((إذا روينا عن النبي صلى الله عليه و سلم في الحلال و الحرام و الأحكام شددنا
في الأسانيد و انتقدنا الرجال و إذا روينا في فضائل الأعمال و الثواب و العقاب
و المباحات و الدعوات تساهلنا في الأسانيد))
روى الخطيب البغدادي في الكفاية
عن محمد بن يوسف القطان النيسابوري لفظا قال انا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ
قال سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت أبا العباس احمد بن محمد السجزى
يقول سمعت النوفلي يعنى أبا عبد الله يقول سمعت احمد بن حنبل يقول
إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن
والأحكام تشددنا في الأسانيد
وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال وما لا يضع حكما
ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد
وقال النووي في التبيان في آداب حملة القرآن
وأبين الأحاديث الصحيحة والضعيفة مضافات إلى من رواها من الأئمة ا
لأثبات وقد ذهلوا عن نادر من ذلك في بعض الحالات وأعلم أن العلماء من
أهل الحديث وغيرهم جوزوا العمل بالضعيف في فضائل الأعمال ومع هذا
فإني أقتصر على الصحيح فلا أذكر الضعيف إلا في بعض الأحوال وعلى
الله الكريم توكلي واعتمادي وإليه تفويضي واستنادي
إيضاح الدليل لابن جماعة
قال ابن الصلاح في مقدمة في علوم الحديث يجوز عند أهل الحديث
وغيرهم التساهل في الأسانيد ورواية ما سوى الموضوع من أنواع الأحاديث الضعيفة
من غير اهتمام ببيان ضعفها فيما سوى صفات الله تعالى وأحكام الشريعة من الحلال
والحرام وغيرهما وذلك كالمواعظ والقصص وفضائل الأعمال وسائر فنون الترغيب
والترهيب وسائر مالا تعلق له بالأحكام والعقائد وممن روينا عنه التنصيص على
التساهل في نحو ذلك عبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل رضي الله عنهما
وقال الإمام النووي في التقريب ويجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل في الأسانيد
ورواية ما سوى الموضوع من الضعيف والعمل به من غير بيان ضعفه في غير صفات
الله تعالى والأحكام كالحلال والحرام وما لا يتعلق بالعقائد والأحكام
وقال الإمام أحمد بن حنبل في الكلبي الذي تقدم ذكر حاله يكتب عنه هذه الأحاديث يعني
المغازي ونحوها فإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوما هكذا يريد أقوى منه قال البيهقي
فإذا كان لا يحتج به في الحلال والحرام فأولى أن لا يحتج به في صفات الله سبحانه
¥