لهو من أزهد الناس في العمل الصالح الذي صح عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبعدهم عن الهدي المستقيم
وهكذا دائما في مجادلات المتصوفة فالجهد عندهم كما يسول
لهم الشيطان في ارتكاب البدع والاجتهاد فيها
أما السنن فهم أبعد الناس عنها وأنفر الناس منها
*أخرج البخاري
عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد،
وهو على شيء قدير. في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب،
وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة شيءة، وكانت له حرزا من الشيطان
يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك.
*وعنده
عن النبي صلى الله عليه وسلم
من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر
*وعنده أيضا من حديث أبي هريرة
عنه عليه السلام قال
((صلاة أحدكم في جماعة، تزيد على صلاته في سوقه وبيته بضعا وعشرين درجة
، وذلك بأنه توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة،
لا ينهزه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفع بها درجة، أو حطت عنه بها خطيئة،
والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي يصلي فيه: اللهم صل عليه
، اللهم ارحمه، ما لم يحدث فيه، ما لم يؤذ فيه، وقال:
أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه))
*وعند مسلم
عن النبي صلى الله عليه وسلم
من قال، حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لم يأت أحد،
يوم القيامة، بأفضل مما جاء به. إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه
*أحمد عن ابن عمر
كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته استغفر مائة مرة ثم يقول
اللهم اغفر لي وارحمني وتب علي إنك أنت التواب الرحيم أو إنك تواب غفور
*ابن ماجة عن أم هانئ بنت أبي طالب
أتيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله دلني
على عمل فإني قد كبرت وضعفت وبدنت فقال كبري الله مائة مرة واحمدي
الله مائة مرة وسبحي الله مائة مرة خير من مائة فرس ملجم مسرج في
سبيل الله وخير من مائة بدنة وخير من مائة رقبة
*مسلم
عن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان
عن النبي صلى الله عليه وسلم
من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة، بني له بهن بيت في الجنة.
قالت أم حبيبة: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن عنبسة: فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة.
وقال عمرو بن أوس: ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة.
وقال النعمان بن سالم: ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس.
*مسلم
عن النبي صلى الله عليه وسلم
من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين. وحمد الله ثلاثا وثلاثين.
وكبر الله ثلاثا وثلاثين. فتلك تسعة وتسعون. وقال، تمام المائة:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
- غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر
*النسائي
عن أبي الدرداء قال قلت يا رسول الله ذهب أصحاب الأموال بالدنيا
والآخرة يصلون ويصومون ويجاهدون كما نفعل ويتصدقون ولا
نتصدق قال أفلا أدلك على أمر إن أخذت به أدركت من سبقك ولم
يدركك من بعدك إلا من عمل مثل الذي عملت تسبح الله في دبر كل
صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمده ثلاثا وثلاثين وتكبره أربعا وثلاثين
*ابن حبان
من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت
فهذا غيض من فيض
فلو سردنا أحاديث قيام الليل أو فضل التطوع بالصيام لضاق الأمر علينا من اتساعه
وليس المقصود الحصر إذ ليس بممكن ولكن القصد بيان أن عندنا من العمل الكثير
مما صحت فضائله ولم نجتهد بالقيام به لكثرته مهما حاول العبد
إذ لم يلزم الشرع أحدا بتقصي كل المندوب والمحمود والفاضل
وإلا لزم الناس أن يصلوا طيلة عمرهم ليلهم ونهارهم عدا أوقات الكراهة ولزمهم
متابعة الصيام عدا العيدين والتشريق ولزمهم الحج كل عام والعمرة كلما أمكن
والصدقة بكل ما وجد إذ أن كل هذا الأصل فيه الجواز الشرعي لوجود الدليل
الشرعي على فضله في الجملة غير أن الشريعة ارتضت بالقصد في العمل
مع حضور النفس وصدق التوجه فابتدأ من لا يكل عن محبوبه ومن تبرأ من خلة
الناس وقال ولكن صاحبكم خليل الرحمن
فصام وأفطر وقام ونام وتزوج النساء وقال إن لأهلك عليك حق ولنفسك عليك حق
ولربك عليك حق واستأذنه عبد الله بن عمرو بن العاص في الصوم فأذن له بيوم
فألح عليه حتى وصل خمسة عشر يوما فلما كبر قال ياليتني قبلت برخصة رسول الله
ولولا ذاك لكان الواجب على العبد أنه إن شرع في صلاة أن يأتي بكل دعاء استفتاح
استفتح به عليه الصلاة و السلام وبكل أذكار الركوع وبكل أذكار السجود وبكل أوراد التشهد
وحيث ينام يأتي بكل ما قاله عند النوم ومعلوم أن تحري هذا الجمع جملة واحدة خارج عن
هديه عليه صلوات الله وسلامه فكيف بمن يريد جمع الضعاف التي فيها الفضائل ليعمل بها
سبحانك هذا بهتان عظيم
فاعلموا يارحمكم أن طلب العمل بالضعيف مجازفة وتشديد أباه الشرع
وعندنا من الصحيح ما لو جاريته لما استطعت ((ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه))
ناهيكم عن سائر الأذكار الموظفة عند دخول الأسواق وعند النوم وعند الدخول للمسجد
والخروج من البيت فأبواب الذكر فيها من أفضل القربات وأعظمها فضيلة وأجرا
فالدعوة إلى هذا الأمر افتتاح لأبواب ضلالات وبدع
وإغلاق لأبواب سنن وهدي ولا حول ولا قوة إلا بالله
والله تعالى أعلم
وكتبه أبو ضياء الدين المصري
سائلا الله القبول والسداد
¥