تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 10 - 05, 05:15 ص]ـ

فو قيل بأن المعرفة والتصديق يجتمعان في مواضع ويفترقان في أخرى لكان قولا سديدا، فالمواضع التي يتفقان فيها هي ما بعد التصور

فلو أن رجلا عرف قول الجهمية في نفي الأسماء والصفات مثلا، ففعله هذا يسمى معرفة، لأنه تصور قولهم وفهمه.

فإذا أقر به واعتقده فقد صدقه وعمل به بقلبه.

وهذا التصديق يسمى معرفة كذلك، فكلما ازداد تصورا لصفات الله ثم أقر بها كلما زاد تصديقه.

فيكون مقصود الإمام البخاري رحمه الله بالمعرفة وأنها فعل القلب هو التصور و التصديق الذي يأتي بعد التصور، فيسمى مجموع هذين الأمرين معرفة كذلك.

فاستدلال البخاري بقول النبي صلى الله عليه وسلم (أنا أعلمكم بالله) لايقصد مجرد التصور فقط بل يقصد التصور والتصديق معا.

فالذي يحصل في القلب أولا هو التصور فإن أقر بهذا التصور فقد صدقه، وكلما ازداد تصورا وازداد تصديقا كان أعلم بالله.

فالصورة التي تتفرد بها المعرفة دون التصديق هي التصور.

وقد بين الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الصارم المسلول في أثناء رده على قول القضي أبي يعلى في مسألة ساب النبي صلى الله عليه وسلم

قال رحمه الله (ص 514 - 515) ( ..... و هذا أيضا تثبيت منه بأن السب يكفر به لأجل استحلاله له إذا لم يكن في نفسه تكذيبا صريحا

و هذا موضع لابد من تحريره و يجب أن يعلم أن القول بأن كفر الساب في نفس الأمر إنما هو لاستحلاله السب زلة منكرة و هفوة عظيمة،و يرحم الله القاضي أبا يعلى قد ذكر في غير موضع ما يناقض ما قاله هنا

و إنما وقع من وقع في هذه المهواة بما تلقوه من كلام طائفة من متأخري المتكلمين ـ و هم الجهمية الإناث الذين ذهبوا مذهب الجهمية الأولى في أن الإيمان هو مجرد التصديق الذي في القلب و إن لم يقترن به قول اللسان و لم يقتض عملا في القلب ولا في الجوارح ـ

و صرح القاضي أبو يعلى هنا قال عقب أن ذكر ما حكيناه عنه: [و على هذا لو قال الكافر: أنا معتقد بقلبي معرفة الله و توحيده لكني لا آتي بالشهادتين كما لا آتي غيرها من العبادات كسلا] لم يحكم بإسلامه في الظاهر و يحكم به باطنا!!!

قال: و قول الإمام أحمد [من قال إن المعرفة تنفع في القلب من غير أن يتلفظ بها فهو جهمي] محمول على أحد وجهين أحدهما: أنه جهمي في ظاهر الحكم و الثاني: على أن يمتنع من الشهادتين عنادا لأنه احتج أحمد في ذلك بأن إبليس عرف ربه بقلبه و لم يكن مؤمنا

و معلوم أن إبليس اعتقد أن لا يلزم امتثال أمره تعالى [بالسجود] لآدم و قد ذكر القاضي في غير موضع أنه لا يكون مؤمنا حتى يصدق بلسانه مع القدرة و بقلبه و أن الإيمان قول و عمل كما هو مذهب الأئمة كلهم: مالك و سفيان و الأوزاعي و الليث و الشافعي و أحمد و إسحاق و من قبلهم و بعدهم من أعيان الأمة) انتهى.

ـ[أبو أحمد الكندي]ــــــــ[12 - 10 - 05, 11:43 ص]ـ

ولعل في هذا الرابط ما يفيد:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=55727&postcount=4

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير