تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أركانه وبناءُ المجد مكتملُ

ماذا تقولُ قوافي الشعرِ عن رجلٍ

كلُ يقول له هذا هو الرجلُ

عهدي بشعري خفيف الروحٍ منطلقاً

واليومَ يمشي وفي أهدابهِ خجلُ

ماذا أصابك يا شعري عرفتك في

كلِ المواقف للإحساس تمتثلُ

أنت القويُ بمبناك الأصيل فلا

تقف فمثلك لا يزري به الكسلُ

يا سائلي عن رياض الشعر كيف غدت

تزهو وصارت إليها تضربُ الإبل

عفوا فتربةُ شعري لا يخالطُها

طينُ الرياء ولا تشقى بها المثلُ

أجريتُ في أرضها لمحراثُ فابتهجت

غصونها وتدلت بينها الخصلُ

تاه شعري على دربِ الضلال ولم

يقف ببابٍ ولم يستهويه الغزل

شعري مدائنُ لحنٍ في حدائقها

ينمو الإباء وينمو الخير والأملُ

حمّلته بأحاسيس الفؤاد ولم

أجعله معرض أهواءٍ كما جعلوا

أجريته في ميادين اليقينِ فما

كبا وما ناله في سعيه مللُ

يا شعري الحرَ يا نبض الفؤادِ أدر

دولابَ فنك حتى يخرس الزجلُ

أنت الجديرُ بتصوير البطولةِ في

حياة شهمٍ به الأمجادُ تحتفلُ

شهمُ! نعم أيها الشعرُ الأصيلُ وفي

عينيه عزمُ به الأوصافُ تكتملُ

إذا رمى بصرا في مجلسٍ هدأت

ضوضائه واستقر الناسُ واعتدلوا

يسيرُ في هيبة الإيمانِ تحرسه

عناية اللهِ لا جندُ ولا خولُ

ما كان يأكلُ إلا الخبز مأتدما

بالخلِ وهو بجلد الضانِ ينتعل

وليس في كفه سيفُ يذلُ به

من لا يطيعُ ولا في ثوبهِ بللُ

لكنها طاعةُ الرحمنِ عز بها

عزا له في حياةِ المصطفى مثلُ

كأن ما هو والهاماتُ خاضعةُ

شدا إليه جبالُ التهمِ ترتحلوا

ماذا أصابك يا شعري أراك على

كرسي صمتك بالأحلام تنشغلُ

انظر بقلبك ضوء الفجرِ منبثقُ

والأفقُ من دنس الظلماء يغتسلُ

هذا أبنُ حنبلَ نفسُ المجد راضيةُ

به وقصّاده من علمه نهلُ

ناديته ورمالُ الدهرِ واقفة

من تحتها جثثُ الأيام تنتشلُ

يا قامعَ البدعة النكراء في زمنٍ

غدت به فرص التضليل تهتبلُ

يا زاهدا وعيونُ المالِ شاخصةُ

ترنوا إليه فما تدنو وما تصلُ

يا شامخا ورؤوس القوم تخفضها

أطماعها واتباعُ الغي والزللُ

باتُ واللسنةُ الركبانُ تلعنهم

وبتَ تدعو لك الساداتُ والهملُ

إني أراك ووجه الظلمِ ممتقعُ

أمام حزمك والغاوون قد فشلوا

أراك تهفو إلى عدلٍ يصانُ به

حقُ وتسعى إلى تطبيقه الدولُ

من أين تطلبُ عدلا في مخاصمةٍ

ومن يحكّمُ في دعواك معتزلُ

ومن يحكمُ في دعواكَ مبتدعُ

في دينه من دعاوى فكره خللُ

ومن يحكّمُ في دعواك منهجهُ

في الحكم متصفُ بالظلم مرتجلُ

قومُ تسيرهم أحقادهم وبهم

تشقى قلوبُ وتأتي منهم العللُ

لقد قرأنا السجلاتَ التي كتبوا

في ما مضى والأفاعيل التي فعلوا

فما رأينا صلاحا في أئمتهم

ولا رأيناه في النسلِ الذي نسلوا

جاءوا إلينا بعقلانية سقطت

عمادها سفسطات القول والجدلُ

فظن أصحابُها أن الضلال هدى

وأن نملتَهم في دربها جمالُ

إني لأعجبُ من إصرارِ معتمصمٍ

وكنت أحسبه للحقِ يمتثلُ

ماذا أصاب أبا إسحاقَ كنتُ به

مستبشرا فلماذا استسلمَ الرجلُ؟

أغره من دعاة الشرِ منطقهم

فأين إيمانه بالله والمثلُ؟

إني لأسأله والنفسُ عاتبةُ

والقلبُ ينبتُ فيه الشوكُ والأسلُ

إذا أخذنا بدعوى كلُ مبتدعٍ

فأين يذهبُ ما جاءت به الرسلُ

ماذا جرى يا أبا إسحاق كيف سرى

في عقلك الحُر هذا الوهمُ والدجلُ

ءإن شدا قبل المأمونُ فلسفةً

بها اعدَ لأهلِ البدعةِ النزلُ

وباسمها انتشرتَ في الفكر زندقةُ

ونوقشت باسمها الأقدارُ والأزلُ

غدوت تهذي بما قالوا وما نشروا

ولستَ تعقلُ في التضليلِ ما عقلوا

أللست معتصما بالله تعبده

وتستعينُ به إن ضاقت الحيلً

ألم تجب أمسِ صوتَ المستجيرةِ

من تسلطِ الرومِ حتى غردَ الأمل

كتائبُ نحو عموريةَ انطلقت

سريعةً ومزاجُ الروم معتدلُ

فما تنفسَ صبحُ في مرابعهم

حتى تحرك فيها السهلُ والجبلُ

ولا أتم جبينُ الشمسِ طلعته

إلا وجيشك بالتحرير يحتفلُ

أجبتها يا أبا إسحاق متخذا

من الحميةِ ما يحلو به الأجلُ

فكيف تسمعُ أصوات التقاة ولم

تجب، وما اقترفوا ذنبا وما جهلوا

أمثلُ أحمدَ تدميه السياطُ على

مرأىً من الناسِ هذا حادثُ جللُ

أمثلُ أحمدَ يلقى بين طائفةٍ

على بصائرها من غيّها ظللُ

قاضي قضاتك مزهوا بسلطته

لما راءاك على الأوباشٍ تتكلُ

غدا يزينُ في عينيك مذهبه

يا ليت شعري أيزكو عندك الخطلُ

يا ضيعة الحقِ من قومٍ تسيرهم

بطانةُ السوء ما قالت به فعلوا

إذا ارتمى حاكمُ في حضنِ رغبته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير