[ما هو معنى كلمة (شطح) التي ينقم بها أهل العلم على الصوفية؟]
ـ[علي الصويلح]ــــــــ[15 - 10 - 05, 04:37 ص]ـ
مع رجاء تشكيلها لغوياً.
فهل هي بتسكين الطاء، أم بفتحها؟.
وجزاكم الله خيرا
ـ[زياد عوض]ــــــــ[15 - 10 - 05, 07:22 ص]ـ
تاج العروس: 1/ 1647
شطح
" شِطِّحْ بالكسر وتشديد الطّاءِ: زَجْرٌ للعَريضِ من أَولادِ المَعزِ ". لم يتعرّض لها ولمَا قَبْلَها أَكثرُ أَئمّة اللُّغَة وإِنما ذَكَر بعضُ أَهلِ الصَّرْف هذا اللّفْظَ الّذِي ذَكَره المصنّفُ في أَسماءِ الأَصواتِ. قال شيخنا: اشتهر بين المُتصوِّفة الشَّطَحاتُ. وهي في اصطلاحهم عبارةٌ عن كلمات تَصْدُر منهم في حالة الغَيْبوبةِ وغَلَبَةِ شُهودِ الحَقِّ تعالى عليهم بحيث لا يَشْعُرون حينئذٍ بغيرِ الحَقِّ كقول بعضهم: أَنا الحَقُّ وليس في الجُبَّة إِلاّ الله ونحو ذلك وذكر الإِمام أَبو الحَسن اليُوسيّ شيخُ شيوخِنا في حاشِيتِه الكُبْرَى - وقد ذكرَ الشَّيْخ السّنوسِيّ في أَثنائه الشَّطحَات -: لم أَقِفْ على لفِظِ الشَّطَحَات فيما رأَيْتُ من كُتُبِ اللُّغَة كأَنّها عامِّيَة وتُستعمل في اصطلاح التَّصوُّف
ـ[زياد عوض]ــــــــ[15 - 10 - 05, 07:28 ص]ـ
وهي في اصطلاحهم عبارةٌ عن كلمات تَصْدُر منهم في حالة الغَيْبوبةِ وغَلَبَةِ شُهودِ الحَقِّ تعالى عليهم بحيث لا يَشْعُرون حينئذٍ بغيرِ الحَقِّ كقول بعضهم: أَنا الحَقُّ وليس في الجُبَّة إِلاّ الله ونحو ذلك
قلت: والأصل أن يقول هي كلمات تصدر منهم حال استحواذ الشيطان عليهم بحيث لا يدرون ما يخرج من رؤوسهم من الكفر والضلال والإلحاد 0
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[15 - 10 - 05, 12:53 م]ـ
قال الشيخ ابن تيمية في الفتاوى المجلد العاشر
فَصْل
[الفناء] الذي يوجد في كلام الصوفية يفسر بثلاثة أمور:
أحدها: فناء القلب عن إرادة ما سوى الرب، والتوكل عليه وعبادته، وما يتبع ذلك، فهذا حق صحيح وهو محض التوحيد والإخلاص، وهو في الحقيقة عبادة القلب، وتوكله، واستعانته، وتألهه وإنابته، وتوجهه إلى اللّه وحده لا شريك له، وما يتبع ذلك من المعارف والأحوال. وليس لأحد خروج عن هذا.
وهذا هو القلب السليم الذي قال اللّه فيه: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 89] وهو سلامة القلب عن الاعتقادات الفاسدة، والإرادات الفاسدة، وما يتبع ذلك.
/وهذا [الفناء] لا ينافيه البقاء، بل يجتمع هو والبقاء فيكون العبد فانيًا عن إرادة ما سواه، وإن كان شاعرًا باللّه وبالسوى، وترجمته قول: لا إله إلا اللّه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:) لا إله إلا اللّه، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن) وهذا في الجملة هو أول الدين وآخره.
الأمر الثاني: فناء القلب عن شهود ما سوى الرب، فذاك فناء عن الإرادة، وهذا فناء عن الشهادة، ذاك فناء عن عبادة الغير والتوكل عليه، وهذا فناء عن العلم بالغير والنظر إليه، فهذا الفناء فيه نقص، فإن شهود الحقائق على ما هي عليه، وهو شهود الرب مدبرًا العبادة، آمرًا بشرائعه، أكمل من شهود وجوده، أو صفة من صفاته، أو اسم من أسمائه، والفناء بذلك عن شهود ما سوى ذلك.
ولهذا كان الصحابة أكمل شهودًا من أن ينقصهم شهود للحق مجملًا عن شهوده مفصلًا، ولكن عرض كثير من هذا لكثير من المتأخرين من هذه الأمة. كما عرض لهم عند تجلي بعض الحقائق؛ الموت والغشي والصياح والاضطراب، وذلك لضعف القلب عن شهود الحقائق على ما هي عليه، وعن شهود التفرقة في الجمع، والكثرة في الوحدة، حتى اختلفوا في إمكان ذلك، وكثير منهم يرى أنه لا يمكن سوى ذلك لما رأى أنه إذا ذكر الخلق أو الأمر اشتغل عن الخالق الآمر. وإذا عورض بالنبي / صلى الله عليه وسلم وخلفائه ادعى الاختصاص، أو أعرض عن الجواب أو تحير في الأمر.
¥