تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب


اصول ذي القرنين وسيرته حتى بداية رحلته الكبرى

في هذا الفصل من الكتاب يتعرض المؤلف الى التاريخ القديم لمصر وانها تعرضت لغزو من قبائل الهكسوس وهم على ارجح الاقوال قبائل اسيوية قدموا لمصر وتكاثروا وتغلغلوا في الدولة حتى تمكنوا من السيطرة على زمام الامور نتيجة لضعف الاسر الحاكمة في ذلك الوقت وبدأ حكمهم لمصر بعد سقوط الاسرة الثالثة عشر حوالي عام 1725 ق. م واستمر حكمهم لاكثر من 150 سنة وروايات اخرى ترجح اكثر من ذلك .. وبعث يوسف عليه السلام في عهدهم.

انتهت حقبة الهكسوس حوالي 1500 ق. م حيث ولد بعدها موسى عليه السلام حوالي 1436ق. م وتوفي عام 1316ق. م وحكمت مصر في عهده من قبل الاسرة الثامنة عشرة والتاسعة عشرة .. واحد ملوكها هو (امنحوتب الثالث) الذي هو فرعون موسى .. وليس رمسيس كما يعتقد الكثيرون .. وضمن هذه الحقبة وقع في مصر حدث عظيم يتمثل في ثورة احد ملوك الاسرة الثامنة عشرة على عبادة الاوثان والبدء في الدعوة الى الله الواحد وكان ذلك الملك هو (امنحوتب الرابع) ابن (امنحوتب الثالث) السابق ذكره .. وغير ذلك الملك اسمه الى (اخناتون) الذي يعني (خادم او عبد رب الشمس).

تشير المصادر التاريخية ان موسى عليه السلام واخناتون عاشا في نفس القصر وكان موسى يكبر اخناتون في العمر وتكونت بينهما صداقة عميقة وتاثر اخناتون كثيرا بموسى ولعل ذلك توطيدا لدوره في المستقبل .. ونقمته على عبادة الاوثان .. ولكن السؤال هنا .. هل كان الرجل المؤمن من ال فرعون الذي ذكر في القران هو اخناتون؟؟؟ دعونا نتتبع ونتمعن في بعض الاحداث ..

1 - عندما قتل موسى رجلا اثر مناصرته لاحد الضعفاء جاءه رجل من اقصى المدينة كما ذكر في القران الكريم وقال له ان الملأ ياتمرون بك ليقتلوك فاخرج اني لك من الناصحين .. ولا يقول مثل ذلك القول الا شخص يعلم ما يدور داخل البيت الحاكم من امور ودسائس.
2 - عندما دعا موسى فرعون لعبادة الله وحده .. صور لنا القران ذلك المشهد بمثابة مناظرة بين موسى من ناحية وفرعون وملئه من ناحية والرجل المؤمن من ناحية .. دعوني اسرد لكم الايات من سورة غافر ..

(وقال موسى اني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب .. وقال رجل مؤمن من ال فرعون يكتم ايمانه اتقتلون رجلا ان يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وان يك كاذبا فعليه كذبه وان يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ان الله لا يهدي من هو مسرف كذاب .. يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الارض فمن ينصرنا من بأس الله ان جاءنا قال فرعون ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد .. وقال الذي امن يا قوم اني اخاف عليكم مثل يوم الاحزاب .... ) ويستمر سرد الايات حيث تاخذ فرعون العزة بالاثم ويامر هامان ان يبني له صرحا لعله يبلغ الاسباب اسباب السموات فيطلع على اله موسى .. وهنا يتدخل الرجل المؤمن مرة اخرى وبقوة حيث يعنف اباه فرعون وقومه حيث يقول (ويا قوم مالي ادعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار .. تدعونني لاكفر بالله واشرك ماليس لي به علم وانا ادعوكم الى العزيز الغفار .. لا جرم انما تدعو - ي اليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الاخرة وأن مردنا الى الله وان المسرفين هم اصحاب النار .. فستذكرون ما اقول لكم وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد .. فوقاه الله سيأت ما مكروا وحاق بال فرعون سوء العذاب)
ولو اننا تفكرنا فيما قاله الرجل المؤمن لوجدنا انه كان قولا قويا وصريحا ومباشرا وجريئا لعقم تفكير فرعون وهامان وقارون، وصحة ورشد موسى من ناحية اخرى .. ولكن الملفت للنظر في ذلك المشهد هو ان الرجل المؤمن كان هو المستحوذ الاكبر على الحديث وتوجيه النصح والارشاد واللوم والتعنيف، وكان اقرب ما يكون الى دعوات الرسل ومنهجهم .. ومن الملفت للانتباه ايضا وبصورة اكبر هو ان فرعون وبطانته لم يتخذوا موقفا اعتراضيا او مقاوما بصورة صريحة من دعوة واراء الرجل المؤمن بالرغم مما حملته من نصح بليغ ووعيد شديد والغريب ايضا ان ردود فرعون وبطانته للرجل المؤمن لم تكن تحمل أي نوع من الغضب او التهديد او الزجر ... فماذا يعني ذلك؟؟؟؟
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير