تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رجل يشتكي من وجع في " أصبعه " فهو – على قول صاحبنا – معذور عن الصيام، فهل هو معذور عن صلاة الجماعة؟ وهل هذا يقعده عن الجهاد؟؟!!

إنني أجزم أن هذا الفهم لا يكاد يوجد عند أحدٍ من أئمة الإسلام.

فما علاقة وجع " الأصبع " بالتخلف عن صلاة الجماعة وبالتخلف عن الجهاد؟

وفي ظني أن لو كان هذا ما يريده الشرع في حكمه: لما رأينا مجاهداً ولا مصلياً في مسجد ولا صائماً، إذ لا يخلو واحد من المسلمين من مثل هذا، وقد يدخلون فيه: المرض النفسي! والتألم على أحوال المسلمين فيزداد عدد المتخلفين!! ويدخل فيه من قصَّ أظفاره " زيادة على اللزوم " فسبب له ذلك وجعاً فلا تراه في مسجد يصلي، ولا في رمضان يصوم، ولا في معركة يجاهد، إلى أن يكبر " أظفره " قليلاً فيزول وجعه!!

لذا:

ينبغي أن يقال: إن المرض في كل شعيرة وفي كل عبادة إنما يكون بحسب تلك العبادة، وهو " مطلق " بهذا المعنى، لا أنه " مطلق " بالنسبة للمرض نفسه!!

فمثلاً: هناك أمراض تُقعد عن الجهاد مثل قطع إحدى الرجلين أو الحمى أو مرض القلب، لكن كل ذلك لا يمنعه من أداء صلاة الجماعة.

وهناك أمراض قد تزيد أو يتأخر برؤه لو صام وهي عنده مثل الربو أو السكري أو أمراض الكبد، لكن كل تلك الأمراض لا تمنعه من أداء صلاة الجماعة في المسجد.

وهناك أمراض تمنع من أداء صلاة الجماعة في المسجد مثل قطع الرجلين أو الشلل، لكن ذلك لا يؤثر على صيامه البتة.

وهناك أمراض تقعد العبد عن الحج كعدم مقدرته على السفر – مثل أمراض الدوار و" الدوخة " – وهي غير مؤثرة على صلاته في جماعة المسجد.

وبعد:

فإن الظاهر من أحكام الشريعة أنها أطلقت عذر " المرض " لكن لما تنوعت الأحكام التي يكون فيها عذراً: علم أنه يكون كل عبادة بحسبها، وأن كل ما يعوق أو يؤثر على أداء العبادة فيكون حينها عذراً.

وهذا يختلف من شخص لآخر فقد تكون بعض الأمراض عذراً لأصحابها من وجوب الجماعة لبعد منزله – مثلاً – ولا يكون عذراً لآخر يكون بيته قريباً من المسجد، وهكذا.

ومما يؤكد هذا أن الأعذار المبيحة لترك الجهاد هي: العرج والعمى – بالإضافة للمرض – فهل هي أعذار كذلك لصلاة الجماعة وأعذار للحج؟ فيفهم من هذا أن المرض الذي في عذر الجهاد هو المساوي لعذر العرج والعمى وهو ما لا يستطيع الرجل معه الجهاد.

فإذا فهمنا معنى " المرض " في آية الجهاد علمنا أنه ليس عذراً " مطلقاً " فيكون الباقي كذلك.

= وأما السفر، فإنه جعل علة بذاته للإفطار وقصر الصلاة بغض النظر عن كونه شاقّاً أو لا، وذلك لأن الشريعة علقت الحكم على وجوده وهو " سفر " عند كل الناس، أضف إلى ذلك اشتراك الجميع بكونه يُبعد عن الأهل والوطن، وهو " العذاب " المشار إليه بقوله صلى الله عليه وسلم " السفر قطعة من العذاب ".

ولاشتراك الناس في علة " السفر " هذا جعل مطلقاً من غير تقييد إن كان فيه مشقة أو لا.

هذا ما خطر في البال أثناء مناقشة بعض الإخوة، فأرجو ممن أحب أن يشارك في تثبيت هذه الفائدة أو مناقشتها أن يتفضل.

والله أعلم

http://saaid.net/Doat/ehsan/42.htm

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - 09 - 06, 09:23 ص]ـ

رحم الله أئمتنا، والمسألة من مسائل السّعة!

وجزا الله شيخنا الحبيب إحسان العتيبي وفقه الله خير الجزاء.

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 09 - 06, 06:53 م]ـ

جزاك الله خيرا وأحبك الله

ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[02 - 10 - 06, 08:29 ص]ـ

جزاكما الله خيرا ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير