قال ابن قدامة: وليس لهذه الدّعوات - يعني ما عدا وليمة العرس والعقيقة - فضيلة تختصّ بها، ولكن هي بمنزلة الدّعوة لغير سبب حادث، فإذا قصد بها فاعلها شكر نعمة اللّه عليه، وإطعام إخوانه، وبذل طعامه، فله أجر ذلك إن شاء اللّه " انتهى.
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
إذا نجح أحد الأبناء في الدراسة، فهل يجوز لي أن أذبح ذبيحة احتفاءً بنجاح الابن، وشكراً لله عز وجل؟
فأجاب:
"لا بأس إذا نجح الأبناء أو أحدهم أن يصنع الإنسان وليمة يدعو إليها أحبابه وأصحاب ابنه، فرحاً بنعمة الله تبارك وتعالى، وتشجيعاً للابن وتنشيطاً له " انتهى.
" لقاءات الباب المفتوح " (لقاء رقم 161، السؤال رقم 1).
ثانياً:
الواجب الحذر من بعض العقائد التي يؤمن بها كثير من الناس، فيقولون: إنه لا بد لحفظ البيت الجديد أو السيارة الجديدة من التقرب بالذبح وتلطيخه بدم المذبوح، وأن الأرواح الشريرة لا تنكفئ عنك إلا بذلك، وإلا فسرعان ما تزول النعمة، وهذا اعتقاد جاهلي، لا يصدر عمن يؤمن بالله ربا يملك النفع والضر، وبيده الخلق والأمر، ويعلم أنه لا يجوز التقرب بالنسك والعبادة إلا لوجه الله سبحانه وتعالى.
سئل علماء اللجنة الدائمة:
عما اعتاده كثير من الناس أن الذبح على عتبة المنزل الجديد وقبل دخوله من أهم الأسباب لدفع العين، ولجعل البيت مباركاً، ولتجنب المآسي والحوادث غير المستحبة.
فأجابوا:
"إذا كانت هذه العادة – أي: الذبح عند عتبة البيت الجديد - من أجل إرضاء الجن وتجنب المآسي والأحداث الكريهة: فهي عادة محرمة، بل شرك، وهذا هو الظاهر من تقديم الذبح على النزول بالبيت، وجعله على العتبة على الخصوص.
وإن كان القصد من الذبح إكرام الجيران الجدد، والتعرف عليهم، وشكر الله على ما أنعم به من السكن الجديد، وإكرام الأقارب والأصدقاء بهذه المناسبة، وتعريفهم بهذا المسكن: فهذا خير يُحمد عليه فاعله، لكن ذلك إنما يكون عادة بعد نزول أهل البيت فيه لا قبل، ولا يكون ذبح الذبيحة أو الذبائح عند عتبة الباب أو مدخل البيت على الخصوص " انتهى.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (1/ 214).
وانظر جواب السؤال رقم (26952) ففيه فتويان للشيخين عبد العزيز بن باز والعثيمين في الموضوع ذاته.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/89705/