((غفر له ما تقدم من ذنبه)): وظاهر الحديث صغائر الذنوب وكبائرها، حاشا حقوق الناس، هذه لا تغفر إلا بمسامحة صاحب الحق، وهذا يدل على عظم فضلها، فيجتهد الإنسان في قيامها.
قال بعض السلف: ((من صلى العشاء في جماعة ليلة القدر، وصلى الفجر في جماعة أدرك حظه من ليلة القدر)). وهو قول سعيد بن المسيب – رحمه الله -؛ ولكن هذا ضعيف؛ لأنهم استدلوا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من صام العشاء في جماعة كان كمن قام نصف الليل، ومن صلى الفجر كان كمن قام الليل)) وفي بعضها: ((كتب له قيام ليلة)).
والحقيقة الحديث يقول: ((كان كمن)) ما قال: كتب له قيام ليلته، لو قال ليلته بالتخصيص لقوي قولهم إنه ينال فضيلته؛ فحينئذ يصبح الأمر - يعني الله أعلم - كيف يكون! إذا كان يصلي العشاء ثم ينصرف كأنه قام ليلة القدر، لكن الواقع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كتب له قيام ليلة)) وهذا هو الذي نقول ينبغي الدقة في فهم الأحاديث والنصوص إذا وردت؛ لأنه ربما يأتي بعضها يوهم في ظاهره، فكانوا يقولون: من صلى العشاء في جماعة والفجر في جماعة أدرك حظه من ليلة القدر، والواقع أنه لا يدرك الحظ إلا إذا قامها؛ لنص النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك.
وفي فرق بين الفضيلة المطلقة والفضيلة المقيدة، فلو كان قيّد بنفس الليلة لكان الشأن آخر، المهم أنه إذا صلى العشاء يجتهد في قيام ليلة القدر.
اختلف العلماء - رحمهم الله -:
قال بعض العلماء: إنه يقوم الليلة كاملة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دخلت عليه العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله، وفي بعضها: ((طوى فراشه)) صلوات الله وسلامه عليه كناية عن اعتزال النساء، فقالوا لابد أن يصلي من العشاء إلى الفجر، يصلي ويذكر يكون في ذكر الله - تعالى - ولا يصدق عليه أنه قائم إلا إذا لم ينم، أما إذا نام فقد ضيّع، بقدر ما ينام من فضل القيام.
وقال بعض العلماء: لا بأس أن ينام بعض الليل، مادام أنه قد قام أغلبه؛ لأن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ((ما قام ليلة حتى أصبح)). صلوات الله وسلامه عليه، وهذا يقولون: يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان يحي الليلة كاملة، ومن هنا رخصوا من كونه إذا تعب أو كذا أن يستجم بالنوم.
وقال بعض العلماء: أنه لو نام اليسير، ثم قام فالأجر أعظم؛ لأنه في هذه الحالة يترك النوم ويرغب في العبادة؛ وهذا أصدق كما قال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}.
فيقولون: إنه إذا ذاق لذة النوم ثم صلى فهذا أبلغ اجتهادا من شخص يستمر في صلاته فإنه لا يصل إلى آخر الليل وهو منهك متعب.
والحقيقة ظاهر النصوص أنه أحيا ليله، وهذا يقتضي أنه أحيا الليل كاملا، والمطلقات تقيد، وعائشة - رضي الله عنها - معروف أنها تحكي الذي كان في بيتها، فاعتكافه - عليه الصلاة والسلام - كان في قبته، وكان خاليا في عبادته لربه، كما في الحديث الصحيح أنه كان تضرب له القبة، فلذلك ظاهر النص في الإحياء أنه يبقى على ظاهره، ويجتهد الإنسان، لكن لو أنه لا يستطيع أن يحي الليل، ويجد التعب، فينام أول الليل، ثم يقوم آخره؛ طلبا لهذه الفضيلة، ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا الإخلاص، وأن يجعلنا وإياكم ممن صام الشهر، واستكمل الأجر، وأدرك ليلة القدر. إنه ولي ذلك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/143.htm
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 10 - 06, 03:41 ص]ـ
للفائدة.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[12 - 10 - 06, 05:31 ص]ـ
أحسن الله إليك يا خالد وبارك للعلامة الجهبذ: محمد المختار في علمه وعمره وعمله وحياته ومماته وكفاه شرور ومحاذير الدارين وشرور وإفك الحاسدين المتربصين إن ربي قريب مجيب الدعاء
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 09 - 07, 02:43 ص]ـ
أقوال العلماء في وقت ليلة القدر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23969
للمناسبة: تخريج حديث عائشة في دعاء ليلة القدر: "اللهم إنك عفو تحب العفو ... "
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84297&highlight=%E1%ED%E1%C9+%C7%E1%DE%CF%D1
سؤال هام بخصوص ليلة القدر
¥