تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من روائع الإمام الألباني-رحمه الله -: رده على عبد الله بن حميد الإباظي]

ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 11 - 05, 11:31 م]ـ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد ذكر الشيخ الألباني –رحمه الله - حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- سئل فقيل: يا رسول الله! أرأيت الرجل يحدث فيتوضأ ويمسح على خفيه؛ أيصلي؟ قال –صلى الله عليه وسلم-:

ثم خرجه ثم قال –رحمه الله -:

[واعلم أن الأحاديث في المسح على الخفين متواترة، كما صرح بذلك غير ما واحد من أئمة الحديث والسنة،

والآثار بعمل الصحابة والسلف بها كثيرة جدا مشهورة، وما روي عن بعضهم من الإنكار، فذلك قبل أن تصل بذلك إليهم الأخبار، كما هو شأن كثير من المسائل الفقهية، ولذلك عادوا إلى القول والعمل بها لما وصلتهم، وذلك مطابق لقراءة الجر في قوله تعالى في آية الوضوء: {وأرجلِكم إلى الكعبين}.

فبقاء بعض الفرق الإسلامية على إنكار هذه السنة كالرافضة والخوارج ومنهم الإباضية مما يؤكد أنهم من أهل الأهواء المتوعَّدين بقوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}.

وإن تعجب فالعجب من الشيخ عبد الله بن حميد السالمي الإباضي أن يصر إصرار هؤلاء على المشاققة للرسول –صلى الله عليه وسلم- واتباع غير سبيل المؤمنين، ويتمسك في ذلك بالآثار الواهية رواية ودراية التي ذكرها إمامهم المزعوم الربيع بن حبيب في \"المسند\" المنسوب إليه! ، ومدارها على شيخه أبي عبيدة المجهول عنده، وغير معروف عندهم في الرواية بالضبط والحفظ والإتقان! ثم يعرض في شرحه إياه عن تلك الأحاديث الصحيحة المتواترة، والآثار الكثيرة الثابتة المشهورة،

ويضعفها تعصباً لإباضيتة بشطبة قلم، فيقول: \"وقد عرفت أن السنة لم تثبت في ذلك\"!!

وهو غير صادق فيما قال لوجهين:

الأول: أنه جحد التواتر فصدق في مثله قوله تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم}.

والآخر: قوله: \"وقد عرفت .. \"، إذ لا يمكن معرفة صحة الدعوى إلا بتقديم الحجة والبرهان كما هو مستقر بداهة في الأذهان، وهو لم يفعل شيئاً من ذلك مطلقاً إلا مجرد الدعوى،

وهذا شأن عالمهم الذي يزعم بعض الكُتَّاب أنه معتدل غير متعصب، وأيم الحق إن من بلغ به التعصب من أهل الأهواء إلى رد أخبار التواتر التي عني بها أهل الحديث عناية لا قِبل لأهل الأهواء بمثلها، لحري به أن يعجز عن إقامة البرهان على صحة مذهبهم الذي شذوا فيه عن أهل السنة والحديث.

فهذا الحق ليس به خفاءٌ ######## فدعني من بُنيَّات الطريقِ

وقبل أن أمسك القلم أقول:

لقد اعتاد الرجل السالمي أن يسوق كلامه على عواهنه مؤيداً به مذهبه وهواه،

من ذلك أنه قرن مع الشيعة والخوارج بعض علماء السنة من الظاهرية، فقال: عطفاً على المذكورين: \"وأبو بكر بن داود الظاهري\".

فأقول: أبو بكر هذا هو محمد بن داود بن علي الظاهري، ترجمه الحافظ الذهبي في \"السير\":

\"حدث عن أبيه، وعباس الدوري .. وله بصر تام بالحديث وبأقوال الصحابة، وكان يجتهد ولا يقلد أحداً\".

فأقول: فيستبعد جداً من مثله أن يخالف الحديث والصحابة، وأن يوافق الخوارج في إنكار سنة المسح على الخفين، لا سيما وهو قد تفقه على أبيه داود، وهذا مع أئمة الفقه والحديث في القول بالمسح على الخفين كما ذكر ذلك الإمام ابن حزم في \"المحلّى\"، فمن أين جاء السالمي بما عزاه لأبي بكر الظاهري؟!

وما أحسن ما قيل:

والدعاوى ما لم يقيموا عليها #######بينات أبناؤها أدعياء!].

انتهى كلام الشيخ الألباني –رحمه الله - من سلسلة الأحاديث الصحيحة [6/ 1057 - 1061رقم2940].

رحم الله الشيخ الألباني ورضي عنه.

فائدة:

قال ابن عبد البر –رحمه الله-: [وفيه- يعني حديث المغيرة في المسح على الخفين- الحكم الجليل الذي فرق بين أهل السنة وأهل البدع وهو المسح على الخفين

لا ينكره إلا مخذول أو مبتدع خارج عن جماعة المسلمين أهل الفقه والأثر

لا خلاف بينهم في ذلك بالحجاز والعراق والشام وسائر البلدان إلا قوما ابتدعوا فأنكروا المسح على الخفين وقالوا إنه خلاف القرآن وعسى القرآن نسخه ومعاذ الله أن يخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب الله بل بين مراد الله منه

كما أمره الله عز وجل في قوله: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}

وقال: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} الآية

والقائلون بالمسح جمهور الصحابة والتابعين وفقهاء المسلمين قديما وحديثا وكيف يتوهم أن هؤلاء جاز عليهم جهل معنى القرآن أعاذنا الله من الخذلان.]

- إلى أن قال: -

[وعمل بالمسح على الخفين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر أهل بدر والحديبية وغيرهم من المهاجرين والأنصار وسائر الصحابة والتابعين أجمعين وفقهاء المسلمين في جميع الأمصار وجماعة أهل الفقه والأثر كلهم يجيز المسح على الخفين في الحضر والسفر للرجال والنساء]

التمهيد [11/ 134 - 137]

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه: أبو عمر العتيبي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير