{وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يُحب المفسدين} [المائدة / 64].
وقال - سبحانه -: {إن الذين يكفرون بالله ورسله، ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقاً} [النساء / 150 - 151].
نواقض الإيمان بالله لدى النصارى:
إن النصارى هم: المثلثة، عباد الصليب، الذين سبوا الله مسبة ما سبه إياها أحد من البشر. وقد فضحهم الله في القرآن العظيم.
قال الله - تعالى -: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون. اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح عيسى ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} [التوبة / 30، 31].
وقال تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم. . .} [المائدة / 73].
وقال سبحانه: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة. . .} [المائدة / 73].
وقال جل وعز: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً} [النساء / 171].
الإيمان بالكتب المنزلة:
من أركان الإيمان، وأصول الاعتقاد: الإيمان بجميع كتب الله المنزلة على أنبيائه ورسله. وأن كتاب الله: " القرآن الكريم " هو آخر كتب الله نزولاً، وآخرها عهداً برب العالمين، نزل به جبريل الأمين، من عند رب العالمين، على نبيه ورسوله الأمين محمد. وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل: الزبور، والتوراة، والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليه، فلم يبق كتاب منزل يتعبد الله به، ويتبع سوى " القرآن العظيم ". ومن يكفر به فقد قال الله تعالى في حقه: {ومن يكفر من الأحزاب فالنار موعده} [هود / 17].
ومن الحقائق العقدية، المتعين بيانها هنا: أن من الكتب المنسوخة بشريعة الإسلام: " التوراة والإنجيل " وقد لحقهما، التحريف، والتبديل، بالزيادة والنقصان والنسيان، كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله - تعالى - منها عن: "التوراة " قول الله - تعالى -:
{فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين} [المائدة / 13].
وقال - سبحانه - عن " الإنجيل ": {ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظاً مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون} [المائدة / 14].
وأن ما في أيدي اليهود، والنصارى اليوم من التوراة والأناجيل المتعددة، والأسفار، والإصحاحات، التي بلغت العشرات، ليست هي عين التوراة المنزلة على موسى عليه السلام، وعين الإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام؛ لانقطاع أسانيدها، واحتوائها على كثير من التحريف، والتبديل، والأغاليط، والاختلاف فيها، واختلاف أهلها عليها، واضطرابهم فيها، وأن ما كان منها صحيحاً فهو منسوخ بالإسلام، وما عداه فهو محرف مبدل، فهي دائرة بين النسخ والتحريف.
ولهذا فليست بكليتها وحياً، ولا إلهاماً، وإنما هي كتب مؤلفة من متأخريهم بمثابة التواريخ، والمواعظ لهم، وحاشا لله، أن يكون ما بأيدي اليهود من التوراة هو عين التوراة المنزلة على نبي الله موسى - عليه السلام - وأن يكون ما بأيدي النصارى من الأناجيل هو عين الإنجيل المنزل على نبي الله عيسى - عليه السلام -.
¥