فالجواب عن السؤال الأول إن قراءة القرآن وإهداءها للميت محل خلاف بين أهل العلم، فمن العلماء من رأى أنه مشروع قال ابن أبي العز الدمشقي في شرح الطحاوية (2/ 673) ما نصه: (وأما قراءة القرآن وإهداؤها له أي للميت تطوعاً بغير أجرة فهذا يصل إليه كما يصل إليه ثواب الصوم والحج)، وجاء في الروض المربع للبهوتي الحنبلي (ص192) في آخر كتاب الجنائز ما نصه: (وأي قربة من دعاء واستغفار وصلاة، وصوم، وحج، وقراءة قرآن، وغير ذلك فعلها مسلم وجعل ثوابها لميت مسلم أو حي نفعه ذلك، قال أحمد: (الميت يصل إليه كل شيء من الخير للنصوص الواردة فيه)، وذهب كثير من أهل العلم إلى أن إهداء قراءة القرآن للميت غير مشروعٍ؛ لأنه لم يكن معروفاً في السلف ولا أرشدهم إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما أرشدهم إلى الصوم، والحج، والصدقة عن الميت دون قراءة القرآن، وفي نظري أن هذا القول أرجح وأن على المهدي لميته أن يدعوا له للحديث الصحيح:"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، والله أعلم.
وأما الجواب عن السؤال الثاني فنقول: إن استئجار قوم يقرؤون القرآن وإهداءه للميت ولو لم يتفق على الأجرة من البدع المستحدثة، قال ابن أبي العز الدمشقي في شرح الطحاوية (2/ 672) ما نصه: (وأما استئجار قوم يقرؤون القرآن ويهدونه للميت فهذا لم يفعله أحد من السلف، ولا أمر به أحد من أئمة الدين ولا رخص فيه)، انتهى والله أعلم.
**************************************
السؤال (16803) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فضيلة الشيخ: شخص يتصدق من ماله في كل شهر، ويسأل الله أن تكون هذه الصدقة في ثواب شخص آخر، على قيد الحياة من دون علمه، علماً بأن هذا الشخص ليس من أهل الصلاح، فهل يثاب الشخص الآخر على هذه الصدقة، أفيدونا جزاكم الله خيراًً.
أجاب عن السؤال الشيخ/د0 خالد المشيقح (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام فرع القصيم)
الجواب:
الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله، إهداء القربات للأحياء أو الأموات يصل أجرها للمهدي إليه إن شاء الله تعالى، ويدل لهذا حديث عائشة – رضي الله عنها- أن رجلاً قال للنبي –صلى الله عليه وسلم- أن أمي افتلتت نفسها، واُراها لو تكلمت تصدقت، أفأتصدق عنها، قال النبي – صلى الله عليه وسلم-: "نعم تصدق عنها"، والأحاديث في هذا كثيرة جداً، فيصل ثواب القربة للمهدي إليه إن شاء الله، لكن هذا من قبيل المباح، والسنة أن يدعو له، لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة وذكر منها: أو ولد صالح يدعو له" ولم يقل النبي – صلى الله عليه وسلم- يعمل له أو يتصدق عنه أو يصوم أو يصلي، فالخلاصة أن إهداء القربة يصل أجرها إن شاء الله لكنه من قبيل المباح، والسنة والمشروع هو الدعاء.
*********************************
العنوان إهداء ثواب القراءة للميت.
المجيب فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة
التصنيف العقائد والمذاهب الفكرية / مسائل متفرقة في العقائد
التاريخ 1421هـ
السؤال:
إذا أوصى أب أولاده بقراءة القرآن، وإهداء ثواب قراءته له عندما يتوفى، فهل يجب على الأبناء طاعته؟
الجواب:
إذا أوصى أب أولاده بإهداء ثواب الطاعة له فلا يجب عليهم طاعته في ذلك، بل الأصل أن ثواب العمل الصالح لفاعله، كما في آيات كثيرة من القرآن، مثل قوله – تعالى -:" بما كنتم تعملون " [الأعراف: 43]، " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره " [الزلزلة: 7] إلى غير ذلك من الآيات، لكن لو عمل أحد عملاً صالحاً وأهدى ثوابه لأحد، وخصوصاً الوالدين، فالأقرب جواز ذلك، ووصول الثواب إليه - إن شاء الله -.
وسئل الشيخ/ عبدالعزيز بن باز –رحمه الله- عن سؤال مشابه لسؤالك فنذكر لك فيما يلي نص السؤال والإجابة:
السؤال: والدتي أمية لا تقرأ ولا تكتب، فهل يجوز لي قراءة القرآن الكريم وصلاة النوافل وإهداء ثواب ذلك لها؟ وإذا كان لا يجوز، فما هي الأمور التي يمكن أن أهدي ثوابها إليها؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب: ليس هناك دليل شرعي على شرعية إهداء الصلاة والقراءة عن الغير سواء كان حياً أو ميتاً، والعبادة توقيفية لا يشرع منها إلا ما دل الشرع على شرعيته، ولكن يشرع لك الدعاء لها والصدقة عنها، والحج عنها والعمرة إذا كانت كبيرة السن لا تستطيع الحج والعمرة. [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، تأليف الشيخ/ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-، ج9 صـ321]
موقع الإسلام اليوم
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[13 - 11 - 05, 11:04 ص]ـ
الاخوة الافاضل بارك الله فيكم ونفع بكم ورحم الله موتانا وموتاكم وجميع موتى المسلمين