تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التعليق على ما انتشر في المنتديات باسم " وصية إبليس قبل اعتقاله "]

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[12 - 11 - 05, 05:05 م]ـ

السؤال:

انتشر في كثير من المنتديات ما عرف باسم " رسالة إبليس "، وهي مذيلة باسمه! وفيها خطابات للناس ولشياطين الإنس، فنرجو النظر فيها والتعليق عليها.

الجواب:

الحمد لله

قد وقفنا على تلك النشرة، ورأيناها في كثير من المنتديات، وتعرف باسم " وصية إبليس " أو " وصيتي قبل الاعتقال " أو " رسالة إبليس " وهي مذكورة على لسان الشيطان يخاطب فيها الناس قبل تصفيده في رمضان، ويحث فيها شياطين الإنس على القيام بمهماته، وسنذكر نص هذه الرسالة، وما يتيسر من التعليق عليها.

نص الرسالة:

" يقول إبليس في الرسالة: أبعث إليكم بأشواقي وتحياتي قبل سويعات من الاعتقال الذي تأكد لي خبره وطار أمره.

ثلاثون يوماً بعيداً عنكم بعد أن كنت معكم على مدار العام، ولعل عزائي أن فيكم من سيعوض غيابي ويسد فراغي من اللئام.

لا يخفاكم ما حدث في رمضان الماضي، فعلى الرغم من كل الجهود الذي بذلتها معكم،

وكل الأفكار التي صببتها في آذانكم: فقد رأينا الملايين من كل مكان يرتادون المساجد،

والملايين يرتدين الحجاب، وكنت أنا وقتها في معتقلي أكتوي بنار الغضب.

فهذا جهدُ عامٍ مع تلك الفتاة الضائعة يضيع في ليلة القدر، وهذا الذي ما تركت كبيرة إلا وأوقعته فيها تنزل من عينه دمعة تطفئ غضب الرب عليه، وتفتح باب التوبة إليه.

يا شياطين الإنس: في خضم غياب فارسكم أمامكم دور كبير، فافعلوا ما تؤمرون، أريدهم في رمضان لا يعرفون سوى السهر حتى الصباح في الخيام الرمضانية،

والنوم حتى موعد وجبة الإفطار الشهية حتى تمتلأ بطونهم وكروشهم المتدليّة،

ثم أتموا عليهم بنعمة البرامج التلفزيونية، نريد رقصا، نريد هجصا،

نريد شهوة، نريد نزوة، نريد أفكاراً إبليسية، ولا تنسوا حتى تكتمل التمثيلية: اختموا بثَّكم بالتلاوات القرآنية!

يا شياطين الإنس: أكثروا من اللقاءات مع الفنانات والراقصات، وكل جميلة فتيّة ليحدثوهم عن روحانية رمضان وما يقمن به من نضال على عتبات المسارح والمراقص الهرمية،

نريد الجميع أن يتحدث عن ذلك المسلسل اليومي، والفيلم الأسبوعي، والمسرحية النصف شهرية، نريد مباريات كروية، وأغان عربية، وقنوات فضائية، لا أريد أن أرى أحدكم يتوقف ولو لثانية، فكما تعلمون وقتنا غال وأهدافنا دنيّة.

يا شياطين الإنس: أتريدون لهم أن يدخلوا الجنة التي حُرمنا حتى من شم رائحتها النديّة؟

أتريدون أن تمرَّ عليهم لحظات توبة فيضيع كل ما بذلناه في عشرات السنين الضنيّة، أما حذرتكم أن من أدرك منهم ليلة القدر غفر له كل ماضيه والبقية، لا وألف لا، خبتم وخسرتم إذا فعلتم.

ستستبدلون بغيركم أيها الأباليس الغثائية، ألا تريدون للجحيم سكاناً؟ وللدرك الأسفل رعيّة؟ أما من أحباب لسقر والشجرة الزقومية؟ أين قلوبكم الميتة؟ وعقولكم الشيطانية؟

أما أنت يا حواء: فدورك في الأمة فعّال، فأنت أقوى مخدّر للرجال، أعلق عليك الآمال، فأنت الجواب لكل سؤال، نريد سهرة، نريد رقصة وضحكة، نريدها - باختصار - إثارة ومتعة، اطرحي التراويح جانبا، وانسَيْ ثواب القائمة، ألا يكفي يا حبيبتي أنك صائمة؟!

يا بني آدم أجمعين: اسمعوا لي فما أنا لكم إلا ناصح أمين، لا تهتموا في رمضان إلا بكل لذيذ سمين، ولتنسوا الصلاة لرب العالمين، وإياكم وقراءة آيات الذكر الحكيم؛ فإنه المنكر الأثيم في منطق سكان الجحيم، رمضان سيتكرر سنين بعد سنين فتوبوا حينها لرب غفور رحيم، أما الآن فامضوا وقتكم تسبحون بحمد بوش وبنيامين عليهم رحمة الأبالسة أجمعين.

التوقيع: إبليس اللعين ".

ولنا على هذه الرسالة ملاحظات، ومنها:

1. أنها طريقة مبتدعة في الدعوة والوعظ، فيمكن للداعية والواعظ أن يوصل رسائل للعصاة لترك معاصيهم، وللطائعين للازدياد من طاعاتهم بغير تلك الرسالة السمجة الهزلية، التي حويت أصنافا من الجهل والتكلف والهزل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير