تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[19 - 11 - 05, 08:49 م]ـ

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته ..

أنا أستفيد من هذا المنتدى العظيم - بارك الله في أهله وفي ضيفانه- منذ مدة، غير أني كان يحول بيني وبين المشاركة فيه أمور ثلاث:

أولها: أن بضاعتي مزجاة .. فأنا أحمل (بتخفيف الميم المكسورة)، ولا طاقة لي أن أحمّل (بفتح الحاء وكسر الميم الثقيلة)!!، وفقنا الله جميعا إلى العلم النافع والعمل به .. وبالعلم أسأل الله أن يوفقنا إلى العلم الحق (الخشية) ..

وثانيا: أني لم أكن سجلت نفسي تسجيلا أرتضيه، كل ما في الأمر أنها كانت تسجيلات آنية ..

وثالثا: أني لست من المداومين على الدخول إلى الشبكة، على علمي أن خيرا كثيرا يفوتني .. (ولكن سددوا وأبشروا!) ..

لكني هذه المرة - إن شاء الله - مستفتح مشاركتي في هذا المنتدى المبارك --وإن لم أكن أهلا للكتابة .. -بملاحظات عامة عن موضوع إرسال اليدين في الصلاة الذي طرقه الفاضل: الشيخ أبو عبد الرحمن السلفي، وشارك فيه،وأفاد الشيوخ:عبد الرحمن الفقيه،والبشير المغربي،وشاكر توفيق العاروري، وحمزة الكتاني (وجزاه الله خيرا عن إفادتنا بالمنظومة،وبالكتاب .. الظاهر أنه سيتعبني في قراءته جدا وسأفرغ من قراءته ورقبتي مائلة نحو اليمين أو الشمال!! - ابتسامة-)،ومحمود شعبان، والسنافي، والفهم الصحيح وأحمد عبد الله السني، والساري، وعصام البشير

؛ جزاهم الله خيرا وزادهم علما وعملا ..

أما الملاحظات فهي التاليات إن شاء الله -وأعتذر عن عزو ما أقول عزوا دقيقا، فأنا أروي من الذاكرة، وسأعود على هذه المشاركة بالتوثيق إن شاء الله تعالى - ..

1 - اما قول الشيخ محمد المحفوظ الشنقيطي في رسالته: ومن أدلته أيضاً ما نقل عن الحافظ ابن عبدالبر في كتاب العلم أنه قال: (لقد نقل مالك حديث السدل عن عبدالله بن الحسن) أهـ.

فقد ذكره الخطيب رحمه الله في تاريخ بغداد في ترجمة عبد الله بن حسن بن الحسن السبط رضي الله عنهم قال: وعنه روى مالك حديث السدل.

وكان ظني أن الحديث متعلق بسدل اليدين في الصلاة -كما ظن الشيخ-،لكن كان ينغص عليَّ أني لم أعهد أحدا من القدامى أطلق لفظ "السدل" على "إرسال اليدين في الصلاة" -على علمي- بل إن هذا الاصطلاح الحادث .. ضعيف لغة؛كما أنه لم يذكر أحد حديث السدل هذا (مالك عن عبد الله بن حسن) في كتاب (لا شيء غير أنهم قالوا: وعن عبد الله بن الحسن روى مالك حديث السدل .. -أو عبارة مشابهة- كما رأيت!!).

حتى وقفتُ (واعجبْ!) في الأغاني على الحديث، في معرض ذكر أخبار عبد الله بن الحسن بن الحسن، وفيه نص على أن مالكا رضي الله عنه روى عن عبد الله بن الحسن أنه كان يسدل شعره .. (كأن هذا هو السدل المذكور لا سدل اليدين اي إرسالهما في الصلاة)

(ثم توثقت الساعةَ من نقلي عن الأغاني من موقع الوراق، إذ عهدي بالخبر بعيد فأذكره بلفظه الصفحة2369:)

[ .. وقد روى مالك بن أنس عن عبد الله بن الحسن الحديث.

كان يسدل شعره:

حدثني أحمد بن محمد بن سعيد عن يحيى بن الحسن قال: حدثنا علي بن أحمد الباهلي

عن مصعب بن عبد الله قال: سئل مالك عن السدل قال: رأيت من يرضى بفعله؛ عبد الله

بن الحسن يفعله .. ] وهذا توجيه وجيه لما ذكره حافظا المشرق والمغرب رحمهما الله عن الحديث .. فكأنه هو!!

ولا سيما أن الأصل في السدل عند أهل اللغة هو هذا: سدل الثوب وسدل الشعر، ثم ينصرف بعد إلى سدل اليدين أوغير ذلك.

فليراجع!!

2 - قال الشيخ محمد المحفوظ الشنقيطي: (الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات .. الخ) هذا الحديث يظهر كون القبض من المشتبهات التي من تَرَكها فقد استبرأ لدينه وعرضه، لأن القبض فيه شبهة التحريم بجانب شبهة الندب والطلب، وقد أوضح ذلك العلامة محمد السنوسي في كتابه شفاء الصدر باري المسائل العشر. اهـ)؛ ومعرفتي أن العلامة السنوسي انتصر في كتابه هذا (شفاء الصدر) للقبض على الإرسال .. والكتاب أعيد طبعه من سنوات قي الجزائر .. وقد تركتُ نسختي عند بعض إخواننا منذ أربع سنوات .. والكتاب على صغره نافع، فإن بَعُدَ الكتاب عن إخواني في المنتدى، وكان طُلبَتَهم قرّبَته –أيدي امتثالي- إلى أيديهم ... فإذا هو في متناولها، إن شاء الله! ..

3 - أخيرا .. اسئناس:

لطيفة: ذكر محمد بن إبراهيم اللواتي الشهير بابن بطوطة في رحلته المعروفة (تحفة النظار) [وأعتذر مرة أخرى عن الدقة في النقل]: أن أهل مدينة دخلوها (مدينة رومية: تركية) رأوهم وهم يصلون مسبيلي أيديهم؛ وكانوا حنفية لا يعرفون عن غير مذهبهم مذهبا، إنما رأى بعضهم الشيعة بالحجاز يصلون مسبلي الأيدي .. فاتهموهم بمذهبهم، لم يصدقوهم في نفيهم؛حتى بعثوا إليهم بأرنب وأمروا الخادم أن يلازمهم حتى يرى ما يفعلون؛ فلما أكلوه، زالت عنهم التهمة وأكرموهم بالضيافة!

وذلك أن مذهب الجعفرية يحرم أكل الأرنب .. ؛ كما أن القبض عندهم مبطل للصلاة. والله أعلم

والحمد لله رب العالمين ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير