(أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله نا محمد بن المظفر نا محمد بن جعفر بن عبد الرحيم نا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليمان نا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى أنا محمد بن عمران نا يعقوب بن موسى الهاشمي عن ابن أبي رواد عن إسماعيل بن أمية عن عكرمة عن ابن عباس قال:
قال رسول الله من سره أن يحيا حياتي و يموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهما وعلما ويل للمكذبين بمفصلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي.
هذا حديث منكر وفيه غير واحد من المجهولين).
قلت: إسناده منكر مظلم لا يثبت بحال و الله أعلم.
في إسناده من لم أعرفه، بل يكفي أن مخرجه الحافظ بن عساكر لم يعرفهم.
و أخرجه من الطريق نفسها الرافعي في التدوين في أخبار قزوين (2/ 485): (الحسن بن حمزة العلوي الرازي أبو طاهر قدم قزوين وحدث روى عنه أبو مضر ربيعة بن علي العجلي فقال حدثنا أبو طاهر الحسن بن حمزة العلوي قدم علينا قزوين سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ثنا سليمان بن أحمد ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا إسحاق بن بشر الكاهلي ثنا يعقوب بن المغيرة الهاشمي عن ابن داؤد عن إسماعيل ابن أمية عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويدخل جنة عدن فليوال عليا من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي لا أنالهم الله شفاعتي).
قلت: و في الإسناد إسحاق بن بشر الكاهلي:
قال أبو زرعة كما في الجرح و التعديل لابن أبي حاتم (2/ 214):
(إسحاق بن بشر الكاهلي كان يكذب).
و قال أبو حاتم (في المرجع نفسه): (كان يكذب كان يقعد في طريق قبيصة فإذا مررنا به قال من أين جئتم قلنا من عند قبيصة قال: إن شئتم حدثتكم بما كتب عنى أحمد بن حنبل ولم يكتب عنه شيئا).
و قال بن حبان في المجروحين (1/ 135): (كان يضع الحديث على الثقات ويأتي بما لا أصل له عن الاثبات مثل ذلك وغيره روى عنه البغداديون و أهل خراسان لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب فقط).
و قال بن عدي في الكامل (1/ 342): (وإسحاق بن بشر الكاهلي قد روى غير هذه الأحاديث وهو في عداد من يضع الحديث).
و قال العقيلي في الضعفاء الكبير (1/ 98): (منكر الحديث).
بهذا يتبين بجلاء إن شاء الله أن الحديث مظلم ضعيف جدا، و علامة النكارة و الوضع ظاهرة و الله المستعان.
هذا ما عندنا الآن إجابة على أخينا داعي الخير، و عجلنا التخريج على غير عادتنا حتى ننبهه على عدم صحة هذه الأحاديث و نطمئنه أن الحق ظاهر ساطع، و أن إخوانه في هذا المنتدى لن يبخلوا عليه، و أن يعذر الكثير منهم لعدم إستطاعتهم بالإجابة لكثرة المشاغل نفع الله بهم.
السلام عليكم و رحمة الله
أبو حاتم المقري