ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[16 - 04 - 06, 04:09 م]ـ
الحمد لله
و أيضاً
قال الآجري في " كتاب الشريعة" (989صـ380):
قد ذكرت في صفة خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم , وحسن صورته التي أكرمه الله الكريم بها، وصفة أخلاقه الشريفة التي خصه الله الكريم بها ما فيه كفاية لمن تعلق من أمته بطرف منها , ونسأل الله مولانا الكريم المعونة على الاقتداء بشرائع نبيه , ولن يستطيع أحد من الناس أن يتخلق بأخلاقه إلا من اختصه الله عز وجل ممن أحبَّ من أهله وولده وصحابته , وإلا فمن دونهم يعجز عن ذلك , ولكن من كانت نيته ومراده في طلب التعلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم , رجوت له من الله الكريم أن يثيبه على قدر نيته ومراده، وإن ضعف عنها عمله , كما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه: وصف المؤمن بأخلاق كريمة شريفة , فقال فيما وصفه به:" إن سكت تفكر , وإن تكلم ذكر , وإذا نظر اعتبر , وإذا استغنى شكر , وإذا ابتلي صبر , نيته تبلغ , وقوته تضعف , ينوي كثيرا من العمل , يعمل بطاقته منه".
(من مبحث للعبد الفقير: أفضلية سيدنا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على جميع الخلائق).
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 12:08 م]ـ
ومن جميل ما يذكر هنا أن مطالعة أخبار السلف تبعث على حبهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما توتر عنه: المرء مع من أحب " ولمطالعة أحوالهم فوائد جمة منها على سبيل المثال لا الحصر:
1 - التأسي بهم (والنفس خلقت مجبولة على الميل والتأسي بما يوافق طبائعها).
2 - احتقار المرء عمله بالنظر إلى أعمالهم ومن ثَم منع العجب والغرور من غزو القلب.
3 - طلب الرحمة وحصول السكينة بذكرهم، كما قال الإمام أحمد رحمه الله: عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة ".
4 - فهم الكتاب والسنة فهم صحيح بأقوالهم وأفعالهم المبينة لفهمهما.
5 - زوال الغربة التي نعيشها بسفر القلب إليهم وهجرته معهم.
6 - حصول الأصالة التاريخة بالنظر لمجدهم وعظيم أحوالهم (هؤلاء أبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جريرُ المجامعُ).
7 - شحذ الهمم بسيرهم والتشمير عن ساعد الجد و (علَّ خفاً تقع على خفٍ).
8 - حبهم في الدنيا وعليه اللحاق بهم في الآخرة (وقد تقدم أعلاه).
9 - الشوق لهم والحنو لملاقتهم وهذا واللهِ من أعظم الفوائد ومن أهم ما يعين العبد على الزهد في الدنيا ويثمر تمني لقاء المحبوب (قالت عبدة بنت خالد بن معدان رحمهما الله كما في سير أعلام النبلاء: قلما كان خالد يأوى إلى فراشه حتى يذكر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويقول هم أصلي وفصلي وإليهم يحن قلبي طال شوقي إليهم اللهم عجلْ قبضي إليك ثم ينام وهو على بعض ذلك).
وهذا بعض ما حضرني الآن ومن جمع في ذلك بلغ الكثير والكثير غير ما ذكرتُ وهي أيضاً لا تعلو كونها إشاراتٍ تحتاج لشرح موسع وتبين أكبر.
وأما ما ذكره أخونا أبو محمد من إحباط الناس بمطالعة سير سلفنا وما فيها من كثرة اجتهادهم فهذا يرجع حقيقة لقلة خبرة محدثهم إذ بيده أن يحسن تنزيل حالهم ـ السلف ـ على واقع مستمعيه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: سددوا وقاربوا .... " وقد كنتُ أقرأ لبعض إخواني من السير ـ سير أعلام النبلاء ـ فكنت مثلاً أنبههم أن لله سنناً جارية في خلقه قدراً وشرعاً منها " التدرج في كل شيء " فلا يجزعن أحدنا بما يقرأ ويسمع والله يقول: ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " وأيضاً أعلمهم أن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فسلوه من فضله فإن خزائنه ملئة ... وأيضاً أقول: واقعنا غير واقعهم والمقصود الجد ما استطعنا ... إلى غير ذلك من فهم من أكلم.
وهنا مسألة أخرى مهمة أشار إليها أخونا أبو محمد صاحب الطرح وهي: أنك تجد في كتب التراجم والسير كثيراً ما يخالف السنة من حيث كثرة المبالغة في العبادة والوقوع فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم كقراءة القرآن مرتين في يوم واحد وصيام كل يوم و ..... إلخ، وهنا ينبغي أن يعلم أن ليس كل ما في كتب السير والتراجم صحيحاً , وأيضاً ينبغي على المتحدث أن يعتذر عنهم فهم أئمة لا يظن بأحدهم تعمد المخالفة مع بيان أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وبذلك أختم والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 01:42 م]ـ
أظن أن هذا الكلام له وجه فذكر الأمثلة النادرة قد يصيب العوام بالاحباط والشعور بالعجز عن بلوغ منزلتهم فضلاً عن أن بعض الآثار في صحتها نظر سنداً وعقلاً:
فحينما يقال فلان صلى أربعين سنة صلاة الفجر بوضوء العشاء!!
وفلان كان يصلي 300ركعة كل يوم طوال عمره
وفلان حج ثلاثين مرة
ولست أعارض ذكر هذه الأمثلة للتحفيز والتشجيع ولكن لا أرى كثرة إيرادها فضلاً أن تُستخدم وسيلة للحط من شأن الناس أو التقليل من دينهم أثناء وعظهم إذ تبقى هذه الأمثلة المذكورة حالات نادة وقليلة في زمان السلف أنفسهم كما أنها تتعلق بفضائل ومستحبات لا يثرب على من قصر فيها
¥