[سمعنا بعض طلبة العلم يقول إن التهجد بأكثر من 11 ركعة بدعة؟]
ـ[احمد صلاح]ــــــــ[19 - 11 - 05, 12:43 ص]ـ
شيخنا الكريم
السلام عليكم و رخمة الله و بركاته
سمعنا من بعض طلبة العلم أن بعض العلماء قالوا ببدعية التهجد استنادا إلى حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت في معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد على إحدى عشر ركعة في قيام الليل و أن التهجد و قيام الليل و التراويح كلها اسم لمسمى واحد
أفيدونا أفادكم الله .. ؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 11 - 05, 08:31 ص]ـ
البدعة في أصل اللغة تدور معانيها على: ابتداء الشيء من غير مثال سابق، ومنه قول الله عز وجل: " بديع السماوات والأرض ".
والمراد بالبدعة في الصطلاح الشرعي: هي ما أحدث في دين الله عز وجل وليس له أصل عام ولا خاص يدل عليه.
وذلك على سبيل المثال: مثل الأذكار البدعية كذكر الله تعالى بالاسم المفرد (الله .. الله .. الله .. ) أو بالضمير: (هو .. هو .. ) فهذه شيء جديد محدث في الدين يقصد به التعبد لله عز وجل، وليس على فعله أي دليل لا بخصوص هذا الذكر، ولا دليل عام، وهي المسماة في علم الأصول بـ (المصالح المرسلة) إذن فهي بدعة.
وأما صلاة أكثر من (8) ركعات في التراويح: فإن السنة الثابتة في الصحيح والتي واظب عليها الرسول صلى الله عليه وسلم هو أن يصلي في الليل إحدى عشرة ركعة: يصلي ثمان (يسلم بعد كل ركعتين في غالب أحواله) ويشفعها بركعتين ثم يوتر بواحدة.
وربما صلى ثلاث عشرة ركعة، هذا هو الثابت من حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهما، فإن زاد على ذلك جاز ولكنه خلاف السنة، ويدل على الجواز قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: " صلاة الليل مثنى مثنى " يعني: ركعتين ركعتين، ولم يحدد بعدد. والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=7277&dgn=4
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 11 - 05, 08:32 ص]ـ
لا نرى أن يتعامل المسلم مع المسائل الاجتهادية بين أهل العلم بمثل هذه الحساسية فيجعل منها سبباً لحصول الفرقة والفتن بين المسلمين.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عند الكلام على مسألة من يصلي مع الإمام عشر ركعات ثم يجلس وينتظر صلاة الوتر ولا يكمل صلاة التراويح مع الإمام:
ويؤسفنا كثيراً أن نجد في الأمة الإسلامية المتفتحة فئة تختلف في أمور يسوغ فيها الخلاف، فتجعل الخلاف فيها سبباً لاختلاف القلوب، فالخلاف في الأمة موجود في عهد الصحابة، ومع ذلك بقيت قلوبهم متفقة.
فالواجب على الشباب خاصة، وعلى كل الملتزمين أن يكونوا يداً واحدةً ومظهراً واحداً؛ لأن لهم أعداءً يتربصون بهم الدوائر.
" الشرح الممتع " (4/ 225).
وقد غلا في هذه المسألة طائفتان، الأولى أنكرت على من زاد على إحدى عشر ركعة وبدَّعت فعله، والثانية أنكروا على من اقتصر على إحدى عشر ركعة وقالوا: إنهم خالفوا الإجماع.
ولنسمع إلى توجيه من الشيخ الفاضل ابن عثيمين رحمه الله حيث يقول:
وهنا نقول: لا ينبغي لنا أن نغلو أو نفرط، فبعض الناس يغلو من حيث التزام السنة في العدد، فيقول: لا تجوز الزيادة على العدد الذي جاءت به السنَّة، وينكر أشدَّ النكير على من زاد على ذلك، ويقول: إنه آثم عاصٍ.
وهذا لا شك أنه خطأ، وكيف يكون آثماً عاصياً وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال: مثنى مثنى، ولم يحدد بعدد، ومن المعلوم أن الذي سأله عن صلاة الليل لا يعلم العدد؛ لأن من لا يعلم الكيفية فجهله بالعدد من باب أولى، وهو ليس ممن خدم الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نقول إنه يعلم ما يحدث داخل بيته، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن له كيفية الصلاة دون أن يحدد له بعدد: عُلم أن الأمر في هذا واسع، وأن للإنسان أن يصلِّيَ مائة ركعة ويوتر بواحدة.
¥