ثم إن جمهور المذاهب الأربعة على أنه يجوز الزيادة على 11، وهذا أسلم للمسلم.
والله المستعان.
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[27 - 11 - 05, 09:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ... اللهم يسر و وفق و أعن و تمم بكل خير آمين.
المدد
لبيان خطإ
من حدَّ ركعات الليل بعدد
الحمد لله ذي الفضل و المنة و الطول و النعمة، حمدًا يليق بجلال وجهه و عظيم سلطانه. و صلى الله و سلم و بارك على نبي الهدى و إمام التقى، محمد المجتبى، و آله و صحبه و من اتبع و اقتفى.
اعلم هداني الله و إياك إلى الحق و وفقنا لقَبوله و العمل به، أن صلاة الليل نافلة مطلقة و لا حدّ لركعاتها، و هذا برهانه:
حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه: قال:" قلت: أي الليل أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر؛ فصلِّ ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي الصبح ثم اقصر حتى تطلع الشمس فترتفع قدر رمح أو رمحين، فإنها تطلع بين قرني الشيطان وتصلي لها الكفار ثم صلِّ ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى يعدل الرمح ظله ثم اقصر فإن جهنم تسجر وتفتح أبوابها، فإذا زاغت الشمس فصلى ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي العصر ثم اقصر حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني الشيطان وتصلي لها الكفار… الحديث".
رواه ابن خزيمة في صحيحه (260) و الحاكم في المستدرك (584) و أبو داود (1277) و غيرهم، وهو عند مسلم (832) من وجه آخر و لكن هذا أشفى و أتمّ كما قال الحاكم. و قال الشوكاني في (النيل 3/ 69):’’ الحديث رجال إسناده رجال الصحيح ‘‘
و قوله صلى الله عليه وسلم: " صلِّ ما شئت " دليل واضح على أنّ عدد ركعات الصلاة موكل للمصلي، على حسب نشاطه و طاقته و ما عنده من قرآن. ليس في ذلك حد يقف عنده المصلي إلى أن يصلي الصبح.
قال الفقيه الهيتمي في " الفتاوى الكبرى " (1/ 193): " و الفرق بين النفل المطلق و بين غيره؛ أنّ الشارع لم يجعل له عددًا، و فوّضه إلى خيرة المتعبّد ".اهـ
وقال الحافظ رحمه الله في الفتح (3/ 19) و هو يعلّق على حديث صلاة ابن مسعود مع رسول الله صلى الله عليه و سلم: " في الحديث دليل إلى اختيار النبي صلى الله عليه وسلم تطويل صلاة الليل وقد كان ابن مسعود قويًا محافظًا على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وما همّ بالقعود إلا بعد طول كثير ما اعتاده، وأخرج مسلم من حديث جابر: " أفضل الصلاة طول القنوت "، فاستدل به على ذلك ويحتمل أن يراد بالقنوت في حديث جابر الخشوع، وذهب كثير من الصحابة وغيرهم إلى أن كثرة الركوع والسجود أفضل ولمسلم من حديث ثوبان:" أفضل الأعمال كثرة السجود "، والذي يظهر أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص والاحوال ". اهـ
و عن كعب بن مرة البهزي قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الليل أسمع؟ قال: " جوف الليل الآخر إن الصلاة مكتوبة حتى تصلي الفجر ثم لا صلاة حتى ترتفع الشمس قيد رمح أو رمحين ثم الصلاة مشهودة حتى ينتصف النهار ثم لا صلاة حتى تزول الشمس ثم الصلاة مشهودة حتى تصلى العصر ثم لا صلاة حتى تغرب الشمس ... الحديث "، من مسند الحارث – زوائد الهيثمي - (67) و (219)
وعن أبي هريرة أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا رسول الله أمن ساعات الليل والنهار ساعة تأمرني أن لا أصلي فيها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صليت الصبح فأقصرعن الصلاة حتى ترتفع الشمس فإنها تطلع بين قرني شيطان، ثم الصلاة مشهودة محضورة متقبلة حتى ينتصف النهار، فإذا انتصف النهار فأقصر عن الصلاة حتى تميل الشمس، قال: حينئذ تسعر جهنم وشدة الحر من فيح جهنم، فإذا زالت الشمس فالصلاة محضورة مشهودة متقبلة حتى تصلي العصر، فإذا صليت العصر فأقصرعن الصلاة حتى تغيب الشمس، ثم الصلاة مشهودة محضورة متقبلة حتى تصلي الصبح ". رواه أبو يعلى في مسنده (6581)
ففي هذين الحديثين و الذي قبلهما دليل بيّنٌ، على أن العدد لو كان له اعتبار لبيّنه – صلى الله عليه و سلم - للسائل و لم يتأخر.
و في المقابل، فقد ورد التصريح بجواز تجاوز الإحدى عشرة ركعة في أكثر من حديث، منها:
¥