تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابن حبان رحمه الله (6/ 365): " هذه الأخبارليس بينها تضاد وإن تباينت ألفاظها ومعانيها من الظاهر، لأنّ المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل على الأوصاف التي ذُكرت عنه؛ ليلة بنعت وأخرى بنعت آخر، فأدّى كلُّ إنسان منهم ما رأى منه وأخبر بما شهد ".اهـ

و صلى خمس عشرة ركعة، و الحديث في ذلك عن عائشة رضي الله عنها كذلك، و فيه صفتان:

الأولى؛ ركعتان بعد العشاء، ثم ركعتان خفيفتان بعد الإستيقاظ مع إحدى عشرة ركعة، روى ذلك ابن خزيمة في صحيحه (1104) و من طريقه ابن حبان (2635) و فيه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العشاء تجوز بركعتين ثم ينام وعند رأسه طهوره وسواكه فيقوم فيتسوك ويتوضأ ويصلي ويتجوز بركعتين ثم يقوم فيصلي ثمان ركعات يسوي بينهن في القراءة ويوتر بالتاسعة ويصلي ركعتين وهو جالس. فلمّا أسنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم جعل الثمان ستا ويوتر بالسابعة ويصلي ركعتين وهو جالس يقرأ فيهما بقل يا أيها الكافرون وإذا زلزلت ".

و الحديث رواه الطحاوي في (شرح مشكل الآثار 1/ 280) بإسناد صحيح كما قال الشيخ الألباني رحمه الله في " رسالته ص88 "، و العجيب أنه قال بعده - تبعًا للطحاوي -: " و هذا اللفظ صريح في أنّ عدد الركعات ثلاث عشرة ".اهـ، و الذي أوقع الشيخ رحمه الله في هذا، هو الطيّ الذي ورد في لفظ الطحاوي حيث قال: " كان يصلى العشاء ثم يتجوز بركعتين وقد أعد سواكه وطهوره فيبعثه الله لما شاء أن يبعثه فيتسوك ويتوضأ ثم يصلى ركعتين ثم يقوم فيصلى ثمان ركعات يسوى بينهن في القراءة ثم يوتر بالتاسعة - فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذه اللحم جعل تللك الثمانى ستا ثم يوتر بالسابعة - ثم يصلى ركعتين وهو جالس يقرأ فيهما بقل يا أيها الكافرون وإذا زلزلت الأرض ".

فظاهر هذه الرواية يوهم أنّ الركعتين اللتين كان يصليهما بعد الوتر، إنما صلاهما بعد السابعة و ليس بعد التاسعة، و هذا خطأ لأنّ قوله: " فلما أسنّ ... ثم يوتر بالسابعة " جملة اعتراضية في سياق الكلام، و هو من تصرف الراوي، و المعنى: أن صلاته بعد الإستيقاظ كانت على تلك الهيئة؛ ثلاث عشرة ركعة، فلما أسنّ أنقص ركعتين من الثمانية، و قد بيّنت ذلك رواية ابن خزيمة.

الصفة الثانية: صلاة أربع ركعات بعد العشاء مع إحدى عشرة بعد النوم، و الحديث في ذلك عن عائشة رضي الله عنها أيضًا قالت: " كان يصلي صلاة العشاء في جماعة ثم يرجع إلى أهله فيركع أربع ركعات ثم يأوي إلى فراشه وينام وطهوره مغطى عند رأسه وسواكه موضوع حتى يبعثه الله ساعته التي يبعثه من الليل فيتسوك ويسبغ الوضوء ثم يقوم إلى مصلاه فيصلي ثمان ركعات يقرأ فيهن بأم الكتاب وسورة من القرآن وما شاء الله ولا يقعد في شيء منها حتى يقعد في الثامنة ولا يسلم ويقرأ في التاسعة ثم يقعد فيدعو بما شاء الله أن يدعو ويسأله ويرغب إليه ويسلم تسليمة واحدة شديدة يكاد يوقظ أهل البيت من شدة تسليمه ثم يقرأ وهو قاعد بأم الكتاب ويركع وهو قاعد ثم يقرأ الثانية فيركع ويسجد وهو قاعد ثم يدعو ما شاء الله أن يدعو ثم يسلم "، أخرجه أبوداود في سننه (1346 و 1348 و 1349) من طريق بهز بن حكيم.

و صلى سبع عشرة ركعة؛ أربعة قبل النوم و ثلاث عشرة ركعة بعد الإستيقاظ، و الحديث في ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " بتّ في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندها في ليلتها، فصلّى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم جاء إلى منزله فصلى أربع ركعات ثم نام ثم قام ثم قال: نام الغليم؟ أو كلمة تشبهها. ثم قام فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه [فصلى ركعتين ركعتين حتى صلى ثماني ركعات] فصلى خمس ركعات، ثم صلى ركعتين ثم نام حتى سمعت غطيطه أو خطيطه ثم خرج إلى الصلاة ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير