و قال الحافظ العراقي في (طرح التثريب): " وبهذا أخذ أبو حنيفة والثوري والشافعي وأحمد والجمهور. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن عمر وعلي وأبي وشكيل بن شكل وابن أبي مليكة والحارث الهمداني وأبي البختري. قال ابن عبد البر: وهو قول جمهور العلماء وهو الاختيار عندنا انتهى وعدوا ما وقع في زمن عمر رضي الله عنه كالإجماع ".اهـ
و مما سبق نخلص إلى أنّ صلاة الليل نافلة مطلقة، سواء كانت تهجداً أو وترًا أو صلاة تراويح، ليس لها عدد تقف عنده و لا يمنع منها إلا دخول الفجر أو إرادة المتعبد.
فإذا عرفت هذا تبيّن لك مجازفة الأصوات التي تتعالى في شهر رمضان من كل عام، لمنع الناس من الزيادة على الإحدى عشرة ركعة التي تصلى في التراويح و حرمان الخلق من الخير في مواسم الخير.
و قد مر حديث قيس بن طلق قال: " زارنا أبي في يوم رمضان فأمسى عندنا وأفطر وقام بنا تلك الليلة وأوتر بنا، ثم انحدر إلى مسجده فصلى بأصحابه حتى بقي الوتر، ثم قدّم رجلا من أصحابه فقال: أوتر بأصحابك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا وتران في ليلة ".
و قال ابن قدامة في (المغني1/ 457): " فأما التعقيب؛ وهو أن يصلي بعد التراويح نافلة أخرى جماعة، أو يصلي التراويح في جماعة أخرى. فعن أحمد: أنه لا بأس به؛ لأن أنس بن مالك قال: ما يرجعون إلا لخير يرجونه، أو لشر يحذرونه. وكان لا يرى به بأسا. ونقل محمد بن الحكم عنه الكراهة، إلا أنه قول قديم، والعمل على ما رواه الجماعة. وقال أبو بكر: الصلاة إلى نصف الليل، أو إلى آخره، لم تكره رواية واحدة. وإنما الخلاف فيما إذا رجعوا قبل النوم , والصحيح أنه لا يكره؛ لأنه خير وطاعة، فلم يكره كما لو أخره إلى آخر الليل ".اهـ
و قال النووي رحمه الله في (المجموع شرح المهذب): " إذا استحببنا الجماعة في التراويح استحبت الجماعة أيضا في الوتر بعدها باتفاق الأصحاب، فإن كان له تهجد لم يوتر معهم بل يؤخره إلى آخر الليل كما سبق، فإن أراد الصلاة معهم صلى نافلة مطلقة وأوتر آخر الليل ".اهـ
و قال الحافظ العراقي في (طرح التثريب): " ولما ولي والدي رحمه الله إمامة مسجد المدينة أحيا سنتهم القديمة في ذلك مع مراعاة ما عليه الأكثر فكان يصلي التراويح أول الليل بعشرين ركعة على المعتاد ثم يقوم آخر الليل في المسجد بست عشرة ركعة فيختم في الجماعة في شهر رمضان ختمتين واستمر على ذلك عمل أهل المدينة بعده فهم عليه إلى الآن ".اهـ
و قال ابن الحاج في (المدخل) - و قد ذكر ما كان عليه السلف من إحياء ليالي رمضان بالصلاة -: " وإذا كان ذلك كذلك فيتعين على المكلف اليوم أن لا يخلي نفسه من هذه السنة البتة بل يفعلها في المسجد مع الناس على ما هم يفعلون اليوم من التخفيف فيها فإذا فرغوا ورجع إلى بيته فينبغي له أن يغتنم بركة اتباعهم في قيام الليل إلى آخره إن أمكنه ذلك فيصلي في بيته بمن تيسر معه من أهله أو وحده فتحصل الفضيلة الكاملة إن شاء الله تعالى، ويكون وتره آخر تنفله اقتداء بهم ".اهـ
فليتق الله هؤلاء الذين يقفون في وجوه الناس ليصدوهم عن التهجد بعد التراويح، و خاصة في الليالي العشر الأخيرة. و ليعلموا أنّ تصرفهم هذا مخالف لهدي السلف و صريح السنة. و قد بيّنت بما فيه كفاية ما كان عليه القوم من الإجتهاد و التحاظّ على الإكثار من الصلاة و الطاعة. و لم يؤثَر عن أحد منهم أنه منع الناس من الخير و الصلاة. أسأل الله تعالى أن ييسر لنا الحق و يوفقنا إلى العمل به، و يرزقنا سلامة القلوب و نور البصيرة، و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على محمد و آله و صحبه أجمعين.
و كتب: أبو محمد عبد الوهاب مهية
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[27 - 11 - 05, 04:31 م]ـ
الشيخ الألباني رحمه الله هو السباق إلى القول ببدعية الزيادة على 11 ركعة في التراويح، ككثير من اختياراته التي بدع فيها المخالف (القبض بعد الرفع من الركوع قال فيه بدعة ضلالة)
بارك الله فيك أخي ,,, هذه بعض الملاحظات على مشاركتك ..
أولا .. لا يلزم من تبديع القول ... تبديع القائل به ...
ككثير من اختياراته التي بدع فيها المخالف (القبض بعد الرفع من الركوع قال فيه بدعة ضلالة)
الشيخ لو تلاحظ لم يبدع المخالف ... بل بدّع الفعل و الذي هو القبض بعد الرفع من الركوع ...
فقولك بأن الشيخ يبدع المخالف عبارة تحتاج إلى تحرير و دقة ...
ككثير من اختياراته التي بدع فيها المخالف
الدليل ... هات برهان على أن للشيخ اختيارات "كثيرة" يبدع فيها المخالف؟؟؟
أين هذه الاختيارات "الكثيرة"؟؟؟ و التي "ينص" فيها على تبدع المخالف
الشيخ الألباني رحمه الله هو السباق إلى القول ببدعية الزيادة على 11 ركعة في التراويح
الشيخ نحسبه و الله حسيبه من العلماء المجتهدين ... فإن أصاب فله أجران و إن أخطأ فله أجر ..
ثبت عند الشيخ أن هذا الفعل بدعة ... فهو يتجنبها و يحذر منها ....
مثله مثل كثير من العلماء الذين يثبت عندهم بدعية قول أو فعل فيُحذرون منه ...
و هذا كتاب الشيخ في هذه المسألة