الحمد لله، من وقع في أيدي أعداء الإسلام وعذبوه فإنه لا يجوز له أن يقتل نفسه بحال من الأحوال، بل عليه أن يصبر ويتصبر ويستغيث بالله، ومن انتحر ظناً منه أنه يجوز له ذلك أو خشية أن يدلي بأسرار تضر بالمسلمين فإنه لا يكون كمن انتحر جزعاً، فيرجى أن الله يعذره بنيته الصالحة ويغفر له، أو يعذره بجهله إذا فعل ما فعل لظنه أنه يسوغ له أن يقتل نفسه، وعلى كل حال فلا يسوى هذا بمن يقتل نفسه تسخطاً على قضاء الله، وجزعاً من المصيبة، فهذا هو الذي توعد بأن يعذبه الله في النار بما قتل به نفسه، كما في الحديث: "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا، ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها ... الحديث"، وهذا عند أهل السنة والجماعة من أحاديث الوعيد التي يراد منها الزجر عن ارتكاب القبائح، وهي مقيدة بمثل قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ" [النساء: من الآية48]، وقتل الإنسان نفسه أو قتله لمعصوم هو دون الشرك فيدخل في عموم " وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ"، إذا فالذي يقتل نفسه إذا مات وهو مؤمن بالله ورسوله – عليه الصلاة والسلام - فإنه تحت مشيئة الله إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه، وإن عذبه فمآله الخروج من النار ما دام أنه مات موحداً، لقوله – صلى الله عليه وسلم -: "يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال ذرة من إيمان"، ومع ذلك يجب على المسلم أن يحذر من الذنوب ولا يتكل على ما ورد من نصوص الوعد، بل عليه أن يحذر ويسأل ربه حسن الخاتمة، وأن يعيذه الله من شر نفسه، وسوء عمله، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا أنه سميع الدعاء، والله أعلم.
**********************
العنوان قتل المحارم خشية الاغتصاب
المجيب د. محمد بن صالح الفوزان
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين
التصنيف الجهاد ومعاملة الكفار/مسائل متفرقة في الجهاد ومعاملة الكفار
التاريخ 13/ 3/1423
السؤال
لقد شغلني كثيراً ما أسمعه من اغتصاب نساء المسلمين من الأعداء عند اجتياح البلاد، وتخيلت لو أن ذلك قد حدث في بلدتي، ماذا سأفعل؟ وخطر في عقلي، وفي إحدى الأيام قالت لي أمي: إن جدك قال لنا وقت دخول الإنجليز البلاد، لو دخلوا القرية سأقتلكم جميعاً قبل أن يتعرضوا لكم بالأذى، وفي الحقيقة وجدت أن هذا الأمر أسهل على نفسي من أن أرى زوجتي بين أيدي الأعداء يفعلون فيها ما يشاؤون، فهل هذا جائز شرعاً؟
الجواب
على المسلم أن يسأل الله العافية، وألاّ يعرضه للفتنة في دينه أو ماله أو عرضه، وإذا ابتلي الإنسان بمن يريد أن يعتدي على عرضه فعليه أن يدفعه بما يندفع به ولو أدى الأمر إلى قتله إن لم يندفع بغير ذلك، وإن قتل هو دون عرضه فهو شهيد، لكن لا يجوز للإنسان أن يقتل أحداً من محارمه خوفاً عليهم من الاغتصاب؛ لأن قتل النفس محرم شرعاً، والاغتصاب مظنون قد يحصل وقد يدفع الله عنهم ذلك بأي سبب من الأسباب، ثم لو حصل رغماً على الإنسان فهذا لا يبرر قتل نفس معصومة، والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=8211
****************
انتحرا خوفاً من الاغتصاب
السؤال (9355)
السلام عليكم.
شخص يقول إن جده وجدته أقدما على الانتحار بسبب الخوف من اغتصاب الجنود للمرأة، ثم قتلهما بشراسة أثناء توجه الجنود نحو بيتهما، فهل كان الانتحار في هذه الحالة قراراً صائباً؟ وإذا كان غير صائب ماذا ترون أن تفعل الفتاة أو المرأة لحماية نفسها وأقاربها من الاغتصاب؟ وهل يجوز أن تقوم المرأة بقتل الرجال؟.
أجاب عن السؤال الشيخ/ سعد بن عبد العزيز الشويرخ (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية).
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لا يجوز الإقدام على قتل النفس، وهذا الأمر كبيرة من كبائر الذنوب، قال الله –تعالى-: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً"، وجاءت السنة بتحريم هذا الفعل، وعده النبي –صلى الله عليه وسلم- من كبائر الذنوب كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله، ثم قال: وقتل النفس ... "، ولا يجوز الإقدام على قتل النفس من أجل التخلص من هذه المفسدة والمتعين حينئذ هو الدفاع عن النفس، يجب على من يُراد أن يُنتهك عرضه أن يدافع عن نفسه، ولو قتل في هذه الحال فهو شهيد؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "ومن قُتل دون أهله فهو شهيد" في حديث سعيد بن زيد –رضي الله عنه-، فكان الواجب عليهما عدم الإقدام على هذا الجرم العظيم، وأن يدافعا عن نفسيهما بمقدار ما يستطيعان "و لا يكلف الله نفساً إلا وسعها". والله أعلم.
¥