وقد قال ابن رشد في بداية المجتهد (1
207): «وروي عن بعض السلف أنه إذا أغمي الهلال رجع إلى الحساب بمسير القمر والشمس». وجاء في تفسير القرطبي (2
293): «وقد ذهب مُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير –وهو من كبار التابعين– وابن قتيبة –من اللغويّين– فقالا: يُعَوَّل على الحساب عند الغيم بتقدير المنازل واعتبار حسابها في صوم رمضان، حتى إنه لو كان صحوا لرُئي لقوله عليه السلام: "فإن أغمِيَ عليكم فاقدروا له" أي استدلوا عليه بمنازله وقدروا إتمام الشهر بحسابه». وابن قتيبة (ت 376هـ) من أئمة السلف المشهورين، وكان يُسمى بخطيب أهل السنة، وهو حجة في اللغة. والمقصود بذكره بيان أن معنى الحديث في العربية يحتمل هذا المعنى.
2 - هذه الرؤية غير معتبرة شرعا. لأن المطلوب أن تشاهده بالعين المجردة وليس بالمناظير والتلسكوبات. والله أعلم.
هناك أمران مختلفان واضحان عن هذه القضية: فيتعلق الأول بولادة الهلال فلكيا، والثاني برؤية الهلال بالعين المجردة.
أما عن الأمر الأول فمن البيِّن أن ابن تيمية لا يجادل في إمكان معرفة ولادة الهلال فلكيا عن طريق الحساب، فهو يقول: "فنقول: الحاسبُ غايةُ ما يُمكِنه إذا صح حسابُه أن يَعرف مثلا أن القرصين (الشمس والقمر) اجتمعا في الساعة الفلانية وأنه عند غروب الشمس يكون قد فارقها القمرُ إما بعشر درجات مثلا أو أقل أو أكثر. وهذا غاية معرفته وهي بتحديد كَمْ بينهما من البُعد في وقت معين في مكان معين. هذا الذي يضبطه الحساب". فهو يعترف بأن من الممكن أن يعرف الحاسب وقت خروج القمر من ظل الأرض ليقع عليه ضوء الشمس، وهو ما يمثِّل ولادة الهلال الجديد. وقد كرر هذا القول في عدد من فتاويه وكتبه.
أما ما يَعترض عليه فهو تحديد بعض المشتغلين بالحساب (كما يقول) الدرجةَ التي يمكن رؤية الهلال الوليد عندها بالعين المجردة، لأنه لا يمكن بنظره تحديد درجة معيارية يمكن عندها أن يرى الهلال بالعين المجردة في الظروف كلها. يقول: "أما كونه (الهلال) يُرى أو لا يرى، فهذا أمر حسي طبيعي ليس هو أمرا حسابيا رياضيا. وإنما غايته (الحاسب) أن يقول: استَقرأْنا أنه إذا كان على كذا وكذا درجة يُرى قطعا أو لا يرى قطعا. فهذا جهل وغلط؛ فإن هذا لا يجري على قانون واحد لا يزيد ولا ينقص في النفي والإثبات".
3 - توحيد المطالع هو شيء خيالي لم يحدث البتة (اللهم إلا احتمال بمحض الصدفة) منذ وفاة النبي t إلى يومنا هذا. ومع إمكانية تحقيق توحيد المطالع في السابق، فإن هذا مستحيل اليوم بسبب اتساع رقعة البلاد التي يسكنها المسلمون. فإن الهلال أول ما يظهر في الغرب. فإذا فرضنا أن هلال رمضان لم يُرى إلا في القارة الأمريكية ليلة الأحد، فلا يمكن لمسلمي إندونيسيا أن يبدؤوا صيامهم لأن الوقت عندهم يكون في ظهر يوم الاثنين. ويبدو الخلل أوضح عند عيد الفطر. وما يحدث حاليا في صيام الدول الإسلامية كل دولة بمفردها لا بأس به بسبب صغر مساحة تلك الدول. فإذا شوهد الهلال في القاهرة، فيصوم أهل الإسكندرية معهم. فالدول الإسلامية صغيرة محدودة المساحة. ولعل إندونيسيا هي الدولة الوحيدة التي تمتد لمسافة طويلة من الشرق إلى الغرب.
وقد ثبت في صحيح مسلم (#1087) عن ابن عباس t أنه صام في المدينة السبت ولم يصم بصيام الشام الجمعة (رغم أن كلاهما دولة واحدة تابعة لمعاوية t)، وأثبت اختلاف المطالع. ثم قال: «هكذا أمرنا رسول الله r».
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 09 - 06, 12:09 ص]ـ
الأخ حامد وفقه الله
طالما خط الفارق هو وهمي إصطلاحي بإقرارك، فما أهميته إذاً؟ وإذا أردنا أن نعمل بتوحيد المطالع (ونخالف ما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ثبت في صحيح مسلم)، فإذا رئي الهلال في منطقة، بدأ الصوم بها، ثم تليها المناطق التي في غربها بالتوالي. فإن شوهد في الصين صمنا معهم، وإن لم يشاهد عندهم فقد يشاهد عندنا، فيجب علينا ترقبه.
أما خط التوقيت فلا اعتبار له.
ـ[ابن عباس الخطيب]ــــــــ[08 - 11 - 06, 05:24 م]ـ
جاء في كتاب محدث العصر الالباني كما عرفته لعصام موسى صفحة 108
قلت لشيخنا: ما رايكم يرؤية الهلال بالتلسكوب؟
فقال ما في مانع شريطة ان يكون هذا التلسكوب يكبر حجم الصورة فقط
لا أنه يأتي بصورة الهلال قبل تولده