تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: لدغت النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عقربٌ وهو يصلي, فلما فرغ قال: لعن الله العقرب لا تدع مصلياً ولا غيره, ثم دعا بماء وملح فجعل يمسح عليها ويقرأ: قل يا أيها الكافرون, وقل أعوذ برب الفلق, وقل أعوذ برب الناس. "1"

2 - وعن محمد بن يوسف بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه دخل على ثابت بن قيس - قال أحمد: وهو مريض - فقال: ((اكشف الباس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس)) ثم أخذ ترابا من بُطْحان "2" فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه. "3"

3 - عن أبي معشر عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت لا ترى بأسا أن يعوذ في الماء ثم يُصب على المريض. "4"

4 - وروى ابن أبي حاتم في تفسيره عن ليث بن أبي سليم "5" قال: ((بلغني أنَّ هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله تقرأ في إناء فيه ماء ثم تصب على رأس المسحور ... )). "6"

5 - وقال عبدالرزاق في مصنفه: لا بأس في النشرة العربية, وهي أن يخرج الإنسان إلى موضع عضاه "7" فيأخذ من يمينه وشماله من كل ثمر, يدقه ويقرأ فيه ثم يغتسل به, وفي كتب وهب بن منبه: أنه يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين, ثم يضربه بالماء, ويقرأ فيه آية الكرسي, والقواقل, ثم يحسو منه ثلاث حسوات, ثم يغتسل به, فإنه يذهب عنه كل ما به, وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله. "8"

6 - قال صالح بن الإمام أحمد: ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحا فيه ماء فيقرأ عليه ويقول لي اشرب منه واغسل وجهك ويدك.

ونقل عبدالله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه ويصب على نفسه منه.

وقال يوسف بن موسى: كان أبو عبدالله يُؤتى بالكوز ونحن بالمسجد فيقرأ عليه ويعوذ. "9"

7 - وقال ابن القيم رحمه الله: ولقد مرَّ بي وقتٌ بمكة سقمتُ فيه, وفقدت الطبيب والدواء, فكنت أتعالج بالفاتحة, آخذ شربة مِن ماء زمزم وأقرؤها عليها مراراَ ثم أشربه, فوجدتُ بذلك البرء التام, ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع بها غاية الانتفاع. "10"

وقال أيضا: وقد جربت أنا من ذلك في نفسي وفي غيري أمورا عجيبة, ولا سيما مدة المقام بمكة, فإنه كان يعرض لي آلام مزعجة, بحيث تكاد تقطع الحركة مني, وذلك في أثناء الطواف وغيره, فأبادر إلى قراءة الفاتحة, وأمسح بها على محل الألم, فكأنه حصاة تسقط, جربت ذلك مرارا عديدة, وكنت آخذ قدحا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحةمرارا, فأشربه فأجد فيه من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء, والأمر أعظم من ذلك, لكن بحسب قوة الإيمان وصحة اليقين والله المستعان. "11"

8 - وبمثل ما تقدم يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله, ويرى أن هذه الكيفية جائزة وأنه لا محذور فيها. "12"

وبعد: فهذا ما وجدته حول هذه المسألة فيما اطلعت عليه من الأحاديث والآثار وأقوال العلماء في جواز الرقية في الماء.

وقد يستفاد جواز هذه الكيفية مما يلي أيضا:

حيث ثبت أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصف الماء بأنه علاج للحمى حيث قال: ((الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء)). "13"

وكذلك أمر العائن بالاغتسال للمعين. "14"

وثبت عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه نفث على التراب. "15"

وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل)). "16"

وقال: ((لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك)). "17"

وثبت بالتجربة الانتفاع بذلك وليس في هذا العمل شرك, وقد تقدم أن من فائدة النفث التبرك بريق النافث الذي صاحب الرقية الشرعية, فإذا انتقل إلى الماء حصل المراد إن شاء الله, والله أعلم.


"1" أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (2/ 23) , وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: إسناده حسن, (5/ 114) , وقال الألباني: حديث صحيح, انظر: الأحاديث الصحيحة رقم (548) وجاء بلفظ قريب منه في مصنف ابن أبي شيبة (7/ 399).
"2" بطحان: بالضم ثم السكون, أحد أودية المدينة الثلاثة: العقيق, وبطحان, وقناة, انظر: معجم البلدان لياقوت الحموي (1/ 446).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير