تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فائدة من شيخ الإسلام ابن تيميه حول قراءة آية الكرسي]

ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[22 - 11 - 05, 12:31 ص]ـ

وَسُئِلَ عن قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة في جماعة، هل هي مستحبة أم لا؟ وما كان فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة؟ وقوله: (دبر كل صلاة)؟

فأجاب:

الحمد للَّه، قد روي في قراءة آية الكرسي عقيب الصلاة حديث، لكنه ضعيف؛ ولهذا لم يروه أحد من أهل الكتب المعتمد عليها، فلا يمكن أن يثبت به حكم شرعي. ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخلفاؤه يجهرون بعد الصلاة بقراءة آية الكرسي، ولا غيرها من القرآن، فجهر الإمام والمأموم بذلك، والمداومة عليها، بدعة مكروهة بلا ريب، فإن ذلك إحداث شعار، بمنزلة أن يحدث آخر جهر الإمام والمأمومين بقراءة الفاتحة دائمًا، أو خواتيم البقرة، أو أول الحديد، أو آخر الحشر، أو بمنزلة اجتماع الإمام والمأموم ـ دائمًا ـ على صلاة ركعتين عقيب الفريضة، ونحو ذلك مما لا ريب أنه من البدع.

وأما إذا قرأ الإمام آية الكرسي في نفسه، أو قرأها أحد المأمومين، فهذا لا بأس به؛ إذ قراءتها عمل صالح، وليس في ذلك تغيير لشعائر الإسلام، كما لو كان له ورد من القرآن والدعاء والذكر عقيب الصلاة.

ـ[أسامة عباس]ــــــــ[22 - 11 - 05, 01:50 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله،،

أخي النجدي .. كلامك يوحي بأن شيخ الإسلام يقول ببدعية قراءة آية الكرسي مطلقًا .. والحق أن الذي قال ببدعيته شيخ الإسلام هو: ((جهر الإمام والمأموم بذلك، والمداومة عليها)) ..

قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد: ((وقد ذكر النسائي في السنن الكبير من حديث أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت"، وهذا الحديث تفرد به محمد بن حمير عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة، ورواه النسائي عن الحسين بن بشر عن محمد بن حمير، وهذا الحديث من الناس من يصححه ويقول: الحسين بن بشر قد قال فيه النسائي: لا بأس به، وفي موضع آخر: ثقة، وأما المحمدان فاحتج بهما البخاري في صحيحه، قالوا: فالحديث على رسمه، ومنهم من يقول: هو موضوع، وأدخله أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه في الموضوعات، وتعلق على محمد بن حمير، وأن أبا حاتم الرازي قال: لا يحتج به، وقال يعقوب بن سفيان: ليس بقوي، وأنكر ذلك عليه بعض الحفاظ ووثقوا محمدًا، وقال: هو أجل أن يكون له حديث موضوع، وقد احتج به أجلّ من صنف في الحديث الصحيح وهو البخاري، ووثقه أشد الناس مقالة في الرجال يحيى بن معين، وقد رواه الطبراني في معجمه أيضًا من حديث عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى"، وقد روي هذا الحديث من حديث أبي أمامة وعلي أبي طالب و عبد الله بن عمر والمغيرة بن شعبة وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك، وفيها كلها ضعف، ولكن إذا انضم بعضها إلى بعض مع تباين واختلاف مخارجها دلت على أن الحديث له أصل وليس بموضوع، وبلغني عن شيخنا أبي العباس ابن تيمية قدس الله روحه أنه قال: ما تركتها عقيب كل صلاة)) .. انتهى ..

وعمومًا الحديث صححه جمع من أهل العلم .. منهم ابن حبان .. ومنهم كما هو واضح الإمام ابن القيم .. وأخبر عن شيخه أنه لم يترك العمل به .. ومنهم ابن عبدالهادي .. وقال ابن حجر أنه حسن غريب .. والشيخ مقبل الوادعي .. كل ذلك نقلاً عن الدرر السنية، وصححه الألباني في صحيح الجامع ..

فقراءة آية الكرسي دبر الصلاة سنة يحسن المحافظة عليها ..

وأرجو من الإخوة الأفاضل أن يصوبوني إن أخطأت ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير