[قيمة التدريب على الإقراء وأهميته]
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[22 - 11 - 05, 05:49 ص]ـ
[قيمة التدريب على الإقراء وأهميته]
إعداد:إبراهيم الجوريشي
المشكلة:
من القضايا التعليمية الهامة التي يغفل عنها بعض المقرئين ومدرسي التجويد هي تدريب التلميذ المجاز على الإقراء والتدريس؛ لأن القراءة شيءٌ، والإقراء شيءٌ آخر، فكم ممن يُحسنُ القراءة ولا يُحسن الإقراء.
الحل المقترح للمشكلة:
1 - آلية التدريب للطالب وتعليمه كيفية الإقراء والتدريس:
فينبغي للمجيز أن يدرب طالبهُ على الإقراء، وذلك بأن يأتي بطالب جديد في التلاوة ويأمر المجيز المجاز بأن يستخرج أخطاء هذا الطالب أمامه ويُدقق له في قراءته ويصححا له نحو الهيئة التي تلقاها من مجيزه.
2 - تقييم مستوى الطالب عندما يقرئ ويدرس غيره:
فإن استطاع الطالب ذلك .. فهو أهلٌ لأن يقرئ غيره، وإن لم يستطع ذلك ... فلا يحق للمجيز أن يأذن له بأن يُقرئَ حتى يصير أهلاً للإقراء، وإلا .. سنرى انحرافاً في أداء القرآن والتجويد، سببه عدم الأهلية للإقراء.
ولا تنس أن الإجازة تتضمن شهادة المجيز للمجاز بأن قراءته صارت صحيحةً، والإذن له بأن يُقرئَ غيرهُ.
حال وواقع الإقراء الآن:
وأنت تعجبُ من بعض الإخوة المجيزين، عندما يُجيزون بعض الطلاب بمجرد سرد القرآن الكريم كاملاً، وحفظه ((الجزرية)) وقراءة شرحها، فيكتبُ له: (أجزته بأن يقرأ ويُقرئَ في أي مكان نزل، وفي أي قطر حل، ويُقرئَ من شاء ومتى شاء وفي الوقت الذي يشاء)، والطالب المجاز لا يستطيع أن يُقرئَ غيره، ولا يستطيع أن يصحح خطأ غيره، بل لا يستطيع أن يستكشف الخطأ أين هو. فهل هذا جائز؟
وما دام أن أُستاذهُ لم يعرف مقدرته في الإقراء ... فكيف يأذن له بالإقراء؟
إذا علمت ذلك .. ظهر لك السبب في أن بعض المُجازين قراءتهم غير منضبطة ومليئة بالأخطاء،بل وتكون ضعيفة، مع أنهم يحملون (إجازة في القرآن الكريم) ! والله المستعان.
[قيمة التدريب على الإقراء وأهميته]
وإذا أردت أن تعرف قيمة التدريب لمن يريد التعليم أو الإقراء أو إبلاغ الدعوة ... فانظر كيف أمر الله تعالى سيدنا موسى بإلقاء العصا ثم أخذها عندما ناداه بالواد المقدس، ثم بعد ذلك أمره بإلقائها وأخذها أمام فرعون، قال الإمام القرطبي:
(قوله تعالى: (قال ألقها يا موسى) لما أراد الله أن يدربه في تلقي النبوة وتكاليفها .. أمره بإلقاء العصا (فألقاها) موسى، فقلب الله أوصافها وأعراضها، وكانت عصا ذات شُعبتين فصارت الشعبتان لها فماً، وصارت حيةً تسعى؛ أي: تنتقلُ وتمشي وتلتقمُ الحجارة ... ثم قال: فأخذها بيده فصارت عصا كما كانت أول مرة، وهي سيرتها الأولى، وإنما أظهر له هذه الآية لئلا يفزع منها إذا ألقاها عند فرعون .. ).
فانظر إلى الذين يقفزون إلى كراسي الوعظ والإرشاد وإلى التدريس والإقراء، دون تدريب سابق، وتجربة وخبرة، كيف يخالفون منهج الله تعالى في الدعوة إلى دينه، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
المصادر:
*هل التجويد واجب؟ للشيخ أسامة حجازي رحمه الله، دار المنهاج جدة 2002. بتصرف.
*تفسير القرطبي، تفسير سورة طه (11/ 190).