تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإمّا صغائر وهي: ما لم يترتّب عليها شيء ممّا ذكر إذا اجتنب الإصرار عليها، لقوله تعالى: {إنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ ما تُنْهَونَ عنه نُكَفِّرْ عنكم سيّئاتِكم} وعلى هذا تكون البدعة أعمّ من المعصية، حيث تشمل المعصية، كالبدعة المحرّمة والمكروهة كراهة تحريمٍ، وغير المعصية كالواجبة والمستحبّة والمباحة.

aa هـ – المصلحة المرسلة aa

8 – المصلحة لغةً كالمنفعة وزناً ومعنًى، فهي مصدر بمعنى الصّلاح، أو هي اسم للواحد من المصالح.

والمصلحة المرسلة اصطلاحاً هي: المحافظة على مقصود الشّرع المنحصر في الضّروريّات.

الخمس، كما قال الإمام الغزاليّ رحمه الله، أو هي اعتبار المناسب الّذي لا يشهد له أصل معيّن عند الشّاطبيّ، أو هي أن يرى المجتهد أنّ هذا الفعل فيه منفعة راجحة وليس في الشّرع ما ينفيه عند ابن تيميّة.

أو هي أن يناط الأمر باعتبارٍ مناسبٍ لم يدلّ الشّرع على اعتباره ولا إلغائه إلاّ أنّه ملائم لتصرّفات الشّرع، إلى غير ذلك من التّعريفات الأخرى الّتي يرجع لتفاصيلها إلى مصطلح» مصلحة مرسلة «.

aa حكم البدعة التّكليفيّ aa

9 - ذهب الإمام الشّافعيّ والعزّ بن عبد السّلام وأبو شامة، والنّوويّ من الشّافعيّة، والإمام القرافيّ والزّرقانيّ من المالكيّة، وابن الجوزيّ من الحنابلة، وابن عابدين من الحنيفة إلى تقسيم البدعة تبعاً للأحكام الخمسة إلى: واجبةٍ أو محرّمةٍ أو مندوبةٍ أو مكروهةٍ أو مباحةٍ.

وضربوا لكلٍّ من هذه الأقسام أمثلةً

فمن أمثلة البدعة الواجبة: الاشتغال بعلم النّحو، الّذي يفهم به كلام اللّه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لأنّ حفظ الشّريعة واجب، ولا يتأتّى حفظها إلاّ بمعرفة ذلك، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب.

وتدوين الكلام في الجرح والتّعديل لتمييز الصّحيح من السّقيم، لأنّ قواعد الشّريعة دلّت على أنّ حفظ الشّريعة فرض كفايةٍ فيما زاد على القدر المتعيّن، ولا يتأتّى حفظها إلاّ بما ذكرناه.

ومن أمثلة البدعة المحرّمة: مذهب القدريّة والخوارج والمجسّمة.

ومن أمثلة البدعة المندوبة: إحداث المدارس وبناء القناطر وصلاة التّراويح في المسجد جماعةً.

ومن أمثلة المكروهة: زخرفة المساجد وتزويق المصاحف.

وأمّا أمثلة البدعة المباحة فمنها: المصافحة عقيب صلاة الصّبح والعصر، ومنها التّوسّع في اللّذيذ من المآكل والمشارب والملابس.

هذا وقد قسّم العلماء البدعة المحرّمة إلى بدعةٍ مكفّرةٍ وغير مكفّرةٍ، وصغيرةٍ وكبيرةٍ على ما سيأتي.

aa البدعة في العقيدة aa

10 - اتّفق العلماء على أنّ البدعة في العقيدة محرّمة، وقد تتدرّج إلى أن تصل إلى الكفر.

فأمّا الّتي تصل إلى الكفر فهي أن تخالف معلوماً من الدّين بالضّرورة، كبدعة الجاهليّين الّتي نبّه عليها القرآن الكريم في قوله تعالى: {ما جَعَل اللّهُ من بَحِيرَةٍ ولا سَائِبَةٍ ولا وَصِيلَةٍ ولا حَامٍ} وقوله تعالى: {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصةٌ لِذُكورنا ومُحَرَّمٌ على أزواجنا وإنْ يكن مَيْتَةً فهم فيه شركاءُ} وحدّدوا كذلك ضابطاً للبدعة المكفّرة، وهي: أن يتّفق الكلّ على أنّ هذه البدعة كفر صراح لا شبهة فيه.

aa البدعة في العبادات aa

اتّفق العلماء على أنّ البدعة في العبادات منها ما يكون حراماً ومعصيةً، ومنها ما يكون مكروهاً.

aa أ - البدعة المحرّمة aa

11 - ومن أمثلتها: بدعة التّبتّل والصّيام قائماً في الشّمس، والخصاء لقطع الشّهوة في الجماع والتّفرّغ للعبادة.

لما جاء عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في حديث الرّهط الّذين فعلوا ذلك: " جاء ثلاثةُ رَهْطٍ إلى بيوتِ أزواج رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته، فلمّا أُخبِروا كأنّهم تَقَالّوها، فقالوا: وأينَ نحنُ من النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد غفرَ اللّه له ما تَقَدّمَ من ذنبه وما تَأَخّرَ.

قال أحدُهم: أمّا أنا فإنّي أصلّي اللّيلَ أبداً، وقال الآخرأنا أصومُ الدّهرَ ولا أفطرُ، وقال الآخر: أنا أعتزلُ النّساءَ فلا أتزوّجُ أبداً، فجاء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: أنتم الّذين قلتم كذا وكذا، أمَا واللّه إنّي لَأَخْشَاكم لِلّه وأتقاكُم له.

لكنّي أصومُ وأفطرُ، وأصلّي وأرقدُ، وأتزوّجُ النّساء، فَمَنْ رغِبَ عن سنّتي فليس منّي ".

aa ب - البدعة المكروهة aa

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير