[النصيحة الوفية لطالب العلوم الشرعية تنتظر آراءكم الكريمة]
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 03:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني
هذه النصيحة الوفية لطالب العلوم الشرعية
ألفتها منذ سنوات
وأكملتها بعد
وختمتها في الروضة الشريفة
في المسجد النبوي المبارك
وأريد أن أكتبها لكم بعد إكمالها على حلقات، لعلي أشيب منكم رأيا قبل طباعتها يفيدني أو ينقذني من الخلل والفساد، والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
وأنا اليوم أكتب لكم مقدمتها ثم بدايتها راجيا أن أوفق في آرائكم:
هل أكمل عرضها؟
هل سيكون لكم رأي فيها؟
فهذه بدايتها ..
نفعكم الله بها ونفعني
المقدمة:
الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن ولي من الذل، خلق البيان والإعراب؛ وأثني علي أولي الألباب.
شهد أولو العلم بتوحيده، وقيامه بالقسط وتمجيده، وقامت السماء والأرض علي عدله، من بعد ما قامت علي فضله.
والصلاة والسلام علي النبي الحبيب، الطيب الطبيب، وعلي آله وصحابته، وأزواجه وقرابته، وتابعيهم الطيبين، وعلينا وعلي عباد الله الصالحين.
أما بعد:
فقد تزببت قبل الحصرمة، وتعجلت في أمر كان ينبغي أن تكون لي فيه أناة، غير أني-أيدك الله- لما جزت الأربعين، وتقدمت إلى الخمسين، رأيت المرض يداخلني حتى دخلني، وخشيت غائلة الموت، وأنا لم أقدم عملاً صالحاً ينفعني، ولا علماً نافعاً للناس يجادل عني أو يشفع لي.
ثم أثبتني المرض في الفراش ليالي، أخافتني أن يثبت الأنفاس في صدري، فاستعجلت القريحة، وألهبت ظهر الفكرة- والبدن عليك، والقلب مشغول، في أن تملى شيئاً علي طلاب العلم- أحبابي في كل زمان ومكان –شيئاً ينتفعون به، فاستسهلت إملاء شئ من الشعر التعليمي علي غرار الألفيات ونحوها، يستخفونها
في ظعنهم و إقامتهم.
وإنما استسهلت هذا اللون من الإملاء، لأنه لا يحتاج مني إلى تقليب كتب أو نكلف مشقة، وإنما هي الورقة والقلم، والطالب والدفتر. وأيضاً لأني لا أطالب فيها بإثبات مباحثة أو إيراد مناظرة، وذلك حتى أهرب من حر الاجتهاد الذي يبين عن حر العلم، و أواري سوأة التقصير في الطلب وراء سيئة القصور في الأدب:
فلما كنت الشيء بعد الشيء في أوقات الصحة والصحو، وأكتب الشيء تلو الشيء في أوقات الراحة أو الترويح، وذلك في أثناء فترة المرض- الذي أرجو الله أن يشفي به نفسي من آثار الخطايا، ويعلي درجاتي يوم عرض البرايا، أقول: لما كنت أملي ذلك أو أكتبه كان يزاحمني الشعور بنقصان آلتي، وعجز لا لتي، إلا أن الشعور بضرورة الإفضاء بما أظن أن الطالب إليه محتاج في سلوكه، وما إليه فقير عند لقاء ربي، كان ذلك يخفف الشعور الأول ويضعفه، مع وجوده واضحاً في القلب، متلجلجاً في الصدر.
و هانذا –من سرير المرض-أدفعها إلى أساتذتي، وإخواني من طلبة العلم؛ ممن قدمهم أثبت من قدمي، عسى أن أجد عندهم من التوجيه ما يحسن به هذا العمل، فيكون أجدر بالقبول و المثوبة عند الله تعالى.
ثم إنه لا يعدم الطالب المبتدئ فائدة منها-مهما صغرت-فقديما قال الهدهد لسليمان:
(أحطت بما لم تحط به)
ومازال الهدهد هو الهدهد، وسليمان هو سليمان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وكتب
الفقير العائذ بالله محمد القاضي
بسم الله الرحمن الرحيم
جل إلا له الحق، خير صانع
سبحانه من جامع ومانع
والحمد لله على نعمائه
والشكر للمولى علي آلائه
تبارك الموصوف بالجلال
وما لنا من دونه من وال
لا يبلغ الواصف-مهما وصفا
ودق معناه، ورق، وصفا
كماله الذي به تفردا
ولم يزل للعالمين سيدا
وكل من في الأرض والسماء
عبد له، من راغب ونائي
لا يسأم الداعون من دعائه
ولا يمل البر من رجائه
فوق السماوات الطباق عرشه
من يتقيه فهنيء عيشه
ثم الصلاة والسلام فيضاً
تحية مشروعة وفرضاً
علي إمام المتقين المصطفى
محمد خير الهداة الحنفا
ومن به تشرف الأنام
وأشرقت بهجتها الأيام
وصاحب الشريعة الشريفة
والسنة المنيعة المنيفة
وآله الكرام والأضحاب
السادة الأماثل الأنجاب
عليهم قام منار الحق
فأعلنوا في الأرض دين الصدق
فأرضهم يا رب في أخراهم
وبارك اللهم في عقباهم
واكتب لنا في إثرهم متابعة
في الحق- يا ذا الرحمات الواسعة
وبعد: فاعلم يا أخا الإسلام
أن سني عمرك في انصرام
و أن آمالاً لنا طويلة
توشك أن تكون مستحيلة
إذ يهجم الموت علي الأجساد
وتشرق النفس لدى الميعاد
ويسأل العواد: هل من راق؟
لا. إنها محلة الفراق
لا ينفع المرء هناك النسب
و لا يفيد المرء ثم النشب
والكل موكول إلى ما عملا
فليتنا نعقل ما قد عقلا
وأحضرت إلى الحساب الأنفس
كيما يرى سعيدها والأتعس
يوم الحساب تنظر الأعمال
وليست الجسوم و الأشكال
الوزن أوفى من دقيق الشعرة
لا شيء: يخفى: حبة أو ذره
إياك في الصراط أن تزولا
وفوق متنه تميل ميلا
فإن تحته اللظى والحطمة
في حفرة من الهلاك مظلمه
قد أوقدت بالناس و الحجارة
وميزت بالضيق و الحرارة
وقاك ربي هذه النيرانا
فلا تطع-يا صاحبي-الشيطانا
وقوم النفس بما يقوم
وذكر القلب، عساك ترحم
ولا تفرط في حقوق الله
فإن في تفريطك الدواهي
وكن من الدنيا علي احتياط
ثبتك الله علي الصراط
وإن ثبت ثم يا أخيا
كنت العلي الراضي المرضيا
وفزت بالرضا و بالرضوان
وبالنعيم الغض والإحسان
فيا أخي: داوم المحاسبة
وأكثرن لنفسك المعاتبة
وراقب الجبار خوف غضبه
وهذب الفؤاد خوف عطبه
وازدد من الشوق إلى الجليل
وأحسن الزاد إلى الرحيل
عسى الذي ليست تنام عينه
ومن يُرى علي العباد منُّه
يراك في مواقف الدعاء
هناك بين الخوف و الرجاء
ويسمع البكاء و الضراعة
فيقبل الدعاء و الشفاعة
وخذ-أخي-نصائحي الوفية ... مخلصة خالصة نقية
..................................
..................................
لو شئتم أكملتها؟؟؟
منتظر رأيكم.
¥