من طريق ميسرة النهدي، قال: مر على قوم وهم يلعبون بالشطرنج، فقال: " ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ".
وهذا الإسناد ضعيف؛ قال أحمد: " لم يدرك ميسرة علياً " (الأمر بالمعروف ص 95، والمنتخب من العلل ص 102، وجامع التحصيل ص 289).
وصححه ابن حزم في " المحلى " (9/ 63)!
وأخرجه ابن أبي حاتم في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " (5/ 342)، و " الدر المنثور " (5/ 635 – 636) –، وابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " (ل 162/ 1)، ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى " (10/ 212)، و " شعب الإيمان " (5/ 241 / 6518).
من طريق سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي، أنه مر على قوم يلعبون بالشطرنج، فقال: " ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون، لأن يمس أحدكم جمراً حتى تطفأ، خيرٌ له من أن يمسها ".
وهذا الإسناد ضعيف جداً؛ سعد بن طريف قال ابن معين: " لا يحل لأحد أن يروي عنه، وقال أبوحاتم: " ضعيف الحديث، منكر الحديث "، وتركه النسائي والدارقطني (تهذيب التهذيب 2/ 278).
والأصبغ بن نباتة قال ابن معين: " ليس بثقة "، وقال أبوحاتم: " لين الحديث "، وتركه النسائي، وقال البزار: " أكثر أحاديثه عن علي لا يرويها غيره " (تهذيب التهذيب 1/ 230).
وأخرج ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " (ل 163/ 1)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (2/ 212).
من طريق محمد بن أبي زكريا، عن عمار بن أبي عمار، قال: مر علي – رضي الله عنه – بمجلس من مجالس تميم، وهم يلعبون بالشطرنج، فوقف عليهم، فقال: " أما والله لغير هذا خلقتم، أما والله لولا أن تكون سنة؛ لضربت بها وجوهكم ".
وإسناده ضعيف؛ محمد بن أبي زكريا ضعفه ابن معين والدارقطني (تهذيب التهذيب 5/ 309).
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (5/ 287 / 26150)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (2/ 212)، من طريق جعفر عن أبيه قال: قال علي: " الشطرنج هو ميسر الأعاجم ".
قال البيهقي: " هذا مرسل، ولكن له شواهد ".
وأخرج البيهقي في " السنن الكبرى " (2/ 212) من طريق شريك، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، قال: قال علي – رضي الله عنه –: " صاحب الشطرنج أكذب الناس، يقول أحدهم: قتلت، وما قتل ".
وهذا الإسناد مرسل.
فيتلخص مما سبق أن هذا الأثر حسن بطرقه، فإن الطريق الأول، والطريق الثالث لم يشتد ضعفهما، وأما الطريق الرابع فيحتمل أن يرجع إلى الطريق الأول، وأما الثاني فشديد الضعف لا يصلح في الشواهد.
وقد صحح الأثر ابن تيمية في " مجموعة الفتاوى " (32/ 244).
ثم وقفت على هذا الأثر في " الإرواء " (8/ 288 – 289/ 2672)، ووقفت فيه على طريق خامس للأثر فقد أخرجه السخاوي في " عمدة المحتج " من طريق أبي إسحاق – يعني: السبيعي، عن علي، به.
وقال السخاوي: " سنده حسن، إلا أن أبا إسحاق قيل: إنه لم يسمع من علي، مع أنه رآه ".
ولكن الألباني ضعفه بقوله: " وجملة القول: أن هذا الأثر لا يثبت عن علي؛ لأن خير أسانيده هذا – أي: طريق أبي إسحاق السبيعي – والأول، وكلاهما منقطع، ومحتمل أن يعود الأول إلى الآخر فيصير طريقاً واحداً، وذلك لأن ميسرة من شيوخه أبوإسحاق السبيعي ".
قلت: وهو كما قال، ولكن الطريق الثالث الذي ذكرناه لم يذكره الشيخ وغالب الظن أنه لو وقف عليه لحكم بثبوت الأثر، والله أعلم.
حرر في ضحى الأربعاء 1 / شعبان / 1425
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 09 - 04, 09:53 ص]ـ
ليس بين يدي الآن نسخة " ذم الملاهي " المطبوعة بتحقيق الأخ عمرو سليم، ولعل إذا كان هناك فوائد أن يذكرها أخونا الفاضل أبوعبدالرحمن مبارك، بارك الله فيه.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 09 - 04, 10:48 ص]ـ
وللفائدة:
فقد أخرجه ابن الجوزي في " الحدائق" (2/ 505) من طريق ميسرة، به.
ـ[عبد الرحمن حسين وهدان]ــــــــ[15 - 09 - 04, 11:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم اللعب بالشطرنجِ
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
¥