قال الزيلعي في " نصب الراية " (4/ 274): غريب بهذا اللفظ، والحديث في " مسلم "، وليس فيه ذكر الشطرنج.ا. هـ.
قال الشيخ بكر أبو زيد في كتاب " التحديث بما قيل: لا يصح فيه حديث " (ص 182):
تنبيه:
في " صحيح مسلم " (2260) مرفوعا: " مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ ". وليس فيه ذكر الشطرنج كما يذكره بعض الفقهاء.ا. هـ.
الخلاصة:
بعد ذكر الأحاديث الواردة في الباب، وبيان ضعفها، وكلام أهل الفن عليها، لم يثبت في هذا الباب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
1 - قال أبو حفص عمر بن بدر الموصلي في كتاب " المغني عن الحفظ والكتاب " (ص 505): باب تحريم اللعب بالشطرنج.
قال المصنف: لا يصح في هذا الباب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم.ا. هـ.
قال المحقق الشيخ أبو إسحاق الحويني: قلت: وهو كما قال، وانظر " الواهيات " لابن الجوزي (2/ 782 – 783)
2 - وقال الإمام ابن القيم في " المنار المنيف " (ص 134): ومن ذلك: أحاديث اللعب بالشطرنج - إباحة وتحريما - كلها كذب على رسول اله صلى اله عليه وسلم، وإنما يثبتُ فيه المنع عن الصحابة.ا. هـ.
3 - ونقل الشيخ بكر أبو زيد في كتاب " التحديث بما قيل: لا يصح فيه حديث " (ص 182) كلام الموصلي وابن القيم.
4 – وقال الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " (3/ 181 صحيح الترغيب): وقد ورد ذكر الشطرنج في أحاديث لا أعلم لشيء منها إسنادا صحيحا ولا حسنا. والله أعلم.ا. هـ.
5 – وقال الفَتّنِي في " تذكرة الموضوعات "، كتاب العلم، باب اللعب بالشطرنج والكعاب وبصورة البنت: في المقاصد " من لعب الشطرنج فهو ملعون " بل لم يثبت من هذا الباب شيء.ا. هـ.
6 – ونقل الشوكاني في " نيل الأوطار " عن ابن كثير أنه قال: والأحاديث المروية فيه لا يصح منها شيء ويؤيد هذا ما تقدم من أن ظهوره كان في أيام الصحابة.ا. هـ.
الآثارُ الواردةُ عن الصحابةِ وغيرهم:
1 - عن ميسرة النهدي قال: مر علي ابن أبي طالب رضي الله عنه بقوم يلعبون بالشطرنج فقال: " ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ".
ورواه ابن أبي شيبة (5/ 287)، والآجري في كتاب " تحريم النرد والشطرنج والملاهي "، وابن أبي الدنيا في كتاب " ذم الملاهي " (92)، والبيهقي في السنن (10/ 212)
وميسرةُ هو بنُ حبيب النهدي أبو حازم الكوفي لم يدرك عليا، فالأثر منقطع.
وقد حكم العلامة الألباني - رحمه الله - على الأثر بالانقطاع.
قال في الإرواء (8/ 288 ح 2672): قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات معروفون من رجال " التهذيب " غير عمر وهو ابن محمد بن بكار، ترجمه الخطيب وقال: " وكان ثقة. مات سنة تمان وثلاث مئة ".
قلت: لكنه منقطع، لأن ميسرة بن حبيب إنما يروي عن التابعين مثل أبي إسحاق السبيعي وغيره.ا. هـ.
2 - وعن الأصبغ بن نباتة، عن علي: أنه مر على قوم يلعبون بالشطرنج، فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون، لأن يمس أحدكم جمرا حتى يطفأ خير له من أن يمسها.
قال العلامة الألباني في الموضع الآنف: وقال السخاوي: " وهذا السند ضعيف، لضعف الأصبع، والراوي ".
قلت: بل هو ضعيف جدا، فإن سعدا وشيخه كلاهما متروكان رافضيان، ورماه ابن حبان بالوضع.
وله طريق ثالث: أخرجه السحاوي من طريق أبي إسحاق يعني السبيعي قال: فذكره. وقال: " وسنده حسن، إلا أن أبا إسحاق قيل: غنه لم يسمع من علي، مع أنه رآه ".
قلت: وهب أنه سمع منه، فلا يثبت الاتصال بذلك حتى يصرح بالسماع منه لأنه معروف بالتدليس، ثم هو إلى ذلك كان اختلط.
وجملة القول أن هذا الأثر لا يثبت عن علي، لأن خير أسانيده هذا والأول، وكلاهما منقطع، ومن المحتمل أن يعود إلى تابعي كبير، وهو مجهول.
بل من المحتمل أن يعود الأول إلى الآخر، فيصير طريقا واحدا، وذلك لأن ميسرة من شيوخه أبو إسحاق السبيعي كما سبقت الإشارة إلى ذلك. والله أعلم.ا. هـ.
3 – عن الخصيب مولى سليمان بن يسار قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمر بنا ونحن نلعب بالشطرنج فيسلم علينا ولا ينهانا.
قال محقق كتاب " تحريم النرد والشطرنج والملاهي " للآجري (ص 73): وهذا أثر باطل، لأن الخصيب قال عنه السخاوي: هو ابن جحدر، متروك.ا. هـ.
¥